أنت هنا

23 جمادى الثانية 1429
المسلم - صحف

كشف خبراء سياسيون أن الاحتلال الأمريكي قد أقام "مدناً عسكرية" ضخمة ‏في العراق تمكنه من تهديد إيران، في ذات الوقت الذي تحاول فيه إدارة ‏الرئيس الأمريكي جورج بوش إجبار الحكومة العراقية على توقيع اتفاقية ‏أمنية طويلة الأمد لتحويل العراق إلى "مستعمرة نفطية أبدية".‏
وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية فقد كشف باتريك كوكبرن، أحد الخبراء ‏السياسيين الأمريكيين، أن الإدارة الأمريكية شيدت "مدناً عسكرية" في البلد ‏المحتل فضلاً عن القواعد، إذ يمكنها استخدام قاعدتين كبيرتين منها على ‏الأقل لتهديد طهران . ‏
وأوضح كوكبرن أن الاحتلال الأمريكي يحتاج فقط للمحافظة على اثنتين من ‏هذه "المدن العسكرية" كي تستمر هيمنته العسكرية هناك من جهة، وليشكل ‏تهديداً ثابتاً لإيران من جهة أخرى. ‏
واعتبر كوكبرن أن تنازل أمريكا عن حصانة المتعاقدين العسكريين من ‏المقاضاة أمام القانون العراقي، في مقابل تمرير الاتفاقية، وإن كان سيؤدي ‏لانخفاض أعداد هؤلاء المتعاقدين، إلا أنه لا يعد شيئًا إذ ستحتفظ القوات ‏الأمريكية بحصانتها أمام أية مساءلة قانونية.‏
ويرى كوكبرن أن الأمر الحاسم بالنسبة لمفاوضات الاتفاقية الأمنية، سيكون ‏مقترناً بمواقف الحكومة الإيرانية التي تعارض إبرام الاتفاقية بشكل كبير.‏
وفي سياق مؤامرات بوش وإدارته على العراق، كشفت تقارير إعلامية ‏غربية أن الرئيس الأمريكي ونائبه ديك تشيني مارسا ضغوطاً كبيرة على ‏الحكومة العراقية لتوقيع "اتفاقية سرية تحوّل العراق إلى مستعمرة أبدية" ‏تابعة لواشنطن.‏
يأتي هذا في الوقت الذي سيشهد الأسبوع المقبل توقيع الشركات النفطية ‏الأكبر في العالم صفقاتها للعودة إلى استغلال احتياطيات النفط العراقي بعد ‏طردها قبل 36 عاماً، ما سيسمح بسيطرة هذه الشركات على حقول النفط ‏العراقي بالجملة.‏
وكان وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي قد صرح أن المباحثات ‏حول الاتفاقية الأمنية بين الوزير هوشيار زيباري وسفير واشنطن لدى بغداد ‏إيان كروكر، أمس، كانت ايجابية وجرى التأكيد على أهمية استمرار ‏المفاوضات للتوصل إلى "اتفاقية تحفظ سيادة وأمن العراق وتحقق مصالحه ‏الوطنية".‏