خبراء سياسيون وعسكريون:غزة تضيع بين مكر أعدائها وصمت إخوانها واختلاف أبنائها
26 محرم 1429

(تحقيق) <BR>ندد خبراء عسكريون وإعلاميون وسياسيون مصريون بالصمت الرسمي العربي إزاء المخطط الأمريكي الصهيوني لإذلال وتركيع الشعب الفلسطيني، وطالبوا الحكومات العربية بسرعة كسر الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الصهيوني على أهالي قطاع غزة منذ ثمانية أشهر، معتبرين أن "دخول بعض أهالي غزة لرفح المصرية هو انتفاضة شعبية ضد وحشية الاحتلال الصهيوني، وضد السجن الكبير الذي طال عليهم داخل القطاع".<BR>وفي تصريحات خاصة لموقع "المسلم"؛ اعتبر الخبراء أن "ما يتردد من أن دخول أهالي غزة للحدود المصرية يضر بأمنها القومي كلام فارغ، ولا يمكن تصديقه"، مشيرين إلى أن "السلاح الفلسطيني لا يستخدم إلا في مواجهة المحتل الصهيوني، وهو حق طبيعي لمقاومة المحتل الغاصب".<BR>وتعجب الخبراء متسائلين: إذا كان صدر مصر (الرسمية) قد اتسع لاستقبال الصهاينة في شرم الشيخ لمدة 15 يوما رغم ما يحمله الناس لهم من كراهية وبغض، فكيف لا يتسع لاستقبال أهالي غزة الذين هم أهل وأقارب لنفس المدة بعد حصار دام ثمانية أشهر؟!. ولماذا لا يسمح لهم بالتسوق في رفح والعريش لفترة محدودة كل شهر؟.. أسوة بـ"الإسرائيليين"؟!!"<BR>ودعا الخبراء الدول العربية حكومات وشعوبًا إلى كسر الحصار المفروض على أهالي غزة، أسوة بما فعلته خمس دول إفريقية عندما هبطت طائراتها في مطار طرابلس متحدية الإدارة الأمريكية التي كانت قد فرضت الحصار على ليبيا إبان حادثة لوكيربي الشهيرة، وهو ما اضطر أمريكا لإنهاء الحصار وبدأ الحوار لتسوية الأزمة دبلوماسيًا".<BR><font color="#0000FF"> نجاح الحوار مرهون بإلغاء الشروط </font><BR><BR>في البداية؛ يرى الخبير الاستراتيجي اللواء أركان حرب دكتور زكريا حسين، المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن أصل المشكلة يعود لأربع أركان أولهما: الخلاف الفلسطيني/ الفلسطيني، لأن هذا الانشقاق والخلاف في حال استمراره سيكون السبب في استمرار الأزمة واستمرار ما يمر به أهالي غزة من معاناة، ولذلك وجب دعوة الأطراف الدولية والعربية للحوار بين الفصائل وخاصة فتح وحماس اللتين تعتبران السبب الرئيس فيما يحدث لأهالي غزة.<BR>وفي تصريحات خاصة لموقع "المسلم"؛ يؤكد لواء زكريا حسين، الرئيس الأسبق لهيئة البحوث العسكرية، وأستاذ العلوم الإستراتيجية بجامعة الإسكندرية، أن نجاح الحوار الفلسطيني الداخلي مرهون بإلغاء كافة الشروط التي يضعها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على طاولة المفاوضات لأن وضع هذه الشروط لن يساعد على أي حلول وإنما يزيد الخلافات ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية التي على وشك الحدوث في غزة.<BR>واعتبر لواء زكريا أن شروط عباس هذه تعد استغلالا للحصار الصهيوني وبكل ما تقوم به ضد أهالي غزة من تجويع واغتيالات للحصول على مكاسب سياسية لصالحه، مشددًا على أنه يجب على الدور العربي يجب أن ينهي الخلافات الفلسطينية الداخلية أولا حتى يستطيع حل أزمة غزة نهائيًا.<BR>وينتقل لواء زكريا إلى العامل الثاني الذي يراه حلا لأزمة غزة؛ فيقول: الدور العربي يأتي بعد حل الخلافات الفلسطينية الداخلية، وله محددان، أولهما: أن الالتزام بسياسة تطبيق قانون الحصار الدولي الذي أقرته الأمم المتحدة مرفوض تمامًا لأن هناك حالات إبادة جماعية تحدث في غزة وبالتالي السكوت عليها يؤدي لكارثة محققة، ولا يمكن أن يقف العرب مكتوفي الأيدي أمام هذا الحصار تحت دعاوى الالتزام بالقانون الدولي.<BR>ويدلل حسين على أنه كانت هناك واقعة سابقة لكسر حصار دولي مفروض عندما قررت الولايات المتحدة حصار ليبيا بسبب قضية لوكيربي الشهيرة، فقامت على الفور، عندما ازدادت المشكلة وكانت ستؤدي لكارثة إنسانية، طائرات خمس دول أفريقية وهبطت في مطار طرابلس، مما كان له الأثر الجيد، حيث أجبر أمريكا وحلفاءها على وقف الحصار، وبدء الحوار حتى انتهت القضية تمامًا وانتهى الحصار.<BR>وعليه فإنني – الكلام للواء زكريا حسين- أطالب الدور العربية جميعًا بالعمل بالمثل وبأن يحطوا الرحال إلى غزة، من جهة لكسر الحصار المفروض، ومن جهة أخرى لمساعدة أهالي غزة المنكوبين قبل وقوع الطامة الكبرى وهي كارثة إنسانية محققة.<BR>ويعتبر اللواء زكريا حسين أن الركن الرابع لأزمة غزة هو اتجاهات الحكومات العربية والشعوب العربية أيضًا والتي تقف في صفين صف مع فتح وعباس وصف مع حماس، وهذا مرفوض تمامًا، لأن الولايات المتحدة تدعم من تسميهم بالمعتدلين الستة في الدول العربية وهم الذين يقفون في صف عباس ضد حماس، وهذا أمر مرفوض لأن الحل يعني عدم الوقوف مع طرف ضد الأخر خاصة وأن حماس جاءت إلى الحكم بطريق شرعي وهو الانتخابات الحرة النزيهة.<BR>وعن الدور المصري، هو المحور الرابع لحل أزمة غزة، يقول اللواء زكريا حسين: اجتماع القاهرة الذي جمع بين مسئولي فتح وحماس فشل فشلاً ذريعًا، لأن عباس وضع شروطه قبل انطلاق المفاوضات، وبالتالي فإن فرض الشروط أفشل المفاوضات برمتها قبل أن تبدأ.<BR>ويضيف لواء زكريا: ما تسبب أيضًا في فشل المفاوضات التي رعتها مصر هو أن عباس متأكد من أن هناك أطراف عربية مثل السعودية والأردن ومصر تقف بجانبه ضد حماس، والمنطق يقول إنه يجب عدم الوقوف مع طرف ضد الأخر لإنجاح عملية التفاوض.<BR>وشدد لواء زكريا على ضرورة أن يكون الجميع ضد عملية التدمير والإبادة التي تتم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، خاصة وأن " إسرائيل " تستغل كل ذلك في حربها ضد غزة، فهي لا تتورع في استخدام أشياء عديدة في حصارها لغزة مثل قطع الكهرباء، والاغتيالات، وتوجيه ضربات جوية، ووقف إمداد الوقود، كل ذلك ليس له سوى نتيجة واحدة هي إبادة جماعية لأهالي غزة.<BR><font color="#0000FF"> أزمة الحدود نتيجة وليست سبباً </font><BR><BR>ويتفق الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ فهمي هويدي مع ما جاء به اللواء زكريا حسين ويقول: أزمة الحدود هي نتيجة وليست سبب، بمعنى أنه في حالة الوصول لحلول للخلاف بين حركتي فتح وحماس ستحل أزمة الحدود بدورها لأنها تتوقف على خلافات للأسف داخلية.<BR>وينتقد هويدي الدور المصري ويرفض ما يقال في الصحف الحكومية من أن مصر قدمت تضحيات لغزة ويقول: ليس صحيحًا أن ما قدمته مصر كان تضحيات من أجل فلسطين، لأن الصحيح أن مصر حين قدمت ما قدمته كانت تدافع عن أمنها القومي بأكثر مما كانت تقوم بدورها كدولة كبرى مسئولة عن محيطها الإستراتيجي، بل الصحيح أيضًا أن زرع " إسرائيل " فوق أرض فلسطين كان من بين أهدافه تقزيم الحضور المصري في المنطقة وقطع الطريق على تواصلها مع الشام، الأمر الذي يعني أن فلسطين كانت ضحية لاستهداف مصر بأكثر مما كانت عبئا عليها.<BR>واعتبر هويدي في تصريحات خاصة لموقع "المسلم" أن دخول بعض من الفلسطينيين إلى رفح المصرية هو انتفاضة شعبية ضد وحشية الاحتلال الصهيوني، وضد السجن الكبير الذي طال عليهم داخل القطاع، وليس فيه شيء يستهدف مصر، وإنما كانت أسواق رفح والعريش هي طوق النجاة لهم بعد ثمانية أشهر عاشوها تحت الحصار القاسي والمذل.<BR>وبنبرة حزينة يقول هويدي: لا يشرف مصر على الإطلاق أن تنضم إلى زمرة السجانين لأهل القطاع، ولن ينسى لها التاريخ أنها أسهمت في حصار الفلسطينيين استجابة للضغوط الأمريكية والصهيونية وأقل ما يمكن أن تقدمه مصر لطي تلك الصفحة المحزنة هو أن تكون أكثر تسامحًا مع الفلسطينيين الذين أسهمت في إحكام الحصار عليهم.<BR>وينهي هويدي كلامه متسائلا: "إذا كان صدر مصر (الرسمية) قد اتسع لاستقبال الصهاينة في شرم الشيخ لمدة 15 يوما رغم ما يحمله الناس لهم من كراهية وبغض، فلماذا لا يتسع صدرها لاستقبال أهالي غزة الذين هم أهل وأقارب لنفس المدة بعد حصار دام ثمانية أشهر؟!. ولماذا لا يسمح لهم بالتسوق في رفح والعريش لمدة محدودة كل شهر؟.. أسوة بـ"الإسرائيليين"!!.<BR><font color="#0000FF"> كلام فارغ لا يمكن تصديقه!! </font><BR><BR>وتحدث ضياء رشوان (رئيس وحدة النظم بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية) عما يدور مؤخرًا من الخوف من تأثير التوتر الذي حدث على الحدود المصرية الفلسطينية بأن يضر بالأمن القومي المصري قائلا: هذا كلام فارغ ولا يمكن تصديق أن أهالي غزة سيضرون بالمصالح العليا لمصر أو بأمنها القومي، مشيراً إلى أن السلاح الفلسطيني لا يستخدم إلا في مواجهة المحتل الصهيوني، وهو أمر طبيعي لمقاومة المحتل.<BR>وقال رشوان في تصريح خاص لموقع "المسلم": إن الفلسطينيين لم يقدموا كل هذه التضحيات أمام " إسرائيل " لكي يتركوا أرضهم ويأتوا ليستوطنوا مصر، فقد كان الأولى "أن يقبلوا العروض الأمريكية و"الإسرائيلية" بتعويض اللاجئين"، مشيرًا إلى أن غزة كانت دائماً بمثابة الهاجس "الإسرائيلي" لأن المقاومة فيها لا تنقطع طوال الوقت، وما يحدث أنها تريد إلقاء الكرة في الملعب المصري.<BR>وأضاف المحلل السياسي ضياء رشوان: "الخطر الحقيقي أن تتعرض القضية الفلسطينية للتصفية بالشكل الذي ترغبه " إسرائيل " ، وأن يتم فصل غزة عن الجسد الفلسطيني، والانشقاق الفلسطيني إزاء هذا التحدي".<BR>ورفض رشوان محاولات إيهام الشعب المصري بأن " إسرائيل " تريد تصدير المشكلة الفلسطينية لمصر، واعتبر أن "هذا الكلام غير صحيح، فتنظيم إدارة المعابر في القطاع يخضع لاتفاقية أطرافها " إسرائيل " ، والسلطة الفلسطينية، ومصر، والولايات المتحدة، والأردن، وهناك شرط في الاتفاق يقضي بضرورة موافقة الأطراف الموقعة على الاتفاقية لفتح المعابر".<BR>ويختتم المحلل السياسي ضياء رشوان حديثه مشيرا إلى أن "هذه الاتفاقية ليست قيداً على مصر إذا ما تعلق الأمر بسيادتها، ومن ثم فلا ينبغي أن يوحي النظام المصري للرأي العام بأن ما يحدث هو مسؤولية " إسرائيل " ".<BR><br>