أنت هنا

2 ربيع الثاني 1429
المسلم ـ متابعات

وجه فضيلة الشيخ حامد البيتاوي، رئيس رابطة علماء فلسطين، وخطيب المسجد الأقصى المبارك، رسالة من داخل سجنه لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، دعاه فيها للشروع بإجراءات المصالحة الوطنية مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وقال البيتاوي، النائب (الأسير) في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة "التغيير والإصلاح"، في رسالة سربها مع أسرى أطلق سراحهم من سجن مجدو مؤخراً: "إن الأسرى جميعاً يطالبون الرئيس أبو مازن وإخوانه في قيادة السلطة أن يرأبوا الصدع الذي حصل مع الأخوة بغزة"، مضيفًا: "وأقول عبر الأسر أننا نستغرب كيف يحاور الرئيس "الإسرائيليين" ولا يحاور إخوانه بغزة، فحوارك مع إخوانك بغزة أولى من حوارك مع الاحتلال".
واستطرد النائب البيتاوي قائلاً: "القوة بالوحدة والضعف بالفرقة، وعليه فنحن نناشد الجميع في رام الله وغزة في فتح وحماس أن يتعالى الجميع وأن لا يستجيبوا للضغوط التي مارستها أمريكا وإسرائيل عليهم"؛ مشيرًا إلى أنه "على الفلسطينيين جميعاً أن يدركوا أنه إذا نجت السفينة نجا الجميع وإذا غرقت السفينة غرق الجميع، ونسأل الله أن يؤلف القلوب ويجنب شعبنا الفتن".
وطالب النائب البيتاوي الدول العربية والمؤتمرات والمحافل الدولية الاهتمام بكافة الأسرى وخاصة النواب، قائلا: "يجب أن يعلم الأهل والأحبة وكل أنصار شعبنا وقضيته العادلة أن نواب الشعب الفلسطيني بخير، وأن هذه السجون لن توهن من عزائمنا، وعندما أقدم الاحتلال قبل 16 سنة على إبعاد 400 شخص زاد الأمر قوة للشعب الفلسطيني ونحن على قناعة أن هذا الكم من الأسرى سيخرج لأبناء شعبه وأمته قيادة إسلامية وخلافة إسلامية عاصمتها القدس بإذن الله".
وأوضح البيتاوي- في رسالته- "أن الاحتلال أراد من هذه السجون، أن تكون مقبرة للأسرى عامة، ولأعضاء التشريعي والوزراء ورؤساء البلديات خاصة، لكن النواب فوتوا عليهم هذا الهدف القذر، فنحن كثفنا عبادتنا من صلاة وصيام وتلاوة القرآن الكريم ومطالعات وكتابات، وتضاعفت كثيراً عما كنا عليه خارج السجون، فنحن نستغل أوقاتنا بما يعين الأسرى في دينهم ودنياهم، فنحن نعلم ونتعلم، محاضرات في كافة التخصصات، وعلاقتنا مع باقي الأسرى طيبة من كل الفصائل ونحول السجون إلى معاهد وجامعات ونقول للاحتلال موتوا بغيظكم".
وأضاف البيتاوي: "اعتقالي واعتقال إخواني النواب والوزراء ورؤساء البلديات هو اعتقال تعسفي ظالم جائر وغير قانوني يتنافى مع أبسط قواعد القوانين الدولية، فهذا يثبت أن ديمقراطية الاحتلال ديمقراطية كاذبة، وهم أرادوا من اعتقالنا تحقيق أهداف خبيثة تتمثل في محاصرة الحكومة وشل عمل المجلس التشريعي، ثم تغييب الخدمات الاجتماعية والمجالس المحلية وجمعيات أخرى خيرية".
وتطرقت رسالة النائب البيتاوي إلى ظروف اعتقاله مع زملائه من النواب وبقية الأسرى فقال: "إدارة السجون الاحتلالية تعامل كافة الأسرى معاملة سيئة ومعاملتها لنا أسوأ كنواب، وكأنه توجد توصية بالإساءة أكثر لنا ولي على وجه التحديد فالمعاملة فظة وألفاظهم بذيئة".
وعن علاقة النواب بالوضع خارج السجن؛ قال الشيخ حامد في رسالته: "نتابع عبر التلفزيون الأحداث ولكن لا نستطيع ممارسة دورنا كما يجب إلا بتهريب الرسائل مع الأحبة من الشباب الذين يطلق سراحهم من هذه السجون".
ووصف البيتاوي أجواء المحاكمات التي تعقد للنواب الأسرى بـ "المهازل"، وقال: "عندما يكون القاضي غريمك فلا يوجد شكوى إلا لله، أما المحتلين فأحكامهم غير قانونية ولا دستورية ولا تتفق مع روح الأديان".
وتطرقت الرسالة المطولة إلى متابعة قضية النواب الأسرى بالمحافل الدولية قائلا "أنها مهمة جداً ولكن للأسف لا توجد متابعة ولا على المستوى المحلي ولا أنظمة عربية ولا على المستوى الإسلامي ككل".