متابعات سياسية: جولة موسى.. واحتواء سوريا.. ومحنة غزة
15 محرم 1429

المراقب السياسي يرثي لحالة الأمين العام للجامعة العربية في رحلاته المكوكية بين القاهرة وبيروت ودمشق ومحاولاته حل المعضلة اللبنانية وأن يقبل الجميع مقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب. والظاهر أو الغالب أن الأمين العام لا يعلم حقيقة ما يسمى المعارضة وكيف تفكر وكيف تناور، وأعني الجناح المهيمن في المعارضة والمرتبط بإيران، فإذا كان الغرب يقول إن المفاوضات مع إيران مثل قلع الضرس دون تخدير فكيف بعمرو موسى الذي بالتأكيد لم يطلع على الفرق المنشقة عن الجسم الإسلامي ومذاهبها وكيف عملت في الماضي وكيف تعمل اليوم. ربما لم يسمع بشيء اسمه الباطنية التي تمارسها إيران وتلامذتها، إنهم يرفعون شعار محاربة أمريكا ثم تأتي الأخبار بأن إيران تقدم معلومات استخباراتية لأمريكا وذلك كي يتقاسمان العراق المنكوب، ولهذا السبب جاءت اللهجة الضعيفة من أمريكا حيال مشكلة لبنان، ولهذا جاء أيضا التقرير الأمريكي الذي يقول أن طهران أوقفت برنامجها السري منذ عام 2003 <BR>يقول أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية: كنا نستغرب بعض التصرفات التي تصدر عن هذه الفئة إلى أن قرأنا عن الفرق الباطنية وكيف تعمل، عندئذ اتضحت لنا الصورة وبدأنا نفسر أحداثا سبقت <BR> <BR>( 2 )<BR>بعض الدول العربية تظن أن بقدرتها احتواء النظام السوري وإبعاده عن إيران وفك هذا التحالف بينهما. إنهم واهمون ومخطئون في حساباتهم، ربما يظنون أن العلاقة بينهما هي علاقة مصلحة سياسية أو اقتصادية، بينما هي في الحقيقة علاقة استراتيجية، والذي يربط فيما بينهما أكثر من سياسة واقتصاد، إنه الرابط المذهبي العقدي، وقد رد رئيس النظام السوري بنفسه على من يظن أن العلاقة بينهما قد اهتزت بسبب مؤتمر (أنا بولس ) انظر: ( الحياة 14/12/2007 ) إن العلاقة بينهما لم تفتر منذ أن تأسست في عهد الشاه وحتى اليوم.<BR>إن منظري السياسة في هذه البلاد العربية لا يقرأون التاريخ ولا يعلمون أن الدولة الحمدانية رغم ما وصفت بأنها شيعية معتدلة، ولكنها قدمت المساعدات لفئة القرامطة المعروفون بإجرامهم ووحشيتهم وإلحادهم في الدين.<BR>لا يمكن أن نفهم الحاضر دون معرفة الماضي، هذه من أوليات السياسة، والذين لا يدركون هذا أولا يطبقونه سيقعون في أغلاط كبيرة بل أغلاط كارثية وذلك حين يصفقون لمن تزعم أنها تحارب أمريكا أو "إسرائيل" ثم تأتيهم المفاجأة بعد زمن ولكنهم وللأسف يعودون لما نهوا عنه كما ذكر أمثالهم في القرآن الكريم. <BR><BR> ( 3 )<BR>ما يحدث لأهلنا في غزة ليس غريبا على العدو الصهيوني، فقد فعل مثل هذا الإجرام كثيرا، والشعب الفلسطيني ضحى كثيرا وجاهد هذه الغزوة الاستيطانية، والصراع بيننا وبين يهود طويل عريض، وسوف تكون تضحيات بالمال والنفس، ولكن الشيء المؤسف حقا هو هذا الشجب والمناشدة من قبل منظمات وهيئات إسلامية تطالب المجتمع الدولي بالضغط على "إسرائيل". ما هو هذا المجتمع الدولي، هل هو الأمم المتحدة أم أمريكا أم أوروبا؟ إنها كلمة هلامية ليس لها معنى، وليس معناها إلا أننا أصدرنا بيانا وأعذرنا من أنفسنا وحتى لا يقال إننا لم نتحرك. ولكن الحقيقة أن السكوت أفضل من هذه البيانات الورقية، وإذا كان الكلام أفضل فليكن متجها إلى صميم الموضوع، لماذا لا تهاجم هذه البيانات دولا بعينها على صمتها وسكوتها وهي التي تدعي أنها في المواجهة. وقد جاء في الحديث: "فليقل خيرا أو ليصمت".<BR><br>