أنت هنا

23 جمادى الثانية 1429
المسلم - وكالات

نظمت جمعيات مدنية تركية عديدة تظاهرة خرج فيها آلاف الأتراك إلى ‏الشارع، ورفعوا شعار "سبعون مليون تركي يقفون في وجه الانقلابات ‏العسكرية". ‏
وبحسب وكالة الأنباء التركية فقد بدا جليًا من خلال التظاهرة إحساس ‏الشارع التركي باحتمال تعرض تركيا لانقلاب عسكري جديد، إثر نشر ‏الصحف تسريبات عن خطة أعدها الجيش لتغيير مجرى الأمور على ‏الساحة السياسية .‏
ووفق ما نشرته صحف تركيا فإن تفاصيل الخطة تشير إلى وجود تدابير ‏لإحداث انقلاب عسكري بطيء الإيقاع والوتيرة. ‏
وعلى الرغم من نفي الجيش لهذه المعلومات، إلا أن الإعلام التركي يرى ‏أن مجرد النفي غير كاف، وأنه على الجيش، إن كان صادقاً، أن يجري ‏تحقيقاً موسعاً لمعرفة من كتب تلك التقارير وتلك التوصيات.‏
وأشارت بعض الصحف إلى أن الواقع التركي يشير إلى أن تلك التوصيات ‏تُنفّذ فعلياً، وتمهد الطريق أمام انقلاب عسكري من دون إطلاق رصاصة ‏واحدة.
وأوضحت المصادر أن هناك تحركات للجيش، تخالف مهامه الأساسية، ‏هدفها استمالة القضاة والأكاديميين في الجامعات، وبعض وسائل الإعلام ‏والكتاب والصحافيين لتنفيذ سياسة الجيش، وذلك بالسعي لتشويه سمعة ‏المعارضين لسياسات الجيش. ‏
وتشهد تركيا أزمة سياسية تطاول تركيبتها السياسية الداخلية، حيث رفعت ‏المعارضة دعوى ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم تطالب بحظره و72 من ‏أعضائه من بينهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، ورئيس ‏الجمهورية عبدالله جول.‏
ويعد الانقلاب العسكري الذي تم عام 1980، والذي أعقبه وضع دستور ‏عام 1982 الذي حدد هيكلية المؤسسات التركية، قد وطد لوضع شبه ‏استبدادي، حيث يناط بمؤسسات الدولة، ومنها مجلس الأمن القومي ‏والمحكمة الدستورية العليا، منع تغيير أو تعديل نظام الدولة القائم، والحفاظ ‏على روح الانقلاب العسكري الأخير. ‏
ورأى الكاتب التركي، أورال تشاليشلار، أن الجيش التركي قد فقد القدرة ‏على تنفيذ انقلابات مباشرة، إذ لا تسمح الشروط الداخلية والدولية بمثل هذه ‏الانقلابات، مشيرًا إلى أن جنرالات الجيش يسعون، في الخفاء، للقيام ‏بانقلاب سياسي بطيء. ‏
وأضاف الكاتب أنه على الأتراك أن يدركوا أن السياسيين الذين يساندون ‏الانقلاب هم شركاء في تقويض الديموقراطية، محذرًا من أن يأتي وقت ‏تعجز فيه الأحزاب السياسية عن مواجهة النزعة الانقلابية الجديدة. ‏