أنت هنا

23 ربيع الأول 1429
المسلم-وكالات:

أعلنت الشرطة في نيبال اليوم الأحد أن شخصين قتلا، وأصيب اثنان آخران، عندما ألقى مهاجمون على دراجة نارية قنبلتين على مسجد في بلدة "بيراتناجار" شرق نيبال. وأعلنت جماعة تطلق على نفسها اسم "جيش دفاع نيبال"، في بيان لوسائل الإعلام المحلية مسؤوليتها عن الهجوم.
وفرضت السلطات حظر التجول في أجزاء من بلدة "بيراتناجار" ( مسقط رأس رئيس الوزراء النيبالي الحالي جيريجا براساد كويرالا) الواقعة على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي "كاتمندو" على الحدود مع الهند، بعد الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة ليل السبت.
ومن الجدير بالذكر أن الأقلية المسلمة في نيبال تعرضت منذ اختطاف عدد من النيباليين العاملين في العراق، وذبحهم بتهمة العمل لمصلحة قوات الاحتلال، لأعمال عنف كثيرة، ووقعت العديد من الاعتداءات على المسلمين النيباليين ومصالحهم ومساجدهم ومدارسهم وبيوتهم، وذلك تحت مرأى ومسمع الشرطة النيبالية التي اكتفت بالفرجة ولم تتدخل لوقف هذه الاعتداءات.

ويعود تاريخ الإسلام في نيبال إلى القرن الخامس الهجري، حسب الدراسات التاريخية؛ إذ وصل الإسلام إليها عن طريق التجار العرب وغيرهم من المسلمين، والمسلمون هناك يتكلمون اللغة الأوردية، ونسبتهم 3.5 % من عدد السكان البالغ (27) مليون نسمة، في حين يمثل الهندوس أغلبية السكان ونسبتهم 90% ، والبوذيون 5%. وغالبية المسلمين هناك يعيشون في الجبال قرب حدود الهند، وحالتهم الاقتصادية متدنية، فهم بعيدون عن الأعمال التجارية والصناعية، ومعظمهم عُمّال أو أصحاب قطع أراضي زراعية صغيرة يعيشون عليها، وبعضهم موظفون صغار. ويعاني مسلمو نيبال من الجهل والتخلف الذي أفقدهم حقوقهم كمواطنين، وثقافتهم الإسلامية محدودة رغم حرصهم على الدين، ولا يوجد من يرشدهم ويعلمهم أمور دينهم من الدعاة والوعاظ والأئمة المتمكنين، فمنهم من لا يعرف عن الإسلام إلا اسمه الذي شوّهته البدع والخرافات.

ولا يستطيع المسلمون ممارسة حقوقهم وأحوالهم الشخصية حسب الشريعة الإسلامية لعدم وجود قانون للأحوال الشخصية للمسلمين. ورغم أن المسلمين في نيبال يحصلون على مساعدات من بعض الدول الإسلامية -مثل السعودية ومصر- من خلال تدريس عدد من أبنائهم في جامعات البلدين، فانّ هناك مشكلات تعانيها الأقلية الإسلامية هناك أهمها تدهور حالة المدارس الدينية، وفي الوقت نفسه لا يجد الكثير من المسلمين مفراً من إلحاق أبنائهم بالمدارس الحكومية التي تعلّم في المقام الأول القيم الهندوسية والبوذية.
ويوجد في العاصمة النيبالية كاتامندو أربعة مساجد، كما يوجد في نيبال بعض المدارس الإسلامية، منها مدرسة أُنشئت عام 1386هـ في مدينة (جنكبور دهام) لنشر الدعوة، ولتكون مركزاً لإعداد الدعاة، حيث إن التعليم الإسلامي واللغة العربية ممنوعان في المدارس الحكومية، إلا أن بعض المدارس الدينية الخاصة قائمة ويديرها أفراد في بعض أنحاء نيبال.