حصاد الغزو الأمريكي للعراق
13 محرم 1429

نفرح كثيرا حينما نعرف أن هنالك مظاهرات في داخل الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب الذي تمارسه ما يسمى قوات التحالف في العراق ـ كما يحب أن يسميها الذين لا يعرفون حقيقة الحال في البلاد أو الذين يضعون رؤوسهم في الرمال عن حقيقة الوضع ـ حيث سارت قبل أيام مظاهرات من بوسطن إلى نيو أورليانز وشيكاغو ولوس أنجلس ونيويورك، ولبى عشرات الآلاف من الأشخاص نداء «ائتلاف الوحدة من أجل السلام»، للخروج في تظاهرات للدعوة إلى وقف فوري للحرب على العراق. <BR><BR>واجتذب «اليوم القومي للعمل» الذي رعاه الائتلاف، آلاف المحتجين في 12 مدينة أميركية، في ذكرى مرور خمسة أعوام على تصويت مجلس الشيوخ الأميركي الذي أجاز غزو العراق. <BR><BR>وتحدى آلاف الأشخاص المطر في نيويورك، وشاركوا في التجمع المناهض للحرب في مانهاتن، حاملين لافتات كتب عليها «أنهوا الحرب فورا» و«مليون قتيل عراقي»، ودعوات لوقف تمويلها، ولمحاكمة الرئيس الأميركي جورج بوش على «جرائم الحرب»،ثم ساروا سلمياً إلى ميدان فولي قرب إحدى أكبر قاعات المحاكم في نيويورك والمباني الإدارية الاتحادية لحضور تجمع حاشد آخر.<BR><BR>وفي شيكاغو، تجمع ما يقدر بنحو عشرة آلاف شخص في متنزه يونيون، حيث تعهد نائبان ديمقراطيان بمعارضة أي تمويل آخر للحرب على العراق، من دون تحديد موعد محدد للانسحاب. <BR><BR>وخرج عدد مماثل في سان فرانسيسكو، صائحين «وول ستريت تغتني، والعراقيون يموتون»، ودعا احـــدهم إلى تنظيم المزيد من التظاهرات، احتـــجاجاً «على مقتل الآلاف في بلد غزوناه»، فيمـــا وصـــف آخر في أوهـــايو التظاهرات بأنها «دعوة لإنهاء الاحتلال».<BR><BR>موقف كبير ومهم ومشرف لكل من شارك به يدعم الموقف الإنساني الذي يرفض القتل.<BR><BR>ونحن نريد أن نقول لكل هؤلاء الذين خرجوا في تلك المظاهرات التاريخية أن الذي يعلن عنه من الماسي التي لحقت بالشعب العراقي هو غيظ من فيض.<BR><BR>كنا قبل الاحتلال شعب يعيش حياته بشقاء وصعوبة لكننا كنا ننعم بالأمن والأمان ولم نكن بحاجة للديمقراطية التي طلت علينا بين ليلة وضحاها ، صحيح أننا نريد العيش كباقي شعوب الأرض لكن ما جرى ويجري جعلنا نكره أي عبارات قريبة من عبارة الديمقراطية كالشفافية وغيرها من العبارات الرنانة الكاذبة .<BR><BR>كنا شعبا يحب بعضنا بعضا الغني يعيل الفقير والقوي يحمي الفقير وكانت حياتنا على الرغم من صعوبتها تسير ، دقت طبول الحرب الأمريكية واحتلت بغداد الحبيبة وكان وقع احتلالها على الجميع كبير وكبير .<BR><BR>طائراتكم التي جاءت لتحرير العراق أتت على كل شيء دمرت البنية التحتية للعراق لا ماء لا كهرباء لا خدمات ضربت الوزارات – عدا وزارة النفط – ضربت ونهبت المتاحف والمستشفيات والملاجئ دمر كل شيء في العراق وعاد العراق المحرر بفضل قوات الديمقراطية إلى القرون الوسطى ونحن لم نعرف هذا الدمار إلا على اليد التتار حينما غزو بغداد 665 م . <BR><BR>وبعد أيام انتفض العراقيون الأحرار على قوات الاحتلال التي كانت تدمر كل ما أتت عليه .<BR>واستمرت تلك المواجهات المشرفة إلى يومنا هذا.<BR><BR>إن من الحقائق المريرة التي لا يمكن تجاهلها بحال من الأحوال ـ ناهيك عن الاحتلال المرير الذي فعل ما فعل من انتهاك للحريات والأعراض ـ أن العراق تراجع بسرعة مخيفة ليكون اليوم في مصاف الدول البائسة في أقصى جنوب أفريقيا ؟!!<BR><BR>وهنا سنستعرض بعض الحقائق وبالأرقام لما لحق شعبنا العراقي الطيب من أذى نتيجة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 ، حيث قال فريق من الأطباء الأمريكيين والعراقيين أن 655 ألف شخص قد ماتوا في العراق منذ الغزو الأمريكي البريطاني في مارس،2003 زيادة عن عدد الأشخاص الذين كان يمكن أن يموتوا لو لم يحدث الغزو.<BR><BR>هذه التقديرات تفوق بأكثر من 20 مرة تقديرات الرئيس بوش للوفيات في صفوف المدنيين، التي قال إنها تقارب 30 ألف شخص.<BR>وأكدت الدراسة، وذلك يعني أن 500 شخص يفاجئهم الموت كل يوم نتيجة لأعمال العنف في البلاد.<BR><BR>فهذه الدراسة التي وثقت كل ذلك وغيره من "مآثر" الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، أجراها فريق من الأطباء العراقيين، بإشراف فريق من العلماء في كلية بلومبيرج للصحة العامة في جامعة جونز هوبكنز، ونشرت على شبكة الانترنت في مجلة “لانسيت” الطبية البريطانية.<BR><BR> مدير دائرة الطب الشرعي في العراق كان قد أعلن أن الدائرة كانت تستقبل قرابة 70 قتيلاً يوميًا غير أنه تم تأنيبه, ونُشر في الصحف العراقية بيان يحظر الإعلان عن أي عدد كان.<BR><BR>حيث لم تسمح الحكومة العراقية للمسؤولين في دائرة الطب العدلي في بغداد والمحافظات بالحديث عن أية أرقام تظهر حقيقة القتل اليومي في البلاد سواء على يد المليشيات الطائفية أم على يد قوات الاحتلال الأمريكية .<BR>هذا الكلام في إطار القتل الذي لحق بالشعب العراقي ، أما القتل الخفي الذي يمارس ضد نسبة كبيرة من الشعب العراقي من تجويع وتهجير داخلي وخارجي فانه يوجد اليوم في بلاد الديمقراطية الأمريكية 83 %من السكان ليس لهم مصدر موثوق لمياه التصفية مما يدفع الناس وتحديداً مدينة بغداد إلى الإفراط في استعمال المياه الجوفية والاستعمال العشوائي للماء، وأن هناك 17% فقط من السكان ترتبط منازلهم بشبكات الصرف الصحي.<BR><BR>في عراق ما بعد التحرير الأمريكي يعاني 25% من أطفال العراق من نقص في التغذية.<BR><BR>في عراق الاحتلال البغيض تم تدمير 84% من مؤسسات التعليم حيث تعرضت للتدمير والتخريب والنهب من قبل الرعاع ومافيا الاحتلال.<BR><BR>عراق الحرية الزائفة للغزو الأمريكي بلغت فيه نسبة 26% من العراقيين ما بين 15 سنة إلى 24 غير قادرين على القراءة والكتابة.<BR><BR>منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قالت في تقرير لها حول العراق أن حياة ملايين الأطفال العراقيين مازالت مهددة بسبب العنف وسوء التغذية وقلة المياه الصالحة للشرب.<BR>تقرير المنظمة الدولية ذكر أنه خلال عام 2007 "قتل أو أصيب مئات الأطفال بسبب العنف، كما أن المعيل الرئيسي لأسر العديد منهم تعرض للخطف أو القتل". <BR><BR>وأضاف التقرير أن حوالي 25 ألف طفل وعائلاتهم يجبرون كل شهر على الخروج من منازلهم واللجوء إلى مناطق أخرى من البلاد، مؤكدا أنه في نهاية عام 2007 أصبح 75 ألف طفل عراقي يعيشون في مخيمات أو مساكن مؤقتة. <BR><BR>وذكرت "يونيسيف" في تقريرها أن قوات الجيش أو الشرطة اعتقلت نحو ألف و350 طفلا بينهم كثيرون بسبب مزاعم عن انتهاكات أمنية، بينما قال ممثل المنظمة في العراق (روجر رايت) إن أطفال هذا البلد "يدفعون ثمنا باهظا". <BR><BR>وأظهر بحث أجرته المنظمة الأممية عن الانقطاع الدراسي أن 28% فقط ممن بلغوا سن السابعة عشرة اجتازوا امتحانات الثانوية هذا العام، مضيفا أن نسبة من اجتازوا الامتحان النهائي في وسط وجنوبي العراق لم تتعد 40%. <BR><BR>وأشار تقرير يونيسيف إلى أن عدد تلاميذ المدارس الابتدائية المتخلفين عن الدراسة خلال 2006 بلغ 760 ألفا، إلا أن هذا الرقم ارتفع خلال العام الماضي بسبب انقطاع الدراسة لعدد متزايد من الأطفال النازحين من ديارهم. <BR><BR><BR>هذه الأرقام هي بعض الحقائق التي وقعت في العراق وفي بعض القطاعات فقط، فالعراق وبفضل الديمقراطية التي حملتها له البوارج البحرية والطائرات المقاتلة أصبح اليوم من الدول المتخلفة في العديد من القطاعات.<BR><BR>ويشير المراقبون إلى أن نتائج الاستطلاع ليست سارة لإدارة بوش، الذي قدم أول أمس طلبا للكونجرس بزيادة ميزانية الحرب ب 46 مليار دولار، دعماً لحروبه، ليقفز إجمالي مطالبه إلى 196 مليار دولار. وأظهر التقرير أن العراقيين يشعرون بشدة بوجود العنف في المناطق التي تقطنها أغلبية عربية، بينما جاءت شكوى الأكراد من العنف أقل.<BR><BR>في العام الجديد، سيدرس الكونجرس ميزانية تصل إلى 200 بليون دولار، وفي المستقبل القريب وزيادة على تكاليف القذائف والرصاص ونفقات القتال نتوقع أن نغطي مئات البلايين من الدولارات في مدفوعات الرعاية الصحية والإعاقة. وقد تتجاوز التكلفة الإجمالية 2 تريليون دولار ، حسب تقديرات الاقتصادي جوزيف ستيجليتز الفائز بجائزة نوبل.<BR><BR>إن كل دولار انفقناه في هذه الحرب هو دولار لا نستطيع استثماره في بلدنا ومجتمعاتنا.<BR><BR>فكروا فيما يمكن أن نعمله بهذه الأموال. إن الـ500 بليون دولار التي بددها بوش في العراق كان يمكن دفعها من أجل بناء 4 ملايين وحدة سكنية جديدة ، أو تشغيل 8 ملايين معلم جديد ، وإن الـ2 تريليون دولار التي قد ننفقها في النهاية على هذه الحرب يمكن أن تغطي نفقات الرعاية الصحية الشاملة لمدة 12 عاما.<BR><BR>وفي الوقت الذي كان الكونجرس يمول هذه الحرب ، كانت السدود تتهدم في نيو أورليانز ، وجسر ينهار في مينسوتا ، وحرائق تندلع في ساوذرن كاليفورنيا.<BR><BR>تناقضات مؤلمة وحقائق كبيرة على ارض العراق ، يمكن أن تحل بطريقة بسيطة وهي الانسحاب الأمريكي من ارض العراق وحينها سيعود أبنائكم إلى وطنهم سالمين ، ونبني وطننا من جديد .<BR><BR><BR>وستبقى مواقفكم الرافضة للاحتلال مواقف كبيرة ومهمة ومشرفة لكل من شارك في دعم الموقف الإنساني الذي يرفض القتل.<BR><BR><BR><br>