أنت هنا

مدجج أمام حماس.. عارٍ أمام "إسرائيل"!!
3 شعبان 1429

لا يمكن أن نفسر دوماً الأحداث باتجاه يؤيد من نتعاطف معهم لأن الحق أعلى من الرجال وبه يوزنون، ولا يجوز تجيير المواقف في مسار من نوليهم الثقة الأكبر من الفلسطينيين.

وهذه مسلمة لابد وأن نقرها ونعترف بها، لكي يكون الحق على الدوام هو بغيتنا ومحرك مشاعرنا ومنصرف محبتنا، وهي حقيقة تقودنا إلى النظر إلى ما يحدث في غزة بميزان الحق لا الولاء والثقة والتعاطف.

مع هذا؛ فإن ما حدث في غزة من أحداث مؤسفة فجرتها عملية الشاطئ الإجرامية التي أودت بحياة طفلة وخمسة من نشطاء كتائب عز الدين القسام، وانتهت بعملية مداهمة بيوت عائلة "حلس" الفلسطينية في شرق غزة، بحي الشجاعية، لا يتساند ليمثل إدانة لحركة حماس التي وقعت عليها مسؤولية إدارة قطاع غزة، وهي مسؤولية جسيمة وغاية في الصعوبة، إذ لم يترك لنا الفارون بشكل مخز إلى أراضي 48 الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني المباشرة أي حافز يمكننا معه أن نتعاطف معه مع من أسمتهم حركة حماس بالمنفلتين أمنياً؛ فحيث اتهمت حكومة إسماعيل هنية بعضهم بالمسؤولية عن مجزرة شاطئ غزة، امتنعت العائلة عن تسليمهم ثم دارت الاشتباكات التي كان من أسوأ نتائجها فرار عشرات من المشتبه بهم إلى الأراضي الخاضعة لسلطة الاحتلال، بما أثار لدى المراقبين شكوكاً كبيرة حول العلاقة التي تربط الفارين بالكيان الصهيوني الذي بدوره سهل فرار معظمهم إلى رام الله بالضفة الغربية، للتمتع بحماية رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن الموالي لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية.

نريد أن ننصف الفارين إحقاقاً للحق، ولكننا عجزنا أن نوجد مبرراً واحداً للتهديد والوعيد ضد حركة حماس، ثم الارتماء في أحضان السلطة الصهيونية. إن كمية الأسلحة المصادرة التي خلفها الفارون خلفهم تشي بأنها لم تكن معدة لقتال "إسرائيل" وإلا لماذا تركوها خلفهم وبدوا أمام الكاميرات عرايا من الملابس والقيم النضالية على حد سواء.

نريد أن نقول لحماس على رسلك إنهم الأهل في غزة فلا تخرجوهم من ديارهم هكذا، غير أننا أخفقنا في إيجاد أي ثغرة من الممكن أن ينفذ منها تفسير لتبني "حركة التحرير الفلسطينية ـ كتائب العودة" لانفجار الشاطئ الأثيم الذي استهدف رحلة مسجدية على شاطئ غزة وتأكيدها على أنه وقع ضد المناوئين لحركة فتح بالقول: "نزف لكم بشرى استهداف عصابات من القتلة والمجرمين والذين كان لهم دور كبير في مسلسل الانقلاب الدموي وقتل أبنائنا، وهو احد ابرز مجرمي ميليشيات القسام وهو عمار مصبح، واستهداف نجل خليل الحية أحد أبرز قيادات التيار الانقلابي ونقول بأن دوره سيأتي بعد حين، واستهداف المفتي العام لحركة الانقلابيين وميليشياتهم السوداء مروان أبو راس"، ثم توافر معلومات لدى الداخلية الفلسطينية قادت إلى تورط عدد من الفارين في المجزرة، ما جعل تفسير فرارهم إلى "إسرائيل" يجاوز افتراض الشبهة إلى تقديم الدليل من حيث لم يرد الفارون الذين خرجوا على القوة التنفيذية بالهاون وعلى "العدو" بالملابس الداخلية!!

نريد أن نقول لحماس لا يتحدث الناس أنكم تجابهون الفلسطينيين وتهدئون مع الكيان الصهيوني، لكن جهيزة قطعت قول كل خطيب، حينما تعمل الخفافيش على منع الأمل بحصول استقرار لسلطة مستقلة عن "إسرائيل"، وتنشئ جيوب الممانعة المسلحة لقيام القطاع بدوره النضالي المستقل وتحمي أوكار الفساد وترفد الجواسيس بالدعم اللوجيستي والمادي والتسليحي.

إن التيار الدحلاني على تاريخه المخزي لم يفعل ما فعلته عصابات الانفلات الأمني حينما فر الدحلانيون إلى مصر بينما فر أنصار أحمد حلس ـ الذي رفض الحماية الحمساوية ولم يكن مطلوباً بالأساس والعلاج في غزة وفضل الفرار ـ إلى "إسرائيل"؛ فبأي منطق يمكن أن يقول العرب لحماس.. كفى؟!