يبدو أنها ستصبح وزيرة الصخب الإعلامي خلال عام 2008م، فلم يكد يمضي غير ثلاثة أيام على الضجة والرفض الإعلامي الذي صاحب اختيار السيدة نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية المغربية ضمن 12 ناشطة على المستوى العالمي لتكريمهن تقديرًا لجهودهن في "الدفاع عن حريات المرأة"، من قبل الحكومة الدانمركية، التي تصر على رفض تقديم اعتذار للمسلمين عن الرسوم المسيئة للرسول، التي نشرت وأعيد نشرها بالعديد من صحفها بحجة الحرية الشخصية، حتى أثارت ضجة جديدة بطلبها "منع أذان الفجر".
وقد انتقدت صحيفة "التجديد" الإسلامية، في عددها الصادر السبت 5/4/2008م، تصريحات الوزيرة المغربية، مشيرة إلى أنه لا يوجد ما يربط وزارة التنمية الاجتماعية بقضية السياحة.
وقالت الصحيفة: "المشكلة أن الوزيرة لا تميز بين شعيرة الأذان، وما تعارف المغاربة تاريخيا على تسميته بـ(التهليل) والذي يكون عند صلاة الفجر، ولذلك أخطأت بسب خلطها بين الأذان و(التهليل) حين قالت: إن الأذان في بعض المساجد تصل مدته إلى ساعة!!".
وكانت عدة صحف مغربية، قد نشرت، الجمعة 4/4/2008م؛ أن الوزيرة المغربية طالبت بمنع "أذان" الفجر بمساجد المملكة المغربية، بحجة أنها "تزعج السياح" وتترك آثارًا سلبية على السياحة المغربية التي تمثل ركنًا مهمًا في الدخل القومي للبلاد.
وقالت يومية "الأسبوع" المغربية، التي يديرها شيخ الصحفيين المغربيين مصطفى العلوي، في عددها الصادر الجمعة، أن نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية، طلبت من وزير الأوقاف والشئون الإسلامية أحمد التوفيق، خلال اجتماع وزاري عقد في ختام شهر مارس المنقضي، "البحث عن مبرر شرعي لمنع أذان صلاة الصبح لأن ذلك يقلق راحة السائحين".
وأضافت الصحيفة أن أغلب الوزراء بحكومة عباس الفاسي قد تعجبوا من جرأة الوزيرة، العضوة بالمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية (الشيوعي سابقا)، فيما لزم بعض الوزراء الصمت إزاء تصريحات الوزيرة.
كما نقلت صحيفة "لو سوار" عن لسان وزير الأوقاف، أن الوزيرة سألته عن توقيت أذان الفجر، ومدته، والقواعد التقنية المتعلقة به، وذلك بعدما لاحظت أن هناك تفاوت بين أوقات الأذان في المساجد، فضلا عن طول مدته، معتبرة أنه "يمثل إزعاجا للسائحين مع تكرار الأذان في هذا التوقيت المبكر جدا"!.
وكانت صحف مغربية معارضة قد هاجمت الوزيرة الصقلي، لقبولها المشاركة في مؤتمر دولي تعقده الدانمرك حول قضايا المرأة في العالم، لتكريمها ضمن أكثر 12 ناشطة في العالم في الدفاع عن قضايا المرأة، متحدية بذلك مشاعر المسلمين الغاضبة من إصرار الحكومة الدانمركية على رفض تقديم اعتذار للمسلمين بعد تكرار صحف دانمركية عديدة نشر بعض الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقالت يومية "المساء" المغربية في عدد الجمعة 4/4/2008م: "أبسط شيء هو أن ترفض الوزيرة العرض، احتجاجا على موقف حكومة الدانمرك الرسمي المشجع لنشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم".
وكان حزب التقدم والاشتراكية الذي يرأسه إسماعيل العلوي، قد تأسس عام 1943م، على يد قلة من اليساريين، بقيادة اليهودي ليون سلطان، ليخلفه بعد ذلك علي يعتة، حتى وفاته المفاجئة في حادثة سير عام 1997.
جدير بالذكر أنه بعد حصول المغرب على استقلالها، تم حل الحزب بسبب مخالفة الشيوعية لصريح الإسلام، فاضطر قادته لتغيير الاسم إلى "التحرر والاشتراكية" ثم "التقدم والاشتراكية" منذ منتصف السبعينيات.