أنت هنا

22 ربيع الأول 1429
المسلم-وكالات:

في دليل جديد على حقيقة العدالة الأمريكية المزعومة، أسقطت التهم الموجهة إلى جندي بمشاة البحرية الأمريكية (المارينز) شارك في المجزرة التي شهدتها بلدة حديثة العراقية عام 2005، التي تعتبر أبشع جريمة حرب ارتكبها الاحتلال الأمريكي في العراق.
وقال سلاح مشاة البحرية الأمريكية في بيان له أمس إن التهم أسقطت عن ستيفن ب. تاتوم "من أجل مواصلة عملية البحث عن الحقيقة في حادث حديثة"، على حد ما ورد في البيان. وأسقطت التهم عن تاتوم على الرغم من شهادة جنود آخرين بمشاة البحرية الأمريكية في جلسات استماع سابقة بأنه كان ضمن الذين اقتحموا منزلين عراقيين وقتل من فيهما من المدنيين العراقيين بما في ذلك النساء والأطفال، بعد مصرع أحد جنود الاحتلال الأمريكي بتفجير قنبلة على جانب الطريق.
وشهد جندي مشاة بحرية آخر بأن تاتوم طلب منه إطلاق النار على مجموعة من النساء العراقيات والأطفال وجدهم على سرير في غرفة مغلقة بأحد المنزلين.
وعلى الرغم من بشاعة المجزرة التي ارتكبها جنود الاحتلال الأمريكي بحق المدنيين العراقيين العزل في حديثة والتي تمت مع سبق الإصرار والترصد، فإن القضاء العسكري الأمريكي الذي اضطر لنظر القضية بعد الكشف عنها في مجلة "تايم" البريطانية في ربيع 2006، لم يوجه أي اتهامات بالقتل العمد للمتهمين، وإنما اتهمهم بـ "ارتكاب جريمة عن غير قصد، و تعريض حياة الآخرين للخطر، و الاعتداء في ظروف مشددة". وتم توجيه الاتهام إلى 8 جنود من المارينز في نهاية 2006 لمشاركتهم في العملية، لكن تم إسقاط التهم عن 4 منهم. ولا يزال هناك جندي واحد متهم بالمشاركة في المجزرة (بعد إسقاط التهم عن تاتوم أمس)، بينما هناك ضابطان ملاحقان لعدم قيامهما بتحقيق في القضية.

ومن الجدير بالذكر أن مجزرة حديثة وقعت في يوم 19 نوفمبر 2005، حيث قام جنود من مشاة البحرية الأمريكية ينتمون إلى الكتيبة الثالثة من الفرقة الأولي بقتل 24 مدنيا عراقيا بينهم نساء وأطفال، ولم تنج من المجزرة سوى طفلة تدعى صفاء يونس سالم، ظلت مختبئة تحت جثة أخيها محمد، وتظاهرت بالموت لخمس ساعات كاملة قبل أن تجرؤ على الهرب من منزلها.