أنت هنا

30 ربيع الأول 1429
المسلم - متابعات

خسائر فادحة مُنِيَت بها سلسلة شركات "آرلا" الدانمركية، بسبب حملة المقاطعة الاقتصادية التي أطلقها ناشطون إسلاميون في مختلف البلدان الإسلامية، وتبنتها العديد من الشركات ورجال الأعمال في العالم العربي خاصة وفي الخليج على وجه الخصوص، ردًا على أن تكرار نشر صحف دانمركية للرسوم المسيئة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم، ورفض الحكومة الدانمركية تقديم اعتذر للمسلمين بحجة "حرية الرأي"!!.
وقال مدير مجلس التصدير الدانمركي سفيند رود نيلسن الذي يتابع حالة استهلاك المنتجات الدانمركية عبر السفارات وممثلي الشركة في الشرق الأوسط: بالرغم من عدم وجود دعوات رسمية للمقاطعة يعزف المستهلكون عن شراء المنتجات التي تعرضها المتاجر.
وتتخوف سلسلة "آرلا" من امتداد المقاطعة لفترة زمنية طويلة، وتخشى "آرلا" مقاطعةً تراها تختلف عن سابقتها في أزمة الرسوم المسيئة الأولى عام 2006م، بسبب "عمقها وشعبيتها" واتساعها.
ونقل موقع "الجزيرة نت" عن "ثياس بروجر" قوله: الأمر قد يمتد لفترة طويلة قبل أن نستطيع حل الأزمة بسبب تغيير المستهلك العادي عاداته في انتقاء المنتجات وتركه المنتج الدانمركي.
ويذهب 90% من إنتاج الأجبان البيضاء في "آرلا" إلى دول الشرق الأوسط، وحسب تقديرات مدير معمل الإنتاج التابع لـ "آرلا" في مدينة هوربرو نيلس برون فإن السوق السعودية من أكثر الأسواق التي ترفض منتجات الشركة؛ مشيرًا إلى أن المقاطعة الشعبية تصيب معامل الإنتاج في مقتل حين تتوقف "عجلات الإنتاج تمامًا" في مصانع تعتمد على التصدير إلى الشرق الأوسط والخليج.
وكان كلاوس هولم رئيس قسم الدبلوماسية العامة في الخارجية الدانمركية- وهو قسم يراقب عن كثب وسائل الإعلام العربية- قد عبر في تصريحات بعيد بث فيلم "فتنة" الهولندي المسيء إلى القرآن عن مخاوف من خلط بين هولندا والدانمرك.
وعبر وزير الخارجية الدانمركي بيير ستي موللر عن قلقه من انعكاس هذا الخلط في شكل مقاطعة شعبية متزايدة لبلاده.
وكانت شركة آرلا الدنماركية للمنتجات الغذائية قد أعلنت في نهاية شهر فبراير 2008م، أنها مضطرة لطرد عشرة عمال من مصنع بيسليف لمنتجات الألبان الواقع في شمال شبه جزيرة يولاند بسبب هبوط عدد الطلبات الواردة من الشرق الأوسط، وتكدس المنتجات في مخازن الشركة في الدنمرك، وفي أقاليم الشرق الأوسط، كما قامت الشركة بتخفيض طاقتها الإنتاجية بحوالي 25 % أي بحوالي 150 طن يومياً.
وبينت شركة أرلا للمنتجات الغذائية أن هناك تردد من بعض العملاء في الشرق الأوسط وأن بعضهم قد قام بتأجيل تاريخ الطلبات الواردة للشركة، وتراقب الساحة السياسية والاقتصادية في الدنمرك تطورات الوضع في الشرق الأوسط عن قرب خوفاً من تجدد أعمال العنف والمقاطعة الاقتصادية.