الجولان المحتل.. أمل بالتحرير
25 رجب 1427

انتاب كثير من أبناء الشعب العربي شعور بالتفاؤل لدى سماع خطاب (الرئيس السوري) بشار الأسد عن استراتيجية المقاومة التي لا ترجع الحقوق إلا من بطريقها، وإردافه بالحديث عن "أنصاف الرجال" ممن لا ينتهجون منهجه المقاوم، فالشعب العربي من المحيط إلى الخليج لم يزل تواقاً إلى استرداد الأراضي العربية المحتلة، لاسيما الجولان العربي السوري المحتل منذ العام 1967، فالنمط الذي حمله الخطاب السوري أومأ بقوة إلى احتمالية تفعيل الدور المقاوم في الجولان المحتل اقتداء بما فاخر به الرئيس السوري مما دعاها بالمقاومة اللبنانية، والتي تتمثل في "حزب الله" المدعوم عسكرياً ولوجستياً من إيران وسوريا. <BR>وإذ بدا الرئيس السوري واثقاً من جادة النهج الذي اختطه "حزب الله" في لبنان، فإنه صرف أنظار زمرة من المراقبين السياسيين للهضبة السورية المحتلة، لاعتبار أن الداعم لـ"حزب الله" اللبناني بوسعه أن ينشئ "حزب الله" الجولاني، لاسيما والجولان تقع ضمن حدود الجمهورية العربية السورية، وهم استردادها يقع بالأصالة على الحكومة السورية، التي تدرك أن أهمية الهضبة السليبة تجاوز بكثير أهمية بلدة مارون الراس التي دارت رحى المعارك قوية في مستهل الحرب البرية بين "إسرائيل" و"حزب الله" للسيطرة عليها. <BR><font color="#ff0000"> أهمية الهضبة السورية: </font><BR>تتمتع منطقة الجولان بمزايا استراتيجية كبيرة تجعل الحرص على الاستيلاء عليها دأب كل محتل، فالوقوف على سفحها كفيل بأن يمكن من رؤية كل ما يدور في شمال فلسطين بالعين المجردة، نظراً لما تتمتع به الهضبة من ارتفاع يؤهلها لكشف مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية الشمالية، وهو ما جعل "إسرائيل" تتمسك بها بعد احتلالها في العام 1967 أثناء النكسة التي منيت بها الشعوب العربية نتيجة رعونة التقدير العسكري من دول الطوق للخصم وما اعترى هذه المرحلة من صفقات جرت تحت الطاولة، أدت إلى ضياع الجولان من أيدي السوريين والعرب لحد الآن. <BR>ولا تبعد الجولان سوى 50 كيلو متراً فقط عن العاصمة السورية دمشق، ما يجعل الوجود الصهيوني فيها عنصر ضغط قوي على السوريين، ويضاعف من ضرورة تحريرها لضبط موازين القوى في المنطقة، ولإعادة امتلاك ورقة كشف الأراضي الفلسطينية للجيش السوري.<BR>وقد كانت الجولان تمنح سوريا سُبع احتياجاتها المائية (14% تقريباً) برغم أنها لا تمثل سوى 1% فقط من مساحة الأراضي السورية، وهي نصف النسبة التي منحت للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لإقامة السلطة الفلسطينية بدلاً من فلسطين الأصلية. <BR>وقد أعيدت ثلث مساحة الجولان إلى سوريا بموجب اتفاقية فصل القوات التي أعقبت حرب أكتوبر 1973، لكن الجبهة الجولانية ظلت هادئة على الدوام منذ ذلك التاريخ.<BR>وأفرغت الجولان منذ احتلالها من معظم سكانها الأصليين (نحو 100 ألف لدى احتلالها) واستبقت "إسرائيل" آلافاً من الدروز من سكانها يسكنون بلدات وقرى مجدل شمس مسعدة بقعاثا عين قنية والغجر، مثلما أفرغ الجنوب اللبناني من معظم التجمعات غير الشيعية والمارونية، ما أوجد حزاماً شيعياً في الجنوب اللبناني وآخر درزياً في الغرب السوري المتاخمين للحدود الفلسطينية من الشمال والشرق.<BR><font color="#ff0000"> الأمل بالتحرير: </font><BR>الجولان عربية مذ سكنها الآرمييون قبل الإسلام، وقامت بها ممالك عربية كثيرة، يستجيش ضياعها الضمير العربي الذي يرتكن إليه فكر حزب البعث السوري، وهي بهذا المعنى غصة في حلق القوميين العرب، وبقاؤها رازحة تحت نير الاحتلال وصمة عار لكل العرب فضلاً عن المسلمين، كما وأن بقاء 19 جولانياً سورياً ـ وهو عدد مقارب للأسرى اللبنانيين في السجون "الإسرائيلية" ـ أسرى لدى العدو الصهيوني، مؤلم لكل صاحب ضمير لا يعجبه هذا الصمت على بقاء احتلالها كل هذه العقود دونما انطلاق أية رصاصة من الجانب الشرقي للجولان، ولعل ذلك قد منح البعض مساحة من التفاؤل لدى حديث الرئيس السوري عن المقاومة لاعتبار أن سوريا بالتأكيد لن تستدعي كل هذا النقد من الزعماء اللبنانيين وغير اللبنانيين دونما تسخين هذه الجبهة والعمل على تحريرها، وإلا صار الحديث الرسمي السوري مادة للنقد، تفوق ما قاله الزعيم الدرزي وليد جنبلاط عن جبهة الجولان "هادئة.. هادئة.. هادئة" فيما الجنوب اللبناني مشتعل.. هذا التفوق الذي لا يعود لقوة العبارة ودقة النقد بل إلى مصدره، إذ إن الزعيم الدرزي نفسه لم يفسر لِمَ الجبهة الجولانية الدرزية شعبياً ساكنة!! <BR><BR><BR><br>