أنت هنا

22 جمادى الثانية 1429
المسلم - صحف

دعا مبعوثا الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي في السودان لعقد مؤتمر دولي ‏حول أزمة إقليم دارفور، بهدف زيادة الضغوط على الحكومة السودانية ‏وجماعات التمرد لإنهاء العنف بالإقليم واستئناف "محادثات السلام".‏
وبحسب صحيفة الخليج الإماراتية فقد أبدى يان إلياسون المبعوث الأممي تشاؤمه خلال جلسة مجلس الأمن بشأن ‏الوضع في دارفور ومستقبل المفاوضات بين الحكومة السودانية وجماعات ‏المتمردين، مشككًا في جدية الأطراف حول المفاوضات وتقديم التنازلات ‏الضرورية للسلام.‏
واقترح مبعوث الاتحاد الإفريقي، سالم أحمد سالم، إيجاد توجه جديد في ‏التعامل مع هذه الأزمة، ممثلاً في عقد اجتماع دولي لتوفير فرص جديدة ‏للتأمل والتفكير والعمل، على حد تعبيره .‏
ورأى المبعوثان أن مؤتمرًا دوليًا رفيع المستوى يضم السودان ودول مجلس ‏الأمن والقوى الكبرى الأخرى والدول الإفريقية إضافة إلى المتمردين، ربما ‏يساعد على إجبار الخرطوم والمتمردين على الوصول للسلام.‏
وحدد المبعوثان ورقة عمل المؤتمر والتي أجملوها في ثلاث نقاط هي: ‏ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق السلام الشامل الذي أبرم عام 2005 بين شمال ‏وجنوب السودان، وثانيهما تطبيع العلاقات بين السودان وتشاد، وأخيراً ‏استئناف المحادثات ونشر كامل للقوة المشتركة الأممية الإفريقية "يوناميد".‏
وطلب مجلس الأمن من السكرتير العام للأمم المتحدة أن تجري المنظمة ‏الدولية تحقيقاً في تصرفات جنودها لحفظ السلام أثناء اشتباكات وقعت ‏مؤخرا في أبيي، على خلفية اتهام دبلوماسي أمريكي كبير جنود قوة الأمم ‏المتحدة لحفظ السلام في المنطقة والمعروفة باسم "يونميس" بالاختباء في ‏ثكناتهم اثناء القتال بدلا من حماية المدنيين السودانيين وفقا للتفويض الممنوح ‏لهم.‏
وقال المجلس في بيان له: إن "مجلس الأمن يطلب من الأمين العام للأمم ‏المتحدة التحقيق في الأسباب الأساسية والدور الذي لعبته يونميس فيما يتصل ‏بالعنف في أبيي في مايو 2008 ودراسة ما هي الخطوات الاضافية التي ‏ربما تكون مناسبة ليونميس".‏
ومن أصل 26 ألف جندي، لم ينشر سوى ثلث عديد القوة التي كان يتوقع ‏أن تكون أكبر قوة حفظ سلام في العالم. ولا يتعدى عدد القوات المنتشرة ‏حاليا 7600 جندي و1500 شرطي يعانون من نقص التجهيزات. ‏
ورغم تعهد المجتمع الدولي بإعادة الاستقرار لدارفور بعد خمس سنوات من ‏النزاع، لم تتبرع أي دولة بتوفير النقل الجوي أو تغطية الاحتياجات الملحة ‏لمناطق شاسعة ذات طرق محدودة. ‏
ويستمع ضباط قوات حفظ السلام الدولية أثناء تجوالهم في المخيمات ‏لشكاوى نقص الغذاء والأغطية البلاستيكية التي تمنع تسرب الماء داخل ‏الأكواخ أثناء هطول الأمطار، وقلة أعداد المسجلين للحصول على ‏مساعدات. ‏
وصرح فضل الله أحمد عبدالله المسؤول البارز في الجنينة على هامش ‏اجتماع مع قوات حفظ السلام أن "الجهود المبذولة حتى الآن غير كافية"، ‏موضحًا أن "مخيمات النازحين علقت آمالا كبيرة على قوات حفظ السلام ‏الدولية في البداية، والآن لا يستطيع أحد زرع أرضه بشكل طبيعي، وأحيانا ‏نشعر بأن قوات حفظ السلام نفسها تحتاج إلى بعض الحماية لأنها ليست ‏بكامل قوتها". ‏
ويعتقد دبلوماسيون أن النزاع سيستمر لسنوات وأن عمليات حفظ السلام ‏ستفشل أمام استمرار النزاع . ‏