11 سبتمبر بوابة الهيمنة الأمريكية على العالم !
20 شعبان 1427

نشرت صحيفة "فولتير" الفرنسية المختصة في الشؤون السياسية الدولية أن الرقيب "دونالد بوسويل" من القوات الجوية الأمريكية صرح للعديد من وكالات الأنباء الدولية أن الرواية الرسمية الأمريكية فيما يخص أحداث سبتمبر من عام 2001 مشكوك فيها و تبعث على الاستغراب، و أن العديد من الأسئلة صارت قريبة إلى الإجابة اليوم خاصة فيما يخص الحرب العشوائية التي تخوضها الإدارة الأمريكية في العالم من جهة و الدعم المطلق و غير المشروط للكيان الصهيوني من جهة أخرى. و إن كانت الصحيفة توقعت للنقيب عقابا كبيرا بسبب تصريحاته الشجاعة و المناهضة للدمويين الأمريكيين إلا أنها أكدت انه الرأي الذي يحمله اليوم أيضا العديد من الأمريكيين، بالخصوص بعد مضي 5 سنوات على الأحداث و بعد أن دخلت أمريكا (بسبب أحداث سبتمبر) حربا مجنونة ضد العالم تقريبا تحت غطاء: "مكافحة الإرهاب" ! <BR><font color="#0000FF">الرواية التي تفتقد إلى الراوي !</font><BR>في الرابعة بعد الظهر من اليوم الثالث من أحداث سبتمبر من سنة 2001 الميلادية، و أمام عدد مهول من الصحفيين أعلن المسؤول الأول عن التحقيق الذي شكلته لجنة التحقيقات الاتحادية التابعة للسي أي آي، أعلن أن "هذا هو جواز سفر أحد الإرهابيين" و كان يشهر في يده جوار سفر أحمر اللون. كانت المفاجأة وقتها بادية على الجميع، ليس لأنه تم الكشف عن هوية " أحد الإرهابيين" بل لأن جواز السفر كان سليما تماما، بينما لم يبق من الطائرات التي انفجرت على المبنيين سوى الرماد، و بينما الطوابق التي انهارت تحولت إلى غبرة رمادية اللون. حتى العلبة السوداء لم يتم الإعلان إلى يومنا هذا أنها موجودة أو سليمة، بل ذهب مكتب التحقيقات الفدرالية إلى حد القول أن الصندوقين الأسودين ذابا بسبب هول الحريق، في الوقت الذي أعلن فيه خبراء من مختلف أنحاء العالم أنه من المستحيل أن يتلف الصندوق الأسود ؛ لأنه مصنوع لأجل أن يظل "شاهدا رسميا" في حال حدوث الكوارث و أن طبيعة تكوينه تحتمل كل الأهوال بما في ذلك انفجار الطائرات و قد تم العثور على الصندوق الأسود في جل حوادث الطيران حتى تلك التي لم يعثر فيها على فتات الركاب عثر على الصندوق الأسود، لكن في أحداث سبتمبر من عام 2001، عثر على جواز سفر أحد " الإرهابيين" و لم يعثر على الصندوق الأسود، و هي الرواية الرسمية الأمريكية التي تداولها العالم وقتها قبل أن تسقط و تصبح هراء وتتحول الأسئلة إلى قراءة جديدة لتلك الأحداث التي كانت بوابة الدخول الأمريكي إلى العالم عبر سياسة الهيمنة المطلقة و الإسقاطات العسكرية إلى صارت تحدد الأهداف وفق رزنامة قديمة تحافظ أكثر من أي وقت مضى على " أمن إسرائيل" و تعاقب كل من يتجرأ مجرد " البحلقة" في عيون الصهاينة و لو من باب النظر !<BR><font color="#0000FF">وقائع الحرب الامبريالية الحديثة !</font><BR>الأمريكيون يتذكرون في كل يوم من هذا العام قتلى الأحداث التي وقعت في ال11 سبتمبر، لأن الإدارة الأمريكية هي التي تسخن طبول الحرب و تغذي الكراهية ضد العرب المتهمين رقم واحد في هذه الحوادث و ضد المسلمين الذين ألصقوا بشارة " الإرهاب" بموجب مصالح امبريالية صنعت من المسلمين جميعا الغول الجديد للحرب القادمة. و ربما كانت الخطة ستنتهي إلى انتصار امبريالي حقيقي لولا المقاومة التي حققت الكثير من النجاحات في العديد من الدول الإسلامية، و بالخصوص في العراق التي تحولت أرضه إلى مقبرة للغزاة الذين دخلوا قبل ثلاثة أعوام بثياب " الفاتحين" و بعبارة " أمريكا هنا" التي تحولت سنة من بعد إلى "صوت أمريكا" التي تبث من العراق نحو العالم الخارجي على شكل محطة إذاعية ساخرة من العالم الثالث "المتخلف" !. كانت التجربة عكس ما خطط لها من قبل، بدليل أن النقيب " "دونالد بوسويل" قال " لو كان الأمريكيين عرفوا قبلا أنهم سيتعرضون لما يتعرضون إليه اليوم في العراق لما فكروا في احتلال العراق مهما كانت إغراءات النفط" ! صحيح أن إدارة همجية كإدارة المحافظين الجدد لا تعترف بهذا النوع من " الكلام" لأنها تعتبر النفط أهم من الدم، و أغلى من أرواح الذين يسقطون كل يوم، إلا أنه من وجهة النظر الاقتصادية فإن أحداث سبتمبر كانت انفتاحا اقتصاديا كبيرا على الأمريكيين الذين استفادوا من تفجير المبنيين و استطاعوا أن ينقلوا الحرب إلى الخارج لأجل تخفيف الضغط الذي كان في الداخل بالخصوص أمام مطالب شعبية بتحسين من أوضاعهم المعيشية بعد وعود جورج دابليو بوش في حملته الانتخابية بتحويل أمريكا إلى جنة على الأرض ! بيد أن كتاب " قتلوا أطفالنا" للكاتبة الأمريكية "جانيت دلتون" يحمل التهمة المباشرة إلى إدارة البيت البيض الأبيض بأنها تقف وراء تلك الهجمات و أن ماجرى للعالم بعد سبتمبر يؤكد أن بوش ليس بريئا و أنه ساهم و بشكل كبير في تسهيلها لأجل إعطاء لنفسه صفة "المخلص" الذي يركض إلى العالم بحثا عن الانتقام باسم " الرب المجيد" على حد تعبير الكاتبة التي ذهبت إلى حد اتهام المحافظين الجدد بالساديين و الدمويين. وقد ظل السؤال الأهم هو كيف يمكن تفسير صدور أكثر من 121 كتاب في أمريكا في أوروبا يشكك فيه أصحابها في الرواية الرسمية لأحداث سبتمبر و يؤكدون أن إدارة البيت الأبيض و إسرائيل يقفان وراءها؟ لعل أخطر كتاب هو "الخدعة الرهيبة" للكاتب الفرنسي "تيري ميسان" الذي أكد فيها أن يد إسرائيل ليست بعيدة و أن مجرد الحرص الأمريكي على تبرئة ذمة الصهاينة يؤكد تلك الشكوك بالخصوص بعد أن تم إلقاء القبض يومين بعد تلك الأحداث على ضباط إسرائيليين "ساهم رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون" في إطلاق سراحهم بشكل سري للغاية و تم التكتم على خبر إلقاء القبض عليهم بشكل مثير للأسئلة. ثم أن أهم سؤال طرحه أيضا الكاتب الألماني" يوهان مرجن" وهو : من الذي استفاد من أحداث سبتمبر سوى الأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم.. فقد كانت أحداث سبتمبر الذريعة الوهمية للمتطرفين من البيت الأبيض لشن الحروب تلو الأخرى و للبحث عن القلب "المناسب" للشرق الأوسط الكبير ثم الجديد الذي يتناسب و حجم المطامع الأمريكية و الإسرائيلية و حجم المرض الخطير الذي يعاني منه الرئيس الأمريكي المتهم من قبل الجميع بأنه "دمية سخيفة بين أيدي حلفاء الصهيونية في العالم" !<BR><br>