رحلات العذاب للمعتقلين الفلسطينيين
6 رجب 1425

أكدت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية في بيان لها أن حكومة الاحتلال ما زالت تستخدم التعذيب الجسدي والنفسي لانتزاع الاعترافات من الأسرى، وتستخدم ما يقارب 100 شكل من أشكال التعذيب.<BR>يذكر أن عدد الأسرى داخل السجون والمعتقلات الصهيونية، بلغ عند اتفاق أوسلو 418 أسيراً، وأن إجمالي عدد الأسرى الآن 7300 أسير تقريباً ، حسب تقرير لوزارة الأسرى والمحررين الفلسطينية .<BR><BR>وقالت الوزارة: إن عدد الأسرى قبل انتفاضة الأقصى الحالية، ومازال داخل الأسر 748 أسيراً، منهم 527 أسيراً من الضفة الغربية، أي ما نسبته 70.5 %، و197 أسيراً من قطاع غزة، أي ما نسبته 26.3 % ، و24 أسيراً من الفلسطينيين المقيمين في فلسطين المحتلة عام 1948م، أي ما نسبته 3.2 %.<BR><BR>أما بالنسبة للنساء، فقد ذكرت وزارة الأسرى والمحررين، أن أكثر من 300 أسيرة اعتقلن منذ بداية انتفاضة الأقصى، وأن 100 أسيرة لازلن رهن الاعتقال (1.6% من إجمالي الأسرى)، و3 أسيرات اعتقلن قبل بداية انتفاضة الأقصى مازلن داخل السجون الصهيونية، وأن أسيرتين وضعت كل منهما مولودها الأول وراء القضبان، وأن منهن 22 أسيرة متزوجة وأم أيضاً.<BR><BR>وبالنسبة لشهداء الحركة الوطنية الأسيرة داخل السجون والمعتقلات الصهيونية، أشار التقرير إلى أن الذين استشهدوا خلال ونتيجة التعذيب داخل أقبية التحقيق ونتيجة الإهمال الطبي 167، وآخرهم الشهيد بشير عويص، والذي توفي في تاريخ 2003/12/8 م في "سجن مجدو".<BR>وقال التقرير: إن هناك معتقلين أمضوا أكثر من 25 عاماً وراء القضبان، ويبلغ عددهم 6 أسرى، وأقدمهم الأسير سعيد العتبة، أما من أمضوا أكثر من 20 عاماً فيبلغ عددهم 11 أسيراً، ومن أمضوا أكثر من 10 أعوام يبلغ عددهم 298 أسيراً.<BR><BR>لجنة الأسرى أشارت إلى أن هناك كثيراً من الحالات التي يرغم فيها الأسرى على الإدلاء باعترافات كاذبة على نشاطات لم يقوموا بها نظرا لقسوة التعذيب، والذي أدى إلى استشهاد العديد من المعتقلين. <BR><BR>وأكدت أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرعت التعذيب قانونا رغم منافاته للمواثيق الدولية واعتباره جريمة بحق الإنسانية، مشيرة إلى أن جنود الاحتلال يمارسون التعذيب مباشرة بعد الاعتقال بغض النظر عن الحالة الصعبة للمعتقل الذي قد يكون مريضا أو مصابا، طفلا أو شيخا أو امرأة.<BR><BR>وأضافت اللجنة أن إسرائيل تستخدم وسائل عدة من وسائل التعذيب منها وسائل التكبيل بالسلاسل التي تسبب الألم للمعتقلين ثم يتم إخضاعهم للتحقيق. <BR>وتشمل هذه الوسائل القيود والسلاسل والشبح وكراسي التكبيل، كما تستخدم إسرائيل بحق الأسرى بعد محاكمتهم الكثير من وسائل التعذيب، مثل: غاز الأعصاب والغاز المسيل للدموع والعزل في زنازين انفرادية مدة طولية وحرمانهم من رؤية ذويهم، وكذلك المساومة على آلام المرضى بتقديم علاج طبي، وإهمال العديد من الحالات المتأخرة، والتي تحتاج إلى رعاية متواصلة، وطالبت لجنة الأسرى بفضح سياسة التعذيب الإسرائيلية التي تنتهجها بحق الأسرى في السجون في كافة المحافل الدولية، وتشكيل محاكم دولية لمحاكمة مرتكبي هذه الجرائم بحق الإنسانية.<BR><BR><font color="#0000FF">* سجن الجلمة مثالاً</font><BR> نادي الأسير الفلسطيني أكد تردي الأوضاع الاعتقالية لجميع الأسرى القابعين في قسم التحقيق والعزل في سجن الجلمة، وذكر النادي في تقرير له إثر زيارة المحامي نزار محاجنة للمعتقل وحضوره جلسة التمديدات لعدد من الأسرى، أن غالبيتهم ممنوعون من الزيارات ويتعرضون للتعذيب النفسي والجسدي، ويجري عزلهم وسط ظروف غير إنسانية.<BR><BR>وأوضح محاجنة أن جهاز الأمن الإسرائيلي لا زال يحظر زيارة المحامين بمن فيهم ممثلي نادي الأسير من مقابلة المعتقلين وإدخال مستلزماتهم بما فيها الخاصة بالمرضى، ومددت محكمة الجلمة العسكرية مؤخراً توقيف عدد من المعتقلين لمدة 22 يوماً لاستكمال التحقيق معهم.<BR><BR><font color="#0000FF">* مآسي سجني مجدو وشطة</font><BR>يقبع في سجن مجدو اليوم 1186 سجينا، منهم 612 مسجونا حتى انتهاء الإجراءات القضائية بحقهم بعد تقديم لوائح الاتهام ضدهم، و519 سجينا محكوما، و28 سجينا إداريا حوكموا أمام محاكم عسكرية، و26 سجينا موقوفا لا تزال مدة اعتقالهم تمدد بين الحين والآخر، وسجين واحد لم يمض على اعتقاله 18 يوما.<BR><BR>وقد اشتكى السجناء في مجدو للنائب عبد المالك دهامشة (نائب الحركة الإسلامية، ورئيس القائمة العربية الموحدة) حين زيارته لهم من تفشي الفئران والحشرات داخل السجن، وكذلك حرمان أهالي نابلس من الزيارات، وذلك في زيارته لهم في نهاية شهر يونيو الفائت، والتي تأتي ضمن جولة ميدانية يقوم بها النائب دهامشة لمختلف سجون الاحتلال.<BR><BR>وطالب النائب دهامشة، شاؤول موفاز (وزير الحرب الصهيوني) بوضع حد لتفشي وانتشار الفئران والحشرات داخل سجن مجدو التي باتت تهدد صحة السجناء، وتشاركهم طعامهم وشرابهم، وتقض مضاجعهم أثناء نومهم حين يقفز السجناء مستيقظين بسبب قرص هذه الفئران لوجوههم.<BR>كما وطالب النائب دهامشة، بالسماح لأهالي محافظة نابلس بزيارة ذويهم السجناء في مجدو، مثلما يسمح لبقية سكان الضفة الغربية.<BR><BR>ومن بين الحالات الإنسانية داخل سجن مجدو: الأسير مقداد الخطيب من مخيم بلاطة الذي يعاني من مرض السكري، وقد تدهورت حالته الصحية مؤخرا حتى أنه فقد أكثر من 20 كيلو غراما من وزنه، علما أن الأسير الخطيب اعتقل منذ عام 1985م عندما كان قاصرا، وحوكم بالسجن 20 عاما، ومن المتوقع الإفراج عنه خلال الأشهر القليلة القادمة، وقد طالب النائب دهامشة، بعرض حالة الأسير الخطيب على اللجنة المخولة بإطلاق سراح الأسرى، والعمل على إطلاق سراحه الآن قبل تدهور حالته الصحية أكثر مما قد يسبب تفاقم وضعه الصحي لدرجة لا تنفع عندها أي وسيلة للشفاء.<BR><BR>وأما المعتقلون في سجن شطة فقد كشفوا للنائب عبد المالك دهامشة، ، في زيارته لهم مؤخرا عن تعرضهم للإهانات المستمرة والاعتداءات الجسدية والتحرشات الجنسية والتفتيش العاري، وسوء الأوضاع الصحية، وحرمانهم من الزيارات.<BR><BR>ويوجد في سجن "جلبوع"، وهو قسم جديد في شطة، 600 سجين في حين يوجد في القسم القديم من السجن 130 سجيناً. <BR>وقال أحد السجناء في شطة للنائب دهامشة: نتعرض للضرب وللإهانات وللشتائم، حيث تعرض السجينان في القسم (3)، محمود الساحلي من مخيم عين بيت الماء، وكمال شحادة حفناوي من مخيم بلاطة في نابلس، للضرب المبرح واللكمات والركلات من قبل أفراد وحدة "نحشون" وسجانين آخرين حتى فقدا الوعي تماما.<BR><BR>وعلى غرار ما يحدث في سجن "أبو غريب" والسجون العراقية، أكد السجناء للنائب دهامشة قيام السجانين قبل أسابيع بمحاولة اغتصاب ثلاثة سجناء صغار السن بعد إجبارهم على التعري والتحرش بهم جنسيا، لكن مقاومة السجناء الثلاثة أفشلت هذه المحاولة.<BR><BR>ويعاني السجناء في شطة من سياسة التفتيش العاري التي أصبحت أمرا روتينيا يقوم به السجانون كلما أراد السجناء الخروج أو الدخول إلى غرفهم، سواء كانوا ينوون الذهاب إلى الحمام أو إلى العيادة أو التنقل بين قسم وآخر، وخلال التفتيش يجبر السجناء على خلع ملابسهم حتى الداخلية أمام كل الحضور، ويتعرض كل سجين يحاول الاعتراض على أوامر السجانين للإهانات وفرض الغرامات المالية التي تبلغ نحو 100 دولار لمجرد أن السجان شك بقيام السجين بالنظر إليه مباشرة بشكل قد يوحي بنظرة تحد، أو لأي جدال بسيط في تعليمات السجانين.<BR><BR>ويعاني السجناء أيضا من منع الزيارات وتحديدها، في حين ينتظر الأهالي خارج السجن لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، ويتم منعهم من إدخال المواد الغذائية الأساسية لأبنائهم، حتى الملابس المدخلة تم تحديدها بقطعتين رياضيتين وبلوزة واحدة وقطعتين داخليتين فقط، كما يتم منع السجناء من إرسال البريد.<BR>وبالنسبة للوضع الصحي فقد حدد عدد المرضى الذين يسمح لهم بمراجعة طبيب السجن بمريضين اثنين فقط من كل قسم في اليوم الواحد، دون إعارة عدد المرضى في القسم في ذلك اليوم أي اهتمام.<BR><BR>ومن السجناء الذين يعانون من أوجاع ومشاكل صحية متفاقمة: سمير الفهد (محكوم 18 عاما) الذي يعاني من أوجاع في أسنانه ولا يستطيع مضغ الطعام، وعلاء عويص الذي يعاني من آلام حادة في الرأس وهو بحاجة إلى تشخيص، وكذلك السجين المسن سامي خالد سلامة يونس، وهو من مواليد سبتمبر 1928م الذي تعرض قبل فترة لسكتتين قلبيتين، وتم إدخاله إلى الإنعاش عدة مرات بعد إصابته بالتهابات مختلفة في الرئتين والرأس، وقد طالب النائب دهامشة بالإفراج الفوري عنه.<BR><BR><font color="#0000FF">* شهادة الفتى عميد خندقجي</font><BR>وأورد بيان صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين شهادتين أدلى بهما فتيان من نابلس، رويا خلالهما رحلة العذاب التي يمر بها الأطفال في سجون الاحتلال ومدى المعاناة والقهر اللذين يتعرضان لهما.<BR> وفيما يلي شهادة الفتى عميد خندقجي:<BR>قوات كبيرة من الجيش والشرطة ورجال الأمن تداهم المنزل الساعة الثالثة فجرا، وجوه مصبوغة بالأسود، طرق عنيف على الأبواب، وتكسير النوافذ وأصوات تنادي: "اطلع يا عميد".<BR><BR>عميد خندقجي (17 عاما) من نابلس اعتقل بتاريخ 8-4-2004م أجبره الجنود على الخروج من المنزل حافي القدمين وبملابسه الداخلية، ورموه على الحجارة والشوك خلف منزله، سبوه وشتموه وهددوه وقيدوه وعصبوا عينيه، ثم اقتادوه إلى مكان مجهول قرب حاجز عسكري . هناك فك الجنود العصبة، وأخبره أحد الجنود أنهم سيأخذونه إلى ضابط مخابرات يدعى "نمرود"، وأخبره أن هذا الضابط "يضع النار في مؤخرة المطلوبين ويسير بهم في دوار المدينة"!<BR><BR>بعد ذلك نقل خندقجي إلى معسكر حوارة، وخضع لاستجواب مكثف وأجبر على توقيع إفادة بالعبرية لا يعرف محتواها.<BR> يقبع كل 6 معتقلين في غرفة، الطعام سيء جدا، لا توجد أي وسيلة تسلية أو ترفيه، والأطفال محتجزون مع البالغين، ينامون على الأرض، ولا يتلقون أي نوع من التعليم.<BR><BR>ونقل خندقجي بعد ذلك إلى مجدو، حيث تنتشر الحشرات وخصوصا البق، مما يسبب أمراضا جلدية وفطريات، طلب خندقجي من إدارة مجدو علاجه حيث توجد شظايا في يده اليمنى، لكن لا حياة لمن تنادي.<BR><BR><font color="#0000FF">* شهادة الفتى بدر مليطات</font><BR>بدر محمد مليطات (17 عاما)، من بيت فوريك قرب نابلس، اعتقل الساعة الثالثة فجر يوم 13-8-2003م، من منشار الحجر الذي تمتلكه عائلته. أيقظه الجنود وقيدوه، وعصبوا عينيه، واقتادوه إلى معتقل حوارة، ضربه الجنود داخل الجيب ضربا مبرحا، أجلسوه على أرضية الجيب ووضعوا أرجلهم في بطنه طيلة المسافة من بيت فوريك إلى حوارة. أنزلوه في معسكر حوارة، وضربوه حتى ساعات الصباح، أدخلوه إلى الغرف، وفي الساعة الثالثة عصرا أبلغوه أنه سيتم نقله إلى مركز تحقيق بيتاح تكفا.<BR><BR>وصل مليطات إلى بيتاح تكفا مع حلول المغرب، خلعوا عنه ملابسه بالكامل وفتشوه، وأجبروه على الإنحناء إلى الأمام وهو عار. يقول مليطات: "شعرت بالخجل والمهانة حيث مسوا كرامتي". نقل مليطات فورا إلى التحقيق. أجلسه المحقق على كرسي مثبت بالأرض، ربط يده بالكرسي وترك الأخرى حرة لكي يستطيع كتابة ما سيمليه عليه المحقق، ضربه المحقق ضربة قوية على أنفه وسال دمه وتبللت ثيابه بالدم. <BR>استمر التحقيق من المغرب حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وفي اليوم الثاني أجبره المحققون على كتابة اعتراف بخط يده. أعيد مليطات إلى حوارة، وأبلغوه أنهم سيأخذونه لتسليمهم عبوة ناسفة، وأنهم سيتركونه يسلم على والده ووالدته. كانت رحلة الذهاب عادية دون تعذيب ودون إهانة. يقول مليطات: "أخبروني أن أبلغهم قبل وصول المكان بعشرة أمتار. وفعلا أنزلوني من الجيب العسكري وربطوني بحبل، وأخبروني أن أسير ببطء باتجاه المكان المنشود، وهددوني أن القناصة سيطلقون النار علي إذا أتيت بأية حركة غريبة".<BR><BR>ويضيف "عندما وصلت المكان المحدد، وتناولت ما فيه، شدوا الحبل بقوة، وقعت على الأرض، وأخذوا يجرونني على الحجارة والشوك، مما سبب لي آلاما شديدة. رأيت أبي وأمي وسلمت عليهما. وفي طريق عودتنا إلى معسكر حوارة، وعلى عكس ما عاملوني في الذهاب، انهالوا علي بضرب مبرح، أعادوني من حوارة إلى بيتاح تكفا، وأبقوني في زنزانة انفرادية بدون تحقيق، وبعد اليوم التاسع، أخذوا بصماتي وأخبروني أنهم سينقلونني إلى مجدو".<BR><BR>نقل مليطات إلى مجدو ووجد شبانا عاديين يتعبدون ويهتمون بالسياسة والمقاومة، طلبوا منه أن يخبرهم عن كل شيء وأن يكتب لهم. مكث عندهم 11 يوما، ثم نقل ثانية إلى بيتاح تكفا، وهناك فوجئ مليطات بالمحقق يخرج الأوراق التي كان قد كتبها في مجدو. أدرك مليطات انه خُدع، وأنه قضى 11 يوما مع "العصافير" (العملاء). يقول مليطات: "في بيتاح تكفا لا توجد نوافذ للزنازين، كان هناك مكيف هواء بارد جدا. أمضيت 50 يوما لم أرى فيها الشمس، ولم أتنفس الهواء الطبيعي إلا في المحكمة".<BR><BR>ويضيف مليطات: "إن الزنزانات مكتظة، في كل زنزانة 5 معتقلين. المعتقلون يعانون من الفطريات، ومن سوء الطعام وقلته، 4 قطع خبز وقليل من اللبنة وبيضة. لا يوجد أسرة للنوم، بل فرشات. الضوء أصفر قوي، لا ينطفئ وهو مزعج جدا، ولا أحد يستطيع النوم بسببه". بعد ذلك نقل مليطات إلى سجن تلموند (الشارون) وحتى ذلك الحين، أي بعد مضي 11 شهرا، لم يرى مليطات أهله حيث لم يسمح لهم بالزيارة. <BR><BR><br>