أنت هنا

2 ربيع الثاني 1429
المسلم ـ وكالات

بدأت جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، بعد نحو عامين من نزاعها العسكري مع حزب الله اللبناني، اكبر مناورة دفاعية في تاريخها، تستمر خمسة أيام، نافية أي نية عدائية حيال جيرانها؛ بدعوى تحضير السكان الإسرائيليين لهجمات بالأسلحة التقليدية، مثل صواريخ الكاتيوشا التي استخدمها حزب الله عام 2006م، أو لهجمات بصواريخ مزودة برؤوس كيميائية أو جرثومية.

كما طلبت الإذاعتان العامة والعسكرية من السكان التحقق من الملاجئ تحت شعار "الحماية تكمن في الاستعداد"، وستطلق صفارات الإنذار غدا في كل أنحاء البلاد، في المؤسسات العامة وكذلك في المدارس وعلى السكان الاحتماء في ملاجئ.

وفي الوقت نفسه، سيوضح الدفاع المدني للمرة الأولى عبر التلفزيون كيفية التصرف في حال وقوع هجوم، وسيتم أيضا استنفار المستشفيات وأقسام الطوارئ والبلديات والوزارات في إطار هذه المناورة التي تتزامن مع أجواء متوترة بين إسرائيل وسوريا.

وقد طمأن رئيس الوزراء أيهود أولمرت في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة في القدس كل من دمشق وبيروت بان "هذه المناورة تهدف الى التأكد من قدرات السلطات على التحرك في أوقات الأزمات وتحضير المواقع الخلفية لسيناريوهات مختلفة".

وعلق وزير الدفاع أيهود باراك "في حروب اليوم يشكل إعداد المواقع الخلفية للمواجهة عاملا أساسيا لتحقيق النصر"، وأضاف للإذاعة العامة: "بتنظيم هذا التدريب وهو الأهم منذ سنوات، نستخلص احد دروس حرب لبنان الثانية".

وإثر النزاع العسكري مع حزب الله اللبناني، تعرضت السلطات الإسرائيلية لانتقادات شديدة في تقرير رسمي أشار الى سوء استعدادها وعدم تنظيمها الأجهزة المكلفة حماية المدنيين، وخلال هذه الحرب، أطلق التنظيم نحو أربعة آلاف صاروخ على شمال إسرائيل واجبر مليون مدني على ملازمة ملاجئ صغيرة الحجم تفتقر الى المواد الغذائية والتهوية.

وفي أجواء من التوتر مع سوريا، حرصت إسرائيل على طمأنة دمشق وبيروت.وقال أولمرت "لا يعدو الأمر كونه مناورة لا تخفي شيئا.كل التقارير حول التوتر في الشمال يجب ان تأخذ حجمها الطبيعي، لا نملك خططا سرية"، وأضاف "بحسب معلوماتي، يعلم السوريون هذا الأمر ولا سبب لإعطاء هذه المناورة تفسيرا أخر إسرائيل لا تسعى الى مواجهة عنيفة في الشمال، نأمل (استئناف) مفاوضات السلام مع السوريين".

وأعلن الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) السبت أنهما على "يقظة" عشية هذه المناورة بهدف درء اي "توتر" على حدود البلدين، وصرح متحدث عسكري "حين يقوم العدو بمناورات من الطبيعي ان يكون الجيش على يقظة".

وأوضح باراك ان "الجبهة الشمالية تتسم بحساسية خاصة،لكن ليست لدينا اي نية للتسبب بتدهور (عسكري) والجانب الآخر يعرف ذلك"، لكنه شدد على "إننا مستعدون لمواجهة اي تطور".

وتوقفت المفاوضات بين إسرائيل وسوريا العام 2000م، وتطالب دمشق باستعادة كاملة لهضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل العام 1967 وضمتها العام 1981.

من جهته، اتهم حزب الله إسرائيل بالاستعداد لهجوم جديد على لبنان؛ وقال عضو شورى الحزب الشيخ محمد يزبك كما نقلت عنه الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية ان "في المناورة إضمارا لشيء على لبنان وسوريا وإيران في وجه مشروع المقاومة الذي يصورونه في محافلهم على انه مشروع إرهابي".

كذلك، قال النائب عن حزب الله حسين الحاج حسن ان "هذه المناورات لا ترهبنا ولا تخيفنا، وان شعبنا والمقاومة والجيش في أعلى مستويات الجهوزية".