أنت هنا

2 ربيع الثاني 1429
المسلم ـ متابعات

حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت، الإدارة الأمريكية من تصاعد موجة العداء للولايات المتحدة في العالمين العربي والإسلامي، وطالبت الرئيس القادم للبلاد بالعمل الجاد لتحسين صورة أمريكا في العالمين العربي والإسلامي، والسعي لاستعادة احترامها، مبدية غضبها واستياءها من سياسات الرئيس الحالي جورج بوش.
واعتبرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، في رسالة وجهتها عبر الصحف الأمريكية للرئيس القادم، أن "رأس المال السياسي لأمريكا، الذي تراكم في زمن كلينتون، بدده صول بوش للسلطة، وذلك عندما حصل الأشخاص غير المناسبين على المناصب العليا، وقُدِّم الامتثال للأيديولوجيا على المهنية وسُمح للأكاذيب بالتنكر في لباس الحقيقة".
وقدمت أولبرايت مذكرة إلى الرئيس المنتخب، الذي سيتسلم مهامه يوم 21 يناير/ كانون الثاني 2009م، دعته فيها إلى الانتباه إلى أن "عدونا ليس الإسلام أو أياً من فروعه"، معتبرة أن "الأعداء الذين يجب أن نقاتلهم هم الذين هاجمونا في 11سيتمبر/ أيلول أو أصبحوا حلفاء نشطين لهم".
وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية أن أولبرايت المحسوبة على فريق المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لم تخصّها أو تخص مرشحاً آخر من الحزب الديمقراطي بهذا التقرير، شارحة موقع الولايات المتحدة ودورها في الأزمات والعلاقات الدولية، والمهمات الملقاة على عاتق الرئيس الجديد في تحسين صورة بلاده وجعلها تستعيد احترامها وثقتها بنفسها، فيما تبدي غضبها واستياءها من سياسات الرئيس جورج بوش.
وقالت أولبريت في المذكرة التي نشرتها الصحف الأمريكية: الإرهاب ليس ملازماً للإسلام، وعدونا هو عدو الإسلام أيضاً"، منتقدة ادعاءات بوش عن نشر الديمقراطية، وقالت إنها واجهته مرة، وقالت له:" أحياناً تتصرف وكأنك ابتكرت الديمقراطية"، وتضيف مخاطبة خليفته القادم:"لا بد لنا أن نعرف أن تغيير العالم العربي ليس مهمتنا".
وفي إطار انتقادها لسياسة بوش اعتبرت أولبريت أن "رأس المال السياسي الأمريكي" الذي تراكم في زمن كلينتون "بُدد للأسف منذ اليوم الأول (لوصول بوش) حصل الأشخاص غير المناسبين على المناصب العليا قُدِّم الامتثال للأيديولوجيا على المهنية وسُمح للأكاذيب بالتنكر في لباس الحقيقة".
وقالت أولبريت: "إن الخطأ المأسوي يبرز بجلاء في العراق لكن ثمة أخطاء أخرى، إهمال الحلفاء والإفراط في الاعتماد على القوة العسكرية والسماح لأمثال ديك تشيني ودونالد رامسفيلد بأن يكونوا وجه أمريكا".
ومضت أولبريت ناصحةً الرئيس المقبل: "بالعمل لاستعادة ما فقد والمضي قدماً من هناك، وأن تبدأ بإدراك أن حقنا في القيادة لم يعد مقبولاً"، وقالت له محذرة: "فقدنا شرعيتنا الأخلاقية وإذا لم نفهم ذلك فلن نعرف كيف نصوغ إستراتيجية ناجحة".
وحددت الوزير السابقة والمُحاضرة في جامعة جورج تاون أربعة أخطار تواجه أمريكا هي "الإرهاب"، وتصاعد معاداة أمريكا في العالمين العربي والإسلامي، إضافة إلى تراجع الإجماع الدولي في شأن الانتشار النووي، وتنامي الشكوك في شأن قيمة الديمقراطية وتماسك رد الفعل المادي للعولمة بسبب اتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء.
واختتمت أولبريت مخاطبة الرئيس الأمريكي الـ44:" كن طموحاً، لكن تواضع في كلماتك ما استطعت، أنت توشك أن ترث الكثير من المشاكل من دون أن تكون لديك سلطة في السماء، فيما لديك القليل منها على الأرض".