أنت هنا

إيران تجتاح بيروت.. متى يصحو الغافلون؟
5 جمادى الأول 1429

من كان يعلم حقيقة الرافضة عقيدة وتأريخا، لم يكن يحتاج إلى أن يكشروا عن أنيابهم ليفترسوا بيروت - معقل السنة الأكبر في لبنان -، ليضعوها في طاعة ولاية فقيههم خامنئي.
فاليوم سقطت جميع الأقنعة وانكشفت الستر الزائفة، التي كان القوم يضحكون بها على المغفلين والضائعين من أهل السنة والجماعة، الذين خدعتهم رايات النفاق والأحاديث المعسولة عن "أسطورة"التقريب مع الرافضة.
والمؤسف أن كثيرا من عوامنا كانوا أذكى وأصدق مع أنفسهم من بعض لابسي ثياب الدعاة،فسرعان ما زالت غشاوة الادعاء الرافضي عن "مقاومة"الاحتلال،واصطناع رداء الممانعة،وتبينت لهم الحقيقة،في حين واصل "مفكرون"عميان البصيرة مسيرة غيهم،واستمرؤوا الانخداع الذاتي،فأصبحوا مطية للمشروع الصفوي المجوسي،سواء أدركوا ذلك أم لم يدركوه.
اليوم قرر آيات قم أن يضعوا حدّاً لأكذوبة المقاومة بعد أن استنفدت أغراضها، وحققت غاياتها التضليلية، كذراع لأطماع المجوس التاريخية في مختلف مناطق الأمة الإسلامية،التي يستشعرون أنها الحلقات الأضعف،مستغلين وهن العالم الإسلامي، وشتاته الفكري والسياسي، وكذلك الدعم الفعلي الهائل من الاستراتيجيات اليهودية والصهيونية.
إن أدوات أبي لؤلؤة احتلت بيروت بقوة السلاح،ولو كان عداء تل أبيب لها حقيقيا،لما توانى اليهود عن حماية مصالحهم،وهو الأمر الذي فعلوه عندما اجتاحوا لبنان ووصلت قواتهم الغازية إلى بيروت في ظل الحرب الباردة ووجود الاتحاد السوفيتي،لإخراج الفصائل الفلسطينية من هناك؛ فما بالهم لا يكررون جريمتهم في ظل تفرد حليفهم الأكبر بقيادة العالم؟
قد يقال: إن معارك صيف 2006م علّمت دولة العدوان الصهيونية أن المواجهة العسكرية مع "حزب الله"ليست نزهة!! وهذا حق يراد به باطل؛ فهنالك واقع جديد على الأرض بعد تلك الحرب، يتمثل في وجود قوات دولية ووجود الجيش اللبناني في مناطق الجنوب اللبناني.
وهذا الواقع الذي نتج عن مؤامرة نصر الله مع اليهود لتدمير لبنان، تم صنعه برجاءات الرافضة للعالم وصولا إلى قرار وقف إطلاق النار بموجب قارا مجلس الأمن الدولي ذي الرقم 1701، لكن القوم – كعادتهم - تمكنوا بتقيتهم الهدامة من قلب الحقائق وتصوير الأمر على أنه حصيلة تواطؤ من حكومة السنيورة مع واشنطن!!
اليوم جهر القوم بضغائنهم، فمثلما زيفوا التاريخ القديم وحرّفوا سيرة آل البيت الكرام، باتوا يعلنون أن احتلالهم لبيروت هو ثأر لمعركة كربلاء!! فهلا سمع المفكر السني الشهير وأمثاله هذه الوقاحات الحاقدة،قبل أن يوجهوا دعوتهم لأهل السنة لكي يغادروا لبنان الذي فتحه أسلافهم من الصحابة رضوان الله عليهم،فإذا بأحفاد ابن العلقمي يرومون إلغاء ذلك الفتح العظيم،وهو ما لم تستطعه فرنسا الاستعمارية في ذروة قوتها وعنفوان غطرستها!!
لقد قلنا هنا من قبل أكثر من مرة: إن الرافضة يعملون للهيمنة على المشرق ووضعه تحت ولاية آياتهم الموتورين، وإن الادعاءات التي يسوقونها مثل: دعوى المعارضة للأكثرية البرلمانية في لبنان أو الزعم بالتصدي لتيار المستقبل أو أضحوكة الممانعة لمخططات الولايات المتحدة الأمريكية (وهي أضحوكة لأن ما جرى ويجري في العراق وأفغانستان ينطق بذلك)؛ فتلك الادعاءات ليست سوى تقية آنية يعدها القوم تسعة أعشار دينهم، وسوف يتخلون عنها عندما يتمكنون من البوح بمشروعهم الجهنمي الفعلي.
إن نفاق نصر الله لم يعد ينطلي حتى على المجانين،فهو في اجتياحه الحقير للعاصمة اللبنانية، لم يوجه سلاحه إلا لأهل السنة، في حين تضم قوى الموالاة التي يدعي التصدي لها تضم نصارى ودروزا، فما له لا يحتل مواقعهم ولا يُسْكت وسائل إعلامهم؟
وإذا كان حقد الرافضة بهذا الحجم على المنتسبين لأهل السنة ممن نسفت العلمنة هويتهم ومسخ التغريب جلودهم،فكيف هو حقدهم على الملتزمين منا بحقيقة الإسلام عقيدة وشريعة؟
ألا هل بلّغنا.اللهم فاشهد.