أنت هنا

14 جمادى الأول 1429
المسلم - متابعات:

وجّهت مجموعة من المثقفين والصحافيين والأكاديميين أمس نداء إلى جميع اللبنانيين، في الداخل والخارج، ناشدتهم فيه "تحمل مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وتجاه وطنهم، وإطلاق مقاومة مدنية سلمية لمواجهة انقلاب حزب الله، وحماية لبنان، كيانا ودولة ونمط حياة".

وقال الموقعون على النداء الذين بلغ عددهم نحو 290 إنه: "بعد أن برز بوضوح أن ما يجري هو عملية انقلابية دموية تستهدف وجود الدولة اللبنانية، من خلال الحرب المذهبية التي شنها "حزب الله"، وبعد أن تأكد أن مشروع "حزب الله" هو الاستيلاء على كامل السلطة في لبنان وتدمير حيوية مجتمعه، وبعد أن شلت قدرة الجيش على حماية الوطن والمواطنين في مواجهة الميليشيات المدعومة من المخابرات السورية والحرس الثوري الايراني، وبعد أن فرض عليه القبول بشروط حزب الله، وبعد أن تحولت القوات الدولية الموكل اليها تنفيذ القرار الدولي 1701 – الذي يشمل أمن وسلامة مطار بيروت الدولي – الى رهائن في عهدة حزب الله، وممارسة دولها الضغط على السلطة اللبنانية للقبول بالتنازلات حفاظاً على سلامة جنودها،
وبعد تجاهل المجتمع الدولي قيام فريق مسلح بمحاصرة مركز السلطة الشرعية في لبنان، ومحاصرة قيادات ونواب وشخصيات سياسية في منازلها، وإسكات الإعلام وكم الافواه"، فإنهم يطالبون بما يلي:

أولاً- إن الشعب اللبناني الذي انتفض في الرابع عشر من شباط 2005 تمكن من دون مساعدة أحد من انهاء احتلال سوريا للبنان، وهو احتلال تم بمباركة ودعم كل دول العالم، بما فيها "اسرائيل". هذا الشعب قادر اليوم أن يحمي حقه في حياة حرة وكريمة وأن يبني دولة تليق به وأن يعطي للعالم مرة أخرى أمثولة في رفض اخضاع الحق للقوة.

ثانياً- إن القوى الاستقلالية التي وافقت على المشاركة في الحوار في محاولة أخيرة لانقاذ السلم الأهلي مدعوة الى اعطاء الأولوية لمسألة سلاح "حزب الله" على كل ما عداها. فالمعادلة واضحة: بقاء السلاح يعني نهاية لبنان. والأمور الأخرى من انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وإقرار قانون انتخابات محكومة بهذه المعادلة. فالرئيس يكون رئيساً إذا كان السلاح بعهدة الدولة التي يرأسها، والحكومة تكون حكومة إذا كانت تملك قوة تنفيذ قراراتها، والانتخابات النيابية تكون حرة ونزيهة إذا تساوى الجميع ولا يكون لطرف القدرة على "إرهاب" الأطراف الأخرى بقوة السلاح، ودفعها إلى البحث عن "أمن خاص" لإعادة التوازن.
ثالثاً- لقد أدى استخدام "حزب الله" لسلاحه في مختلف المناطق، ولا سيّما في العاصمة بيروت، إلى فتنة من نتائجها جراح عميقة في نفوس الأهالي، ومخاوف من إمكان تجدّد الفتنة في أي لحظة إذا استمرّ "حزب الله" فريقاً مسلحاً. ولا إمكان لشفاء النفوس من جراحها ومنع تجدد الفتنة إلا بإنهاء سلاحه دون إبطاء.