كلمة المسلم

الأرجح أن كرزاي لجأ إلى تصدير همومه إلى خارج الحدود هرباً من فشل سادته أنفسهم،الذين آلت كل جهودهم المحمومة وغير المسبوقة إلى فشل مطبق،يعبر عنه لجوء عدد من البلدان المشاركة في الغزو لطمس الهوية الصليبية له إلى سحب جنودها،بتأثير ضغوط الرأي العام فيها على حكوماتها،أو إدراكاً متأخراً منها لحقيقة الأهداف الأمريكي
سار براون على طريق سلفه الخائب،بالرغم من الانتكاسات التي لقيها حزبهما الحاكم(حزب العمال)،في الانتخابات البلدية الأخيرة وفي انتخابات فرعية برلمانية،وهي انتكاسات غير مسبوقة،إذ خسر الحزب مقاعد كانت من نصيبه تقليدياً!! وبدلاً من مراجعة النفس،ومواجهة الذات،لجأ براون إلى الاتجاه يميناً وركب موجة الحقد على الإسلام
لا الباكستانيون وحدهم الذين يدفعون ثمن ارتهان قادتهم للولايات المتحدة الأمريكية، وإنما جميع الدول التي دارت في فلك الدولة "الاستعمارية" الأولى من بلدان العالم الإسلامي الذين دفعوا فواتير غالية من قيمهم واستقرارهم واستقلالهم ومكانتهم السياسية والاقتصادية. والناظر للسياسة الدولية في عالمنا الإسلامي
حكومة كهذه، وسياسة كتلك، لم تغفر عند أصحاب العفن العلماني أمام جرأتها النسبية في مسألة الحجاب؛ فما طاب لتلك القوى أن ترى خير النساء زوجة الرئيس عبد الله غول تدخل القصر الجمهوري، والفتيات تعدن إلى ارتداء الحجاب في الجامعات بعد قرار تعسفي بغيض بحظره منذ أواخر الثمانينات
هل يستطيع مثقف غربي أن يدّعي –مثلاً-أن استئصال المسلمين في الأندلس قبل 500 عام، يندرج في نطاق النازية التي يتبرأ الغرب منها ويُفْرط في شتمها باعتبارها نشازاً مرفوضاً،واستثناء عارضاً. وإذا كان الحقد الصليبي يكفي عند القوم لتفسير محاكم التفتيش الرهيبة التي لاحقت المسلمين ..
لو أن الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي عمدت إلى قطع علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع الدانمرك منذ تفجر الرسوم البذيئة ورفض كوبنهاجن الاستجابة إلى نداءات المسلمين الرسمية والشعبية لوضع حد لثقافة الكراهية هذه،لما وجد الغلاة سبيلاً إلى تنفيذ رؤاهم الفردية الشاذة.
"فجأة"باتت دولة آيات قم الداعية على لسان رئيسها لإزالة الكيان الصهيوني جذرياً باتت ترى في المفاوضات السرية بين دمشق وتل أبيب نضالاً مشرّفاً!!و"فجأة"ثالثة لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية تصرّ على عزل النظام السوري لتأديبه!!و"فجأة"أخرى يقرر نائب وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده سوف تتعامل مع وزراء "حزب الله" في الحكومة اللبنانية المقبلة باحترام على اعتبار أنهم وصلوا إلى مواقعهم نتيجة انتخابات حرة
مفهوم أن يجري ساركوزي جولات مكوكية لاستنزاف العرب في "شراكة" اقتصادية موجهة وصفقات سلاح لا قيمة فعلية لها، ومشروعات نووية سلمية مضبوطة على مؤشر النزيف المالي دون الارتقاء إلى سلم الاستقلال العسكري..
هل ميشيل أصبح اليوم ولي المسلمين ونائباً عن "صاحب الزمان" المهدي؟ أم أن الحزب ينظر إلى لبنان التعدد اليوم على أن ليس إلا معبراً لتحقيق أهداف أخرى وأن قبول ولاية سليمان ما هي إلا مرحلة أو هي حالة لا تخص "المقاومة" وولاءاتها الخارجية وحساباتها الإقليمي
بعد عامين من التناحر الحاد بين فريقَيْ الموالاة والمعارضة في لبنان،"تَوّجَتْهما"غزوة "حزب الله" لبيروت في محاولة لإنهاء التيار السنيّ الأكبر، فوجئ العالم –واللبنانيون أنفسهم- بإنجاز اتفاق بين جانبي الأزمة خلال بضعة أيام من الحوار في الدوحة برعاية قطرية ومتابعة من اللجنة الوزارية العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
فالعاقل لا يتوقع من الذئب أن يصبح نعجة أليفة،ولا يتوهم أن ينعم بدفء طبيعي في شتاء سيبيريا المتجمدة على مدار العام،وبلهجة أشقائنا المصريين :لا ينتظر من الحدأة(الشوحة) أن ترمي له كتاكيت!! لقد حاولت حكومة نور المالكي إقامة سيرك تهريجي من خلال استهدافها "جيش المهدي"
هذا الرجل العجيب الغريب في مستوى هوسه بأحلام يقظته، ما زال يدّعي أنه "انتصر" في العراق، بالرغم من عجزه عن إخماد جذوة المقاومة الباسلة
إن واقع المتهكمين اللامزين يصبح شديد البؤس حين يجمعون بين الهزيمة النفسية وقلة الوعي في آن معاً. فليكن خشبياً أو ورقياً لا ضير، لكنه حين يجمع ما بين إيمان صاحبه وإعداده وإخلاص نيته لله ـ هنا فحسب ولا سوى ذلك ـ يستحيل لظى يلاحق الأعداء فيلوون الأدبار ثم لا ينصرون..
ليس من قبيل المصادفة أن تتعدد البرامج التليفزيونية التشجيعية على الاستثمار في السودان على الشاشات العربية الأسابيع الماضية، ثم تأتي هذه النكسة بعدها، لتقول لرأس المال الجبان ارحل عن السودان.. وبدلاً من الاستثمار فيه عليك باستيراد السمن من هولندا ومنتجات الألبان من الدنمارك!!
إن نفاق نصر الله لم يعد ينطلي حتى على المجانين،فهو في اجتياحه الحقير للعاصمة اللبنانية، لم يوجه سلاحه إلا لأهل السنة، في حين تضم قوى الموالاة التي يدعي التصدي لها تضم نصارى ودروزا، فما له لا يحتل مواقعهم ولا يُسْكت وسائل إعلامهم؟
ما يدل على النية الإجرامية المتأصلة أكثر من سجن سامي الحاج نحو سبع سنوات عجاف،ناهيكم عما مارسه جلادو الحضارة الغربية في حقه وحق زملائه من حقارة سادية بدنيا ونفسيا،وقد بلغت ذروة انحطاطها في الاعتداء المتكرر على المصحف الشريف،أمام أناس عزل لا سلاح في أيديهم يدفعون به أذى الوحوش الحاقدة.
...هذا بدوره يختزل سنوات الرئيس الأمريكي جورج بوش في جهد عبثي لم تجنِ منه الولايات المتحدة ما يعوضها عن خسارتها الاقتصادية سوى أنها أسقطت نظام طالبان من دون أن تدعي أنها تمكنت من تنصيب غيره بشكل مستقر. إن على الرئيس الأمريكي وهو يغادر البيت الأبيض أن يتذكر الأيام التي تلت أحداث 11 سبتمبر 2001، حين كان يزهو بقدرة بلاده العسكرية