كيف يرى العلماء وقادة ومفكرو القوى الإسلامية الوضع اللبناني
6 جمادى الأول 1429
المسلم

لم تخرج ردود أفعال العلماء وقادة الرأي الإسلامي وممثلي الحركات الإسلامية على المتوقع منها في النظر إلى الأحداث التي تقع في لبنان؛ فمن يحسن الظن بـ"حزب الله" سعى لانتحال بعض المعاذير، ومن رأي أنه إزاء مشروعين أمريكي وإيراني لم يزل على موقفه في إدانة الطرفين، ومن يهدف إلى رأب الصدع للمصلحة العامة حاول أن يزن كلامه بمعيار دقيق، ومن له رؤية تضاد الفوضى التي أحدثتها المعارضة دان ذلك بصراحة.
ودائماً هناك انجذاب نحو تسييس المسألة باعتبار تالٍ للعقيدة والأفكار الدينية لدى البعض يدفعهم إلى استخدام لغة متحفظة، وبعضاً لا يجدون فكاكاً من النظر إلى الأحداث من زاوية عقدية بحتة، وأحياناً مزاوجة بين هذا وذاك.
غير أن اللافت أن حراكاً محدوداً قد لُمس في اتجاه الفريق الداعي إلى مساندة ما يُسمى بالمقاومة اللبنانية باتجاه تخطيء فريق المعارضة اللبنانية، وقدر من الانتباه لمشروعها الطائفي، وباتجاه آخر من آخرين رأوا أن المصلحة تقتضي منهم الوقوف على مسافة واحدة من الطرفين سعياً وراء ضمان الأمن للمسلمين في لبنان، ودفع الضرر عنهم.
وبين أيديكم تلك المواقف:
سماحة (مفتي عام المملكة العربية السعودية) الشيخ عبد العزيز ابن عبد الله آل الشيخ أكد على أن الثورات المنظمة بدقة ممن "ينتسبون ويحسبون على الإسلام ويرفعون شعارات الإسلام والإسلام بريء منهم" تهدف إلى تدخل الدول الكبرى ومن ثم السيطرة على بلاد الإسلام.
سماحة (رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) الشيخ القرضاوي من جهته دعا طرفي إلى "مطلبين لا اختلاف عليهما"، الأول هو: "وقف القتال وسفك الدماء التي تراق بغير حق، مستشهدا بقول الله عز وجل: {مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً} [المائدة:32]، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم علمنا: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، و(زوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم من غير حق)"، والثاني يتعلق بـ"إخلاء الشوارع من المسلحين وادخار القوة للعدو المتربص الذي ما زال يسن أسنانه ويحد أنيابه، فالمستفيد الوحيد من تلك الحرب هم الصهاينة"، وفي تلميح لافت في خطاب د.القرضاوي قال إن "البطولة ليست أن تستعرض عضلاتك على أخيك، ولكن البطولة أن تستعرضها على عدوك فالله عز وجل يقول: {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ} [المائدة:54]"، ودعا الأطراف المتنازعة إلى التجمع على مائدة حوار ليستمع كلُ إلى الآخر "دون استعلاء من طرف على آخر".. وتطرق د. القرضاوي بشكل مباشر إلى الحل مشدداً أهمية أن يسارع اللبنانيون بسد الفراغ الرئاسي، وذلك بانتخاب الشخصية المتفق عليها من جميع طوائف لبنان وتياراته المختلفة وهو "ميشال سليمان" والذي أظهرت الأيام حكمته وحياديته.

فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم) أبدى تعجبه من هذا النمط من الأزمات قائلاً: "لا أدري لماذا تستهدف هذه الأزمات المناطق العربية والإسلامية، وكأننا لسنا على مستوى فهم الاختلاف والتنوع.. وكأننا أيضًا لسنا على مستوى إدراك أن في كل أزمة فرصة "، مشيرًا إلى أن هذا الاختلاف يمكن أن يتحول إلى فرصة للحوار الوطني.
وانتقد الشيخ سلمان تسابق طرفي النزاع في لبنان في التصعيد اللفظي والخطابي والعسكري، و محاولة كل طرف ليّ ذراع الطرف الآخر، وتأجيل انتخاب رئيس توافقي لهذا البلد العربي الشقيق.
وتساءل فضيلته قائلاً: "ألا يوجد رجل رشيد في هذا البلد يتوافق عليه الجميع ليكون رئيسًا؟ أم أن التناقضات الحزبية والاختلافات في الانتماءات والمصالح أوصلتنا إلى أننا لا نجد في آخر النفق ضوءًا يمكن أن تجتمع فيه هذه المصالح؟ً".
وقال: "نعبّر عن تألمنا للتصعيد الذي حدث في الفترة الأخيرة.. وكأن كل طرف يدقق في ألوان التحليلات السياسية والعسكرية، وكذلك تبادل التهم ما بين ولاء لهذا الطرف أو ذاك في الشرق أو الغرب، واتهامات بالعمالة، وشنّ حرب بالوكالة".

وتنوعت آراء الشيوخ والدعاة والقادة الإسلاميين في الداخل اللبناني؛ فقد قال (مفتي جبل لبنان) الشيخ محمد علي الجوزو: "لماذا تقف إيران هذا الموقف الشائن؟! ماذا صنعت إيران في العراق؟ لقد قام فريق بتطهير العراق تطهيرًا عرقيًا ومذهبيًا، فهل يريدون أن يفعلوا ذلك في لبنان؟!"، مؤكداً على أن "حزب الله يقوم بعمل خطير جدًا, يريد أن يشعل به نار الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة، ونحن نحاول أن نقاوم هذه الفتنة؛ لأننا نعمل من أجل أن نقيم الدولة اللبنانية".
وأضاف: "لقد حاربوا الحريري السني ثم يحاربون اليوم السنيورة السني من جديد، إنهم يستدرجوننا من أجل حرب مذهبية على أرض لبنان، ماذا يريدون من بيروت؟ لن نتركها لهم أبدًا، لن تكون بغداد أخرى(...) لن نسمح بأن تمر هذه المؤامرة".

وصف مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو "ما يقوم به (حزب الله) بالعمل الخطير جدًا؛ لأنه يشعل نار الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة", مضيفًا أن "بيروت لن تكون بغداد أخرى".
وأضاف الشيخ الجوزو: "لا يزايد أحد علينا بالمقاومة ولا يغطي نفسه بها، ولا يغطي عيوبه بها.. المقاومة إما تكون دفاعًا عن الوطن، وإما أن تكون دفاعًا عن أشخاص، أو عن مذهب، أو عن فريق معين يريد أن يبسط سلطته على الأرض".
وخاطب "حزب الله" قائلاً: "إذا كنتم حريصين على وطنكم لبنان، وعلى الوحدة الإسلامية؛ فكفوا عن التحرش بنا، كفوا عن تحدينا في قلب عاصمتنا، كفوا عن ثقافة الكراهية والحقد".
وأوضح :"لا يزايد أحد علينا بالمقاومة ولا يغطي نفسه بها، ولا يغطي عيوبه بها.. المقاومة إما تكون دفاعًا عن الوطن، وإما أن تكون دفاعًا عن أشخاص، أو عن مذهب، أو عن فريق معين يريد أن يبسط سلطته على الأرض".
ودعا كل من مفتي عكار الدكتور أسامة الرفاعي، ومفتي الجمهورية محمد رشيد قباني إلى الوقوف مع تيار المستقبل ضد ما يتعرض له السنة في لبنان.
أما نائب رئيس "الجماعة الإسلامية"، إبراهيم المصري فقد وصف ما جرى في العاصمة اللبنانية بيروت بأنه "اجتياح عسكري"، وقال إنه على الرغم من أنّ "حزب الله" يحرص على إعطاء تحركاته بعداً سياسياً؛ إلاّ أنّ ذلك لم يمنع من شعور المسلمين السنة بأنهم من المستهدفين؛ فـ"حزب الله حريص على إعطاء تحركاته بعداً سياسياً، لكنّ المسلمين السنة يشعرون بالضغط الشديد لاسيما بعد إحراق تلفزيون المستقبل ومهاجمة العديد من البيوت، لذلك بدأ حزب الله بالعمل على إزالة السواتر وفتح الطرق باستثناء طريق المطار".
ونوه بالدورين المصري والسعودي قائلاً: "الذي أراه أنّ التحرك المصري والسعودي ربما يشكل ضغطاً على حزب الله للتراجع والبدء في التفكير في حل سياسي للأزمة"
وقال عضو المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور عماد الحوت: إن ما وقع في بيروت في اليومين الأخيرين "سبب جرحًا عميقًا بين نفوس أهلها".
وأضاف: "ليس مقبولا أن يستباح الدم في شوارع بيروت، وأن يروّع الآمنون فيها، وليس مقبولاً أن يتبادل اللبنانيون الاتهامات.. فبيروت التي قاومت الاحتلال الصهيوني سنة 1982 ما تزال هي بيروت نفسها المقاومة، وهي تعلم أن عدوّها هو العدو الصهيوني".

وطالب الحوت: "بعدم قيام أحد بالمزايدة على أهل بيروت بوطنيتهم وفي عداوتهم للمشروع الصهيوني".
وأعرب عضو البرلمان اللبناني عن الجماعة الإسلامية في لبنان أسعد هرموش عن خشيته من تكرار تعامل الشيعة مع السنة في العاصمة العراقية بغداد في بيروت، وقال: "لا شك أن عملية اجتياح بيروت من قبل مسلحي حزب الله وحركة أمل هو عمل مدان ومرفوض، وهو التحدي البارز لأهل بيروت، ونحن نميز بين المقاومة كمشروع جهادي ضد إسرائيل وعملائها وبين العسكر الذي نزل إلى الشوارع وحاصر دار الفتوى ورئاسة الحكومة والمساجد ودار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهذه مواقع مهمة لدى الطائفة السنية، وقد بدأ المسلمون السنة في لبنان يستحضرون المشهد العراقي حينما أقدمت ميليشيات شيعية على تطهير العاصمة بغداد من سكانها السنة، ولذلك نحن نتمنى أن يبادر العقلاء في حزب الله وحركة أمل على سحب المسلحين حفاظا على ما تبقى من مظاهر الوحدة الإسلامية".

وعلى صعيد الحركات الإسلامية يعتقد المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية المحامي علي صدر الدين البيانوني "أن المشكلة الأساسية هو تدخل سورية وإيران في الشأن الداخلي في لبنان، والمتحالفون مع سورية وإيران، ينفذون هذه الأجندة لمصلحة لا علاقة لها بلبنان، فالنظام السوري يحاول استعادة هيمنته على لبنان وتعطيل المحكمة الدولية وهو مستعد لتفجير لبنان من أجل ذلك، وما يجري من احتقان هو نتيجة مباشرة لهذه الأجندة".
دمشق وطهران بالوقوف وراء توتير الأوضاع الأمنية في لبنان والدفع باتجاه فرض الحرب الأهلية والطائفية فيه، واستبعد أن يكون لأي تصعيد عسكري ميداني في لبنان على أساس طائفي تأثير على الوحدة الوطنية والمذهبية في سورية.
واعتبر المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" أن التصعيد بين المعارضة والحكومة في لبنان يخدم أهدافا لا علاقة لها بلبنان، وقال: "أعتقد أن المشكلة الأساسية هو تدخل سورية وإيران في الشأن الداخلي في لبنان، والمتحالفون مع سورية وإيران، ينفذون هذه الأجندة لمصلحة لا علاقة لها بلبنان، فالنظام السوري يحاول استعادة هيمنته على لبنان وتعطيل المحكمة الدولية وهو مستعد لتفجير لبنان من أجل ذلك، وما يجري من احتقان هو نتيجة مباشرة لهذه الأجندة".
ولم يستبعد البيانوني إمكانية انزلاق لبنان إلى الحرب الطائفية لكنه نفى أن يكون لهذه الحرب في حال اندلاعها أي أثر على سورية، وقال: "الحرب الطائفية ليست مستبعدة على الرغم من أن اللبنانيين عاشوا هذه الحرب ويعرفون خطورتها، لكن عندما يأتي طرف ويفرض هذه الحرب فإن احتمالاتها تبقى قائمة، ولكن مع ذلك يبقى الصراع الدائر في لبنان صراع سياسي، حيث إن حزب الله تحول من حزب مقاومة إلى حركة سياسية تسعى لهيمنة الطائفة الشيعية على الأوضاع في لبنان، لكن هذا الاحتمال غير قائم في سورية لأن الطائفة الشيعية قليلة جدا وليس لها أي تأثير"، على حد تعبيره.

واتخذت حركة حماس على لسان ناطقها الرسمي سامي أبو زهري موقفاً متحفظاً، واكتفت بدعوة "جميع الأخوة اللبنانيين إلى قطع الطريق أمام رغبات الإدارة الأمريكية الصريحة التي تهدف إلى إغراق لبنان في الفتنة"، متمنية ـ بحسب الزهري ـ على الأطراف اللبنانية "التهدئة الميدانية وعودة الأشقاء اللبنانيين إلى طاولة الحوار الحقيقي بما يحمي وحدة لبنان ومصالحه والمقاومة".

إلا أن المرشد العام لحركة الإخوان في مصر محمد مهدي عاكف اتخذ موقفاً مؤيداً لـ"حزب الله" قائلاً: "صورة المقاومة ثابتة ولو تأثرت سيكون التأثر لصالحها".. "فالمقاومة اللبنانية هي الفصيل الوحيد الذي يحدد ما هو في صالح لبنان من عدمه ضد المشروع الصهيوني الأمريكي الذي يتوغل في لبنان، والمقاومة حق مشروع ضد العدو".
والموقف ذاته اتخذه محمد بولحية رئيس حركة الإصلاح الوطني الجزائرية، الذي قال: "نظرتنا تجاه حزب الله لم تتغير أبدا؛ فهو حزب مقاوم يعمل على إجهاض المخططات الأمريكية الصهيونية في منطقة الشرق الأوسط، ولولا مقاومة حزب الله في حرب 2006 لتمكنت إسرائيل من الاستيلاء على لبنان، وبذلك نحن ندعم رفض حزب الله التخلي عن سلاحه ما دام موجها ضد إسرائيل.. كما لا نفوت الفرصة للتأكيد بأن ما يجري حاليا في لبنان هو حرب إسرائيلية أمريكية بأيد عربية وإسلامية، وبالتالي فإن الصراع مفتعل والذي أثاره هو أمريكا وإسرائيل وتتم إدارته عن طريق أطراف عربية وإسلامية للأسف الشديد".
ولم يختلف موقف حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن) عن الإخوان في مصر إذ شدد مسؤول الملف العربي والإسلامي في المكتب التنفيذي للحزب محمد البزور على دعم الحزب لـ"المقاومة" وعلى "ضرورة الحرص على عدم المساس بها حماية للبنان ولمشروع الممانعة الذي طالما أثبت انه أنجع السبل لمواجهة مشروع الهيمنة الصهيوأمريكي".

وحاولت بعض الزعامات التي تعتبر "حزب الله" حركة مقاومة أن تفتح الباب قليلاً أمام العتب على الحزب في الأحداث الأخيرة، من دون أن تمنحه إشادة ضمنية كـ"حركة مقاومة" في نظرها؛ فقال راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية: "المقاومة دائما ما تؤكد على أن سلاحها معد لمواجهة العدو الإسرائيلي، وعلى الرغم من حق المقاومة في استخدام سلاحها للدفاع عن نفسها في الداخل، لكنه ليس من حقها الاستطالة على الأطراف الوطنية"، مضيفاً بأنه "لا شك أن صورة حزب الله نالها قدر من التأثر والاهتزاز لدى الرأي العام العربي والعالمي، ولكن ما زال لدينا أمل في غلبة التعقل والحكمة في تجاوز هذا الاختبار الراهن".

وقال فاتح ربيعي (رئيس حركة النهضة الجزائرية): "ما زلنا ننظر إلى حزب الله على أنه يمثل عمق المقاومة اللبنانية في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، ولحد الآن لم ينجر حزب الله لدعاة الفتنة الطائفية ولا الاستفزازات بالرغم من امتلاكه القدرة العسكرية للسيطرة على البلاد كلها، ونحن نأمل أن يبقى سلاح المقاومة موجها صوب العدو الصهيوني، وتكون قيادة حزب الله في مستوى تطلعات الشعوب العربية، وتتعامل مع الأزمة بالحكمة المعهودة عنها".
وثمة من اعتبر رد فعل "حزب الله" مبرراً لكنه يجاوز الحد المقبول؛ فقد أبو العلا ماضي وكيل حزب الوسط المصري (تحت التأسيس ): "لعل من المنطقي أن يكون استخدام سلاح المقاومة في الداخل من قبل الدفاع عن النفس، خاصة إذا كان المخطط هو القضاء على سلاح مثل شبكة الاتصالات لحركة مقاومة (ما يوازي سلاح الإشارة)، وهو من أجزاء أسلحة المقاومة (..) وعلى الرغم من قرار الحكومة الذي كان سببًا في توليد الأزمة إلا أنني ما زلت لا أستوعب رد الفعل (من جانب المعارضة)، وهو ما سيؤثر على صورة المقاومة النقية التي قد تنقسم حيالها الآراء والصورة الذهنية العربية عن المقاومة، وللأسف هذا مأزق وقعت فيه كل حركات المقاومة عندما تصبح فصيلا سياسيا".
وقال عبد الله بهاء رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية بالبرلمان المغربي: "إذا كان قرار الحكومة اللبنانية بمثابة صب النار على الزيت فماذا كان ينتظر من حزب الله؟! ولكن ردة الفعل كانت قوية مما قد يساهم في تغير صورة المقاومة نسبيا ويدخلها ضمن سباق تغير الصورة الذهنية للمقاومة العربية بشكل عام، فصورة حزب الله المقاوم ستتأثر كما تأثرت حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين وكذلك حركات المقاومة العراقية".

وبالطبع؛ فإن ردود أفعال العلماء والقوى والحركات الإسلامية أكبر من أن تحصر في مسألة كهذه، ومن ثم ففي ذاك ما يكفي، ليس فقط للتعبير عن الأزمة، وإنما أيضاً في التعبير عن الأزمة في تناول الأزمة.