أنت هنا

3 ربيع الثاني 1429
المسلم-"الهيئة نت":

وجه الشيخ الدكتور حارث الضاري، الأمين العام لـ "هيئة علماء المسلمين" رسالة مفتوحة باسم الهيئة إلى الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الخامسة لاحتلال بغداد، أشاد فيها بالمقاومة العراقية الباسلة، ودعا العراقيين جميعا إلى التظاهر للتعبير عن رفضهم للاحتلال، والمطالبة بخروجه.

وحيا الضاري المقاومة العراقية الباسلة في نهاية عامها الخامس، مؤكدا أن هذه المقاومة البطلة "وعت الحقيقة من البداية، وأدت واجبها الشرعي والوطني ولازالت، وأفهمت المحتلين أن العراق ليس لقمة سائغة، وأن وراءه نساء ورجال يفدونه بكل عزيز وغال"،معتبرا أن واجب العراقيين الشد على عضدها ومباركة سعيها والدفاع عنها ضد افتراءات الأعداء والعملاء ومحاولات تشويه سمعتها.

وأكد الضاري في رسالته إلى العراقيين أن الولايات المتحدة الأمريكية "قادت عدوانا ظالما مع بعض حلفائها الأوربيين وغيرهم في عام 2003 (...) وقد تذرعت لعدوانها بذرائع مختلفة؛ تبين لها ولغيرها أنها وهمية لا وجود لها؛ معتبرا أن "هذا كان كافيا لتوقف العدوان لانتفاء أسبابه، والاعتذار ـ على الأقل ـ للشعب العراقي على ما أصابه من أذى وأضرار فادحة"، لكن استمرار الاحتلال أكد أنها (أمريكا) "ما قامت بالعدوان لتلك الذرائع الكاذبة، وإنما قامت به؛ لتهدم العراق وتنهي قوته، وتفتت وحدته، وتقضي على حضارته وإنسانه، وتستولي على مصادر ثرواته وفي مقدمتها النفط ".

وقال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين إن أمريكا "دمرت العراق دولة وشعبا، وتركته ساحة مفتوحة لكل أعداء العراق والحاقدين عليه والطامعين فيه، وصار بذلك ميدانا لصراع القوى المختلفة وتصفية الحسابات فيما بينها".

واستعرض الضاري حصاد خمس سنوات من الاحتلال بعد سقوط بغداد في التاسع من ابريل عام 2003، فذكر أن العدوان الذي فتح أبواب الشر على العراق وشعبه، "كان من نتائجه استشهاد ما يزيد على مليون عراقي، ونحو ثلاثة ملايين جريح ومعوق ومريض بالأمراض الفتاكة كالسرطان وغيره بسبب ما قذفته الإدارة الأمريكية من (هدايا) اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض وغيرهما من أسلحة الشر والدمار (الديمقراطي)، مع أكثر من خمسة ملايين يتيم، ومليون أرملة، أغلبهن تحت سن الثلاثين، كما أفادت بذلك مصادر الأمم المتحدة ولجان حقوق الإنسان، وما يزيد على (150000) أسير ومعتقل في سجون الاحتلال والحكومة والميليشيات التابعة لها. إضافة إلى ثلاثة ملايين مهجر في الداخل؛ ونحو أربعة ملايين مهاجر إلى الخارج، أغلبهم تحت خط الفقر، إلى جانب نقص الغذاء وسوء الخدمات الصحية والتعليمية وتفشي البطالة والفقر بين أغلب أبناء الشعب العراقي".

وقال الضاري إن الولايات المتحدة استعانت في كل ما ألحقته بالعراق وشعبه، من خراب ودمار ومجازر ودماء وجوع وحرمان؛ بمجاميع ممن يحسبون على العراق وهم لا ينتمون إليه أصلا أو ثقافة، ولا يدينون بالولاء له ولا لشعبه، بقدر ولائهم لمصالحهم الذاتية ومصالح أحزابهم وأسيادهم؛ وذلك من خلال مشروعها السياسي في العراق المسمى "العملية السياسية"، المبنية على المحاصصة الطائفية والعرقية، التي أسهمت وبشكل واسع في إذكاء الروح الطائفية التي لم يعرفها العراق من قبل، كما أسهمت في كل ما آل إليه الوضع في العراق من خراب ودمار.

وأكد الضاري أن "المشكلة تكمن في الاحتلال وسياساته، التي جلبت كل هذه المصائب والويلات، وفتحت كل أبواب الشر والتدخلات، ولذا فلن يكتب للعراق الأمن والاستقرار والخلاص من الأخطار المحدقة به إلا بخروج الاحتلال كاملا من العراق وبأسرع وقت ممكن.