
قدم جيش الاحتلال الأمريكي أمس السبت اعتذارًا رسميًا عن استخدام جنوده المصحف الشريف للتدريب على الرماية قبل أسبوع من الآن.
وكان موقع هيئة علماء المسلمين بالعراق قد كشف عن هذه الجريمة، والتي تمثلت في اتخاذ قوة تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي المصحف الشريف غرضًا للرماية قرب مركز للشرطة بمنطقة الرضوانية.
ونقلت الهيئة عن شهود عيان من أبناء المنطقة أن القوة الأمريكية قامت بهذا الفعل الشنيع أمام حراس مركز الشرطة وتركت المصحف في مكانه وعليه آثار الطلقات النارية، وقد كتبوا على إحدى صفحاته عبارات نابية.
وبعد أسبوع كامل أعرب الجنرال جيفري هاموند، قائد قوات الاحتلال في بغداد، عن بالغ أسف جيش الاحتلال عما حدث، حيث كان يجتمع مع بعض شيوخ العشائر .
وأوضح أن المتسبب في الحادث هو الجندي الذي يقود وحدة القناصة التابعة للفوج المدرع الـ64، ولكن دون أن يصرح باسمه وهويته، معلنًا أنه قد تم تجريده من رتبته وإعادة لأمريكا.
وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُعلن فيها رسميًا عن الحادثة.
وقال هاموند: "أتيت إليكم طلبًا للصفح .. وأرجو أن تغفروا لي ولجنودي".
وزعم هاموند أن "تصرفات هذا الجندي الواحد ليست سوى سلوك إجرامي (..) تصرفات هذا الجندي خاطئة وغير مقبولة".
ومن جهته أبدى الشيخ أياد عبد الجبار، رئيس ما يسمى بـ"مجلس صحوة الرضوانية" قبوله للاعتذار، مدعيًا أنه حال دون زعزعة العلاقة بين جيش الاحتلال الأمريكي والمجموعات السنّية المقاتلة التي تقف إلى جانبه في مواجهة تنظيم القاعدة .
يذكر أن تحقيقًا عسكريًا أجراه الجيش الأمريكي وجد أن الجندي الذي بقيت هويته غير معلنة، مذنب وأعفاه من منصبه وسيُعاد إلى الولايات المتحدة.
وسبق لهيئة علماء المسلمين بالعراق أن أدانت الجريمة الشنعاء بحق كتاب الله تعالى وأكدت على أنها تدل على مدى الحقد الأسود الذي يتملك قادة وأفراد قوات الاحتلال على القرآن الكريم وأهله، وعلى النوايا الدفينة التي يحاول المحتل الأمريكي إخفاءها .
وعلى الرغم من تحميل الهيئة الاحتلال والحكومة الحالية الموالية له المسئولية الكاملة عن هذا الانتهاك، فإن المحتل لم يعتذر إلا بعد مرور أسبوع كامل، فيما لم تحرك القوى السياسية المشاركة في الحكومة ساكنًا كأن الأمر لا يعنيها .