أنت هنا

19 ربيع الأول 1429
المسلم ـ وكالات

أماطت مجلة "ماذر جونز" الأمريكية اللثام عن أن شركة بلاك ووتر للأمن الخاصة، أكبر شركات المرتزقة الأمريكية العاملة في العراق، قد وسعت من نشاطاتها الدولية لتشمل الآن تدريب القوات الخاصة حتى في بعض الدول العربية والإسلامية.

وبالرغم من اتهام الشركة مؤخرًا بتعمد قتل بعض المدنيين العراقيين بدمٍ بارد، قد حصلت "بلاك ووتر" على عقد تدريب قوات خاصة في المملكة الأردنية الهاشمية، وفي أذربيجان، كما أصبحت تمثل جيشًا مصغرًا ينتشر في العالم يجند مرتزقةً من دول العالم الثالث وليس من أمريكا فقط.

وكشفت المجلة عن إن رجال أعمال كويتيين يستأجرون الشركة لحماية قوافل ورحلات من الكويت إلى بغداد.

وتسعى الشركة منذ فترةٍ للحصول على عقود مع قوات ما يسمى بـ"جيش تحرير السودان" في جنوب السودان لتدريب قوات المتمردين هناك، والذين أصبحوا جزءًا من الحكومة السودانية حاليًا؛ لأنهم، ووفق المجلة، "منخرطون منذ فترة طويلة في معركة مع نظام الحكم الإسلامي في البلاد". كما ذكرت المجلة أن الشركة تسعى لدخول السودان ودخول دارفور تحت أسماء مختلفة بعد أن جذب اسمها الكثير من الاهتمام السلبي في وسائل الإعلام في العالم.
ولجأت الشركة لخلق اسم شركة جديدة اسمها "جريستون ليميتد" أو "الحجر الرمادي المحدودة" لتولي المهام التي قد لا يكون اسم بلاك ووتر مرحبًا فيها على الرغم من أنها نفس الشركة.

وتستخدم "بلاك ووتر" مقاولين من الباطن، وهم شركات أمن تسجل في دول فقيرة مثل دول أمريكا اللاتينية ويتم إعطاؤهم مهمة تنفيذ العقود التي توقعها بلاك ووتر مع البنتاجون لها لتنفيذها من الباطن، وبهذا تتفادى بلاك ووتر أية قضايا أو مطالبات تعويضات مالية لها في أمريكا نفسها.

وأوضحت المجلة: إنَّ الشركةَ الجديدة، جريستون، التي تفرَّعت عن بلاك ووتر أقامت حفل تدشين هنا في العاصمة واشنطن في فندق ريتز كارلتون ذائع الصيت، دعي إليه خبراء من الاستخبارات الأمريكية ورجال أمن ومسئولون أجانب رفيعو المستوى.

وكانت بلاك ووتر قبيل حرب العراق وأفغانستان مجرد شركة صغيرة محدودة لتدريب حراس الأمن المحليين في بعض الولايات الأمريكية، إلى أن ارتبطت الشركة بالحروب التي قالت عنها المجلة إنها "فجرت كنوزًا لشركات الأمن الخاصة"؛ حيث حصلت بلاك ووتر وحدها فقط على 600 مليون دولار في عام 2006 وحده، وهو ما يعتبر رقمًا فلكيًّا إذا أخذ في الاعتبار أن دخل الشركة لم يكن يتعدى مليون دولار واحد قبل الحربين في العراق وأفغانستان.