أنت هنا

20 ربيع الأول 1429
المسلم - الهيئة نت

وصف الدكتور محمد بشار الفيضي الناطق الرسمي باسم هيئة‎ ‎علماء ‏المسلمين في العراق الحرب التي يخوضها العراقيون ضد الاحتلال ‏الأمريكي بأنها تاريخية مشيرًا إلى وصف العدو لمعركته بأنها‎ ‎صليبية، ‏ومؤكدًا على أن شباب العراق بفضل الله ـ يلحقون به الهزائم تلو الهزائم‎.

وأكد الشيخ الفيضي أن الهيئة تعد‎ ‎‏"جميع فصائل المقاومة أبناء لنا على حد ‏سواء، وتعمل على نصرة الجميع، من غير تفريق‎ ‎بين فصيل وآخر، ‏فالجميع يؤدون واجبًا واحدًا، وأقل ما نقدمه لهم، دعمهم بالموقف‎ ‎والكلمة، ‏والذود عنهم، والدفاع عن مهمتهم" .‏
ونقل موقع هيئة علماء المسلمين نص الحوار الذي أجراه موقع رسالة ‏الإسلام مع الشيخ الفيضي والذي أوضح خلاله أن علماء الهيئة يهدفون ‏لتحرير العراق من الاحتلال الذي نصب نفسه لمعاداة الدين، والمسلمين، ‏مؤكدًا أن برنامج الهيئة‎ ‎متعلق بنهجها الشرعي القاضي بالعمل‎ ‎على تحرير ‏العراق، وتجنيد كل مكوناته لهذا الغرض .‏

وبين الشيخ الفيضي أن المحتل حاول جاهدًا التقليل من شأن المقاومة ‏العراقية من خلال وسائل إعلامه التي لم تتطرق إلى حجم العمليات المسلحة ‏التي طالت الاحتلال، في ذات الوقت الذي استهدف فيه المحتل بالقتل ‏والاعتقال كل من يشير إلى وجود المقاومة، أو يكشف عن شيء من ‏عملياتها، أو يقدم‎ ‎لها الدعم المادي أو المعنوي، الأمر الذي وضع على ‏أكتاف الهيئة مسؤولية كبيرة، لدعم المقاومة إعلاميًا وسياسيًا، وتفويت ‏فرصة تقزيمها وإبعاد تأثيرها .‏‎

وأشار الشيخ الفيضي إلى أن الهيئة ركزت عبر بياناتها وبشكل صريح على ‏أن الاحتلال الأمريكي للعراق‎ ‎عدوان، وأن مقاومته بحسب القوانين الدولية ‏عمل مشروع، أما بمقتضى الشرع الحنيف، فهو‎ ‎جهاد ملزم، وأن ثمة ‏مقاومة عراقية فاعلة، تقوم بواجبها الشرعي، ويتعين علينا‎ ‎دعمها، مبينًا أن ‏أعضاء الهيئة قد دفعوا ثمنًا باهظًا بسبب ذلك على أيدي قوات الاحتلال .‏‎

وأكد الفيضي على وجود ثقة كبيرة بين علماء الهيئة وفصائل المقاومة، ‏حيث تستجيب غالب هذه الفصائل لنصائح الهيئة.‏‎

وحول موقف الهيئة من تنظيم القاعدة في العراق أوضح الشيخ الفيضي أن ‏المحتل يسعى للنيل من الهيئة بأي ثمن، ومن ذلك استدراجها إلى مواقف ‏تصب في‎ ‎مصالحه، والتي منها إعلان الحرب على تنظيم القاعدة في‎ ‎العراق، لأن ذلك يدفع عنه الحرج أمام العالم،‎ ‎إذ ينفي عنه أنه احتل العراق ‏لسرقة ثرواته، والهيمنة على المنطقة،‎ ‎بل يظهره على صورة من جاء ‏لمحاربة تنظيم مصنف عالميًا على أنه إرهابي، وأنه يقف إلى جانب الشعب‎ ‎العراقي في محاربة هذا التنظيم الذي يستهدفهم، والدليل أن هيئة علماء ‏المسلمين هي‎ ‎من أعلن الحرب عليه‎.

وهو من جهة أخرى يريد أن يتخذ من هذه المظلة ذريعة لتصفية‎ ‎المقاومة، ‏والدليل على ذلك أنه في خلال حملاته لحرب القاعدة كان يقوم بتصفية ‏المقاومة ككل، وهذا من مكر العدو وخبثه‎.

ونحن لسنا مثل غيرنا، لسنا‎ ‎سذجًا، ولسنا عملاء للاحتلال، ومن ثم لن نمنح ‏المحتل هذه الفرصة، ولن نثلج له‎ ‎صدرًا‎.

وقال الفيضي: يجب أن نعرف أولاً أن‎ ‎القاعدة ليست جماعة براية معروفة ‏على الأرض، تقف في طرف معلوم من جبهة المعركة مثل‎ ‎الخوارج مثلاً، ‏إنما هم جماعات‎ ‎مبثوثة هنا وهناك، يصعب حصرها، والتعامل معها بشكل ‏مباشر، لذلك نحن والحالة هذه‎ ‎نرصد الفعل، فإذا كان مما ينطبق عليه ‏وصف المقاومة وصفناه به، وإذا كان مما ينطبق‎ ‎عليه وصف الإرهاب أو ‏الجريمة وصفناه بهما، بغض النظر عن الفاعل‎.

وحول رفض الهيئة الاستجابة لدعوات لزيارة إيران، قال الفيضي: إن ‏رفضنا نابع من تقييمنا لسياسة إيران، فهي‎ ‎دائما تستغل مثل هذه الزيارات ‏لأجندتها دون أن تقدم شيئا، وهناك تجارب لجهات قبلنا‎ ‎زارت إيران، ‏ورجعت بخفي حنين، بل تحولت بين عشية وضحاها إلى بوق لإيران، ومن ‏ناحية أخرى وهي الأهم أن إيران متورطة في دعم المشروع الأمريكي في‎ ‎العراق منذ انطلاقه حتى اللحظة، وأجهزتها الاستخباراتية عاثت في الأرض ‏فسادًا،‎ ‎وهي متهمة بجرائم لاتحصى في حق شعبنا، وكنا نرى أن الزيارة قد ‏تبعث برسالة خاطئة‎ ‎لشعبنا مفادها أننا راضون عما تفعله إيران، أو داعمون ‏لتدخلها في الشأن‎ ‎العراقي‎.

وأوضح الفيضي أن المحتل الأمريكي حاول صرف بعض فصائل المقاومة ‏عن قتاله بقتال الميليشيات التابعة لإيران بعد اتضاح الدور الإيراني في ‏العراق، باعتبار أنهم‎ ‎أكثر خطورة، فالاحتلال سيغادر يومًا ما، لكن هؤلاء ‏باقون‎.

وكشف الفيضي أنه في‎ ‎عهد زلماي زادة جاء للهيئة من حاول الترويج لهذه ‏الفكرة، وقالوا لماذا لانتفق على ترك الأمريكيين‎ ‎وننشغل بالإيرانيين ‏والميليشيات، وقالوا إن لديهم ضمانات من الأمريكيين بدعمنا‏‎ ‎لتحقيق هذا ‏الهدف، ولكننا قلنا إن النفوذ الايراني يدخل في ظل أمريكا، وبإذن منها، ‏والميليشيات‎ ‎عملت في ظلها، وبمباركة منها أيضا، فهي مشكلتنا الأولى، ‏ولن نجر إلى صراعات‎ ‎جانبية .‏

وأكد الفيضي أن انسحاب المحتل الأمريكي من العراق لن يسبب حربًا ‏أهلية، مشيرًا إلى أن الأوضاع لن تهدأ في الحال، لكون المحتل قد أرسى‎ ‎قواعد لمشاكل عديدة، لكن الوقت سيكون كفيلاً بحلها، فالصراع من الممكن ‏أن ينشب بين فصائل‎ ‎المقاومة والميليشيات الموالية لإيران، وفي تقديرنا أن ‏صراعًا مثل هذا إذا نشب لن‎ ‎يطول، لأن هذه الميلشيات لا تتمتع بأي دعم، ‏بل أبناء الجنوب ناقمون عليها، وينتظرون‎ ‎على أحر من الجمر لحظة ‏الخلاص منها‎.

وأعرب الفيضي عن اعتقاد علماء الهيئة بأن التغلغل‎ ‎الإيراني بعد الانسحاب ‏الأمريكي سيتناقص بشكل سريع، إذ ستفقد إيران دعم الاحتلال لأجهزة ‏الجيش والشرطة،‎ ‎والأحزاب السياسية المعروفة، الأمر الذي ستنكشف مع ‏الأوضاع ولن يبقى لإيران أغطية للتدخل، وعليها حينها العمل بشكل علني ‏إذا أرادت التدخل وهو ما سيكلفها غاليا‎.