علماء على خط النار: الضاري والزنداني وصبري..
30 محرم 1427

[email protected] <BR>ليس من الميسور، بل من المستحيل أن تصوب بنادق حكومية إلى رمز ديني بارز في بلده, أو أن يستبيح العالم ملاحقة عالم أو رمز ديني بارز كما المجرمين عبر الحدود. <BR>لا يمكن القبول بذلك في أي ملة وأي دين إلا ما قد نعاينه الآن فيما يخص علماء أهل السنة الذين يتحرك المستقلون الربانيون منهم من دون أي حصانة ممنوحة لغيرهم.<BR>هل من سبيل آخر للنظر إلى ما يعانيه بعض علماء المسلمين المستقلين اليوم إلا سبيل الاستهانة بهذه الأمة كلها من أول التعرض لشخص قائدها ومعلمها وهاديها الأول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى القتل المستحر في أفراد أمته, مروراً بتهديم المساجد وتخريبها وتحريقها من بعد تدنيس المصاحف من جانب الغرب أو غيرهم من ذوي الأسماء الإسلامية!<BR>علماء المسلمين الربانيين والمستقلين لهم في نفس المؤمنين مقام تريد له قوى الاستكبار والفجور والتجبر أن يزول, وأن ينحسر تأثيره من ساحات السياسة والتوجيه العام للأمة الإسلامية؛ فالغرب بدا حريصاً على وجود إسلام فرنسي, وإسلام أمريكي, وعديد من "الإسلامات" لكنه يتميز غيظاً من مساعي التأثير العالمي لـ"الإسلام الإسلامي" الذي تسعى بقوة قيادات وزعامات وعلامات في الأفق الشرعي أن يحيونه في الأمة, ويغدو الغرب بسبيل رفض كل محاولة لالتفاف الأمة الإسلامية حول زعامات لا يأسرها ذهب المعز ولا يرهبها سيفه, وبسبيل اقتناص الفرص واستيلادها في معظم الأحايين لنسف رمزية العلماء المناضلين.. <BR>في اعتقادنا, محال أن نتصور ملاحقة وتصيد وتتبع وتلفيق اتهامات لحاخام يهودي كعوفاديا يوسف (الزعيم الروحي لحزب شاس الصهيوني)، الذي وصف العرب بالحشرات والأفاعي السامة وطالب بالتخلص منهم وإبادتهم, أو قس إنجليكاني كالقس جيري فويل الذي وصف النبي _صلى الله عليه وسلم_ بأنه "إرهابي وقدوة الكراهية وليس للحب.." والممنوح طائرة "إسرائيلية" خاصة لتنقلاته, والقس فرانكلن جراهام الذي اجترأ فوصم النبي _عليه الصلاة والسلام_ بأنه "رجل عنيف ويدعو إلى العنف.."؛ فأشرف على مراسم تنصيب بوش الابن, والقس بات روبرتسن الذي وصف الإسلام بأنه "خدعة هائلة"؛ فأهدى (الرئيس الأمريكي) جورج بوش مؤسسته إثرها نصف مليون دولار!, لكن من الطبيعي أن نقبل ـ بكل أريحية نفس ـ أن يلاحق عمدة لندن لسبب باطني هو مجرد "اجترائه" على استضافة الشيخ يوسف القرضاوي والدفاع عن وجوده في لندن ضد متطرفي السياسة والإعلام البريطانيين, وهي تهمة تدخل ضمن عريضة اتهام كاملة جاهزة في كل حين.. معاداة السامية!! <BR>علماؤنا على خط النار: هذه الحقيقة تتجرد الآن مع ثلاثة أخبار تزاحمت في نشرات الأخبار خلال اليومين الماضيين, تؤكد جميعها بما لا يدع مجالاً لجدل أن علماءنا مهددون بقوة هذه الأيام: <BR>• أطلقت قوات نظامية النار على منزل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين الشيخ الدكتور حارث الضاري, لكن إطلاق النار لم يكن على الأرجح بهدف محاولة اغتيال, وإنما بهدف تهديد الشيخ الضاري بحسب د. حاتم القيادي بالهيئة (موقع المسلم).<BR>• (الرئيس الأمريكي) بوش احتج في رسالة للرئيس صالح على سفر الزنداني ضمن الوفد اليمني إلى مكة المكرمة على أساس أنه ممنوع من السفر خارج اليمن بطلب من مجلس الأمن الدولي بسبب إدراج اسمه ضمن الداعمين للإرهاب. بحسب صحيفة 26 سبتمبر المقربة من مؤسسة الرئاسة الأسبوع الماضي، التي نقلت من جهتها عن مصادر مطلعة قولها "أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت احتجاجاً رسمياً لليمن حول اصطحاب الرئيس علي عبد الله صالح للشيخ عبد المجيد الزنداني (رئيس مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح) إلى مكة المكرمة ضمن الوفد اليمني إلى قمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في مكة نهاية العام الماضي".<BR>• "دانت رابطة علماء فلسطين القرار الصهيوني بتقديم المستشار القانوني الصهيوني لائحة اتهام ضد المفتي العام للقدس و الديار الفلسطينية الشيخ عكرمة صبري بدعوى ارتكابه مخالفات لقوانين حكومته الصهيونية الظالمة و اعتبرت القرار جائرا . ووصف بيان الرابطة تلك الاتهامات بأنها مزاعم و حجج واهية يقصد بها اعتداء على المفتي بما يمثله من مكانة دينية و رسمية في القدس و فلسطين مستطردا بأن المفتي يقوم بواجبه الديني و الوطني بما يمليه عليه دينه لا ينتظر رضا الاحتلال أو الإذن منهم ، و يقف خلفه في ذلك كل أبناء الشعب الفلسطيني." (مركز الإعلام الفلسطيني).<BR>ثلاثة أخبار تحمل ثلاثة نواقيس للخطر, تقرع آذان المسلمين عن واقع أليم بات يهدد علماء المسلمين الذين لا يحنون جباههم لقوى الاحتلال والتسلط والبغي, وخلافاً للعلماء الربانيين الكرام الذين يعانون من تضييق الداخل, هؤلاء يعانون أيضاً من ضغوط خارجية شديدة, فأي كرامة تبقى للسنة في العراق, ورمز صمودهم ومقاومتهم الذي يحيا بينهم يواجه اعتداءات طائفية تارة واحتلالية تارة أخرى, باغية حرفه عن طريق استقلال الهيئة وشموخها واعتزازها بمكمن عزتها ورفعتها, دين الله الثائر دوماً في وجه كل عدوان وتسلط وطغيان؟<BR>وأي ألم يتجرع كأسه الشيخ المتفرد د.عبد المجيد الزنداني وهو لا يستطيع أن يحج بيت الله أو ينتظم في عقد هيئة الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمكة المكرمة؟ <BR>وأي جرح ينزف من أجساد العزة الفلسطينية إذا ما سيق الشيخ عكرمة صبري إلى المحاكمات بأمر من مدعي دعي صهيوني؟ <BR>الشيخ حارث سليمان الضاري الزهري الشمري البغدادي رئيس هيئة علماء المسلمين والمحاضر في جامعات العراق والأردن والإمارات, أستاذ الحديث والتفسير, درة قبيلة شمر العربية العريقة, سليل عائلة كريمة, خطا الكريم على درب الجدود أولي النضال والنهى, فجده الشيخ ضاري البطل الوطني العراقي الذي تمكن من قتل الكولونيل الاحتلالي البريطاني جيرارد ليتشمان في ثورة عام 1920 في العراق بضربة سيف أزالت هامه عن مقيله وزلزلت ضربتها أركان لندن, فمن شابه آباءه فما ظلم.. <BR>والشيخ عبد المجيد بن عزيز الزنداني الأرحبي اليماني الصنعاني, عالم الإعجاز العلمي، الذي جاب بعلمه ودرس بأرجاء الدول العربية والإسلامية, المشرف على جامعة الإيمان ومن قبلها معهد النور اليمنيين.. <BR>والشيخ عكرمة صبري مفتي القدس وعموم فلسطين وخطيب المسجد المبارك، ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، ورمز فلسطين, هؤلاء الأجلاء الذين بهم القبائل والشعوب, هل هانوا على أمة الإسلام حتى تجرأ عليهم من لا خلاق لهم من غطاريس الغرب؟ <BR>علماء الإسلام.. أمن بعد تدنيس المصحف والإساءة الموجهة للنبي _صلى الله عليه وسلم_ تمسكم أيدي الغل والأحقاد!! فلا كنا إذا كان الذل سربلنا, وكان إجلالنا لكم موجة تنكسر على صخور الاستكبار الغربي وتوابعه..<BR><br>