كلمة المسلم

عجبا ترينا تلك الحياة , وعجبا تبين لنا مواقع الأقدار , يرفع الله أناسا ويضع آخرين , ويعز قوما ويذل غيرهم
فجأة بدأ سباق غريب إلى حد الاستعصاء على الفهم، بين عدد من العواصم العربية على فتح سفارات لها، في عاصمة المنصور والرشيد، الأسيرة تحت سنابك الصليبيين ومخالب الصفويين!! والعنوان المزعوم لهذا "الهجوم"الدبلوماسي هو التصدي للنفوذ الفارسي في العراق الجريح!!فما مدى صحة هذا الادعاء؟ وإذا كان غير صحيح فما الغاية الحقيقية وراء تحرك مريب في أصله كما في توقيته؟
محتوى الرسالة البذيئة التي رغب الآيات في توصيلها، يتلخص في توعد طهران لنا بإشعال فتيل اضطرابات داخلية مستغلةً أدواتها المحلية التي تحمل جنسيات بلداننا لكن ولاءها الفعلي لما يسمى الولي الفقيه!!
عادت موريتانيا إلى حظيرة دول العرب الديكتاتورية المتسلطة والفاسدة، ولم تجاوز قيد أنملة حدود المرسوم في دواليب "الاستعمار" ولم تتمكن من تجاوز الخطوط الحمراء التي كان من ضمنها ألا يكون هذا البلد عنواناً للمقاطعة بعد أن كان عنواناً
نريد أن ننصف الفارين إحقاقاً للحق، ولكننا عجزنا أن نوجد مبرراً واحداً للتهديد والوعيد ضد حركة حماس، ثم الارتماء في أحضان السلطة الصهيونية. إن كمية الأسلحة المصادرة التي خلفها الفارون خلفهم تشي بأنها لم تكن معدة لقتال "إسرائيل" وإلا لماذا تركوها خلفهم وبدوا أمام الكاميرات عرايا من الملابس والقيم النضالية على حد سواء.
قبل عشر سنوات لا أكثر، كان قرار إغلاق حزب سياسي إسلامي في ظل النظام الأتاتوركي الشرس، أيسر من إقفال بقالة تخالف الشروط المتصلة بصحة الناس وسلامتهم وأموالهم!!
الذي أطلق الاتهامات الرهيبة الأخيرة أمريكي الجنسية،والأدهى من ذلك أنه ليس مواطناً أمريكياً عادياً دفعه الفضول أو معارضة سياسات المحافظين الجدد إلى أن يقول ما قال، بل إن الرجل ليس صحفياً من الصحافيين النادرين المتمسكين بالموضوعية وشرف الكلمة
ما الذي يربط مخطط الانقلاب الرهيب الذي افتضح أمره في تركيا في وقت ملائم، وعمليات الاغتيال الإجرامية التي قامت بها فلول دحلان يوم أمس الجمعة في قطاع غزة؟
السؤال الذي يلح اليوم مع تحقيق حركة مورو الفلبينية بعض التقدم في مباحثاتها مع رئيس الفلبين جلوريا ماكاباجال ارويو، عبر موافقة الأخيرة على إرجاء الانتخابات في جنوب البلاد من أجل إفساح
ما الذي يمكن أن يضيفه تصريح نائب الرئيس الإيراني المكلف منظمة السياحة اسفنديار رحيم مشائي عن الكيان الصهيوني والولايات المتحدة أكثر مما أضافه شيخ الإسلام ابن تيمية
في الوقت الذي تصدر مذكرة اعتقال في حق رئيس السودان، يرفض الغرب المتاجر بالشعارات أن يقبل دعوى من أهالي سربرنتسا المدينة البوسنية التي اغتيل ثمانية آلاف من سكانها العزل على أيدي عصابات الصرب الهمجية،والذين تواطأت مع إجرامهم الدموي النذل،الكتيبة الهولندية التي تضع خوذات الأمم المتحدة
لعل القارئ الكريم ما زال يتذكر صورة بشار الأسد الذي لم يكن له أي منصب في عهد والده،وهو يدخل قصر الإليزيه فيستقبله الرئيس السابق جاك شيراك رسمياً في خرق للبروتوكول غير مسبوق،وذلك لدعم مساعي الأب لتوريث الجمهورية لولده بشار!!
أن تعمل قناة فضائية تابعة لدولة احتلال على التمهيد لهذا الاحتلال قبل مجيئه أو الترويج له بعد غزوه؛ فهذا أمر متفهم ومنطقي ولا عجب في أن تفعله دولة غازية متطورة، فالذي تقوم به حينئذ لا يجاوز خلق الأولين من المحتلين على مر العصور.
إننا هنا أيضاً ندين هذا التدنيس، أكان من "إسرائيل" وحلفائها، أو إيران وسوريا وأشياعهما، لا فرق بين إجرام وإجرام، ومعتقد وآخر، ما دام في النهاية قد أديا إلى نتيجة واحدة، وهي إهانة مقدسات المسلمين، وليس لنا موقف انتقائي من هذا أو ذاك
أيها السادة في كل العالم المسلم، لقد ديس مصحفكم الغالي وسفك الدم الطاهر الحرام وبورز العزل بأسلحة لا تعرف طريقاً إلى الجولان ولا "إسرائيل" وإنما لصدور المؤمنين ولا غير..إننا نطالب كل حر لا يعرف سبيلاً إلى الازدواجية، ولا يبيع آجلاً بعاجل، ولا يتاجر بمبادئه ولا يرتهن إرادته، ولا يؤجر مروءته، أو يفرط في حقوق المؤمنين..
هذا التحوّل يعد إنجازاً بالمعايير الشكلية،وقد أسهم في تحقيقه نضج الجيل الجديد من الساسة المتشبثين بهوية أمتهم وبراعتهم في إحراج العسكر والغرب المنافق معاً
جلال الطالباني-المُعَيّن من الاحتلال الأمريكي رئيساً لجمهورية العراق-ليس أول متسلط في البلاد الإسلامية يهرول وراء قادة اليهود المجرمين أصحاب سجلات الغدر الجبان وذوي الأيدي الملطخة بدماء الشرفاء منا رجالاً ونساء وأطفالاً
أفما آن لذوي العقول السليمة والفطر السوية،أن يستيقظوا من هذه الغفلة التي باتت تثير سخرية بعض العوام الذين أفاقوا من سذاجتهم تحت مطرقة فرق الموت الرافضية في العراق،وسقوط الستائر التي لطالما حجبتْ عنهم الهوية الحاقدة والمكائد الوضيعة التي يؤديها "حزب الله" في لبنان؟
لا يلاحظ أن عموم تلكم التبديلات يتأثر أساساً بأسباب تتعلق بمدى كفاءة هذه الوزارة أو تلك في إدارة شؤون الدولة، وفي مدى تمكنها من تحقيق المستهدف من خطط التنموية والمعيشية، وبجدوى قراراتها وإجراءاتها في تلبية آمال مواطنيها، بل بحسابات هي أبعد ـ عادة ـ عن هذه السالفة
كل ما تقدم ليس جديداً ولا بدعاً في عرف هؤلاء، لكن العجيب أن يجتمع كل هذا في هذا الوقت القصير في وقت يظل بعض الحالمين لدينا مستمسكين بالوهم القائل بأن الغرب يريد أن يصدر إلينا ديمقراطيته وحريته، وتتضافر الأخبار في يوم واحد لتنسف كل هذه الوساوس والأوهام.