أنت هنا

13 رجب 1429
المسلم-متابعات:

نددت "جبهة علماء الأزهر" بطلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر البشير، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، مشيرة إلى أن السودان أصبح "لقمة سائغة أهون من اللقمة الإيرانية، التي باتت أو أوشكت أن تكون شريكة للنظام العالمي الجديد في صنع مستقبل المنطقة وأيضا خليلا له".

 

واتهمت الجبهة، في بيان نشرته على موقعها على الانترنت أمس، تحت عنوان "قبل أن يغيض بنا الوادي"، المحكمة الجنائية الدولية بالخضوع للإرادة الأمريكية، قائلة إنها "عميت عن جرائم الأنظمة كلها ولم تر غير ما أريد لها من اللعوب أمريكا أن تراه فبدءوا القفزة الجديدة اليوم من السودان برأسه ورئيسه، متعامين عما يفعله المحتل في أفغانستان وفلسطين والعراق والصومال والشيشان".

وانتقدت جبهة علماء الأزهر المؤسسات الدولية التي قالت إنها كانت اختراعا من الاستعمار لإذلال الحكام والشعوب العربية والإسلامية، بدءا من عصبة الأمم، ثم الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة العدل، ثم أخيرا محكمة الجنايات الدولية التي تطالب اليوم برأس الدولة السودانية وهو لا يزال في سدة الحكم، سالبة بذلك كله من الشعوب كرامتها بدعوى الغيرة الكذوب على حقوقها، على حد البيان.


وحثت الجبهة، الأمة الإسلامية على الوقوف تحت راية واحدة وفي ظل عقيدة واحدة ونظام اجتماعي واحد لتحقيق العزة والكرامة.

 

وشددت على أن الوحدة بين الدول الإسلامية والعربية هي الضامن الوحيدة لدرء الأخطار الغربية عنها، بعدما نجح الاستعمار قديما في تفتيتها. وأضاف بيان الجبهة: "لقد بدأ الاستعمار –الغربي والشرقي- لعبته الكبرى يوم مزق الوطن الإسلامي الأكبر شر مُمَزَّق، وحوَّله إلى دويلات تحمل الطابع القومي الهزيل، فهدم بذلك كل ما بناه الإسلام من وحدة ضخمة؛ ذابت فيها العناصر والأجناس، وانصهرت فيها الألوان واللغات، وتوحد به واتحدت الأهداف والغايات.ولم يكن بد للاستعمار من أن يلعب هذه اللعبة، بعد ما تم له ما أراد مع دولة الخلافة، فما كان في استطاعته؛ أو مقدوره أن يبتلع هذه الكتلة الكبرى الشاردة، والمشردة وهي وحدة متماسكة، فنفخ لها في بوق القومية الخادع فاستجابت له، وآزرها على ذلك حتى انفرط العقد، وانحلت العقدة، وتناثرت الجموع، وبات الكل لقمة سائغة لمن أراد. ثم واجهت كل دويلة مشكلاتها الداخلية عزلاء، عزلاء من راية تقف في ظلها، ومن قبلة تثوب عندها إلى رشدها، فلم يكن لها غير الظلم سلاحا، والبغي على شعوبها عُدَّةً وملاذا، وانطلقت كل دويلة تجابه الفوران  الداخلي، والمظالم الاجتماعية بحلولٍ ومبادئ تزيد بها الخلل خللا، والخرق اتساعا، والظلم انتشارا وتعميما".وتابع بيان جبهة علماء الأزهر: "ثم انطلقت كل دويلة لمشاكلها الخارجية لتجابه فيها الاستعمار المتكتل وحدها، تارة في مجلس الأمن، وتارة في هيئة الأمم، وتارة في محكمة العدل،-واليوم السودان في محكمة الجنايات، يُحكم عليه قبل أن يُحاكم-، وفي كل مرة كانت أمتنا المخدوعة بساستها وسياستها تبوء بالفشل والخيبة، لأن الاستعمار كان ولا يزال هناك واحدا، ولأن القومية التي خدع بها هذا الاستعمار المستضعفين في الشرق لا تجعله ينسى الصليبية التي يواجه بها الإسلام كافة".

 

ورأت الجبهة أنه "باستطاعة أهل وادي النيل- وقد استُهدفوا في نظامهم،وشرفهم علانية بغير مواربة ولا حياء- بوسعهم إن أرادوا أن يبدءوا الطريق الصحيح؛ لهم ولغيرهم وذلك بأن يُعطوا الشعوب حقها في إبداء الرأي، وإسداء النصيحة، وطلب الحق، ومطاردة مظاهر الانحراف".

 

واختتم بيان الجبهة بمناشدة إلى المسلمين في كل مكان جاء فيها: "اصدقوا الله تعالى على أي حال في أختكم السودان، واجعلوها اليوم أمكم، فكلكم بعد العراق سودان، ودعوا الكثير مما لم ينفع من نعِرات الجاهلية التي نفخ بها شيطان الاستعمار في الخياشيم، فالعروبة بغير الإسلام قرينة العنف في حقها وباطلها، ويا ليته عنف على عدوِّنا، بل هو اليوم وقبل اليوم عنف على أنفسنا، فلا تجعلوا لكم من وجهة بعد اليوم في غير دينكم الذي إليه هديتم، وبه عُرفتم، وعليه تُحاسبون".