أمريكا والمقاومة العراقية ..محاورة أم مناورة ؟!
23 جمادى الأول 1426

<BR>تباينت التكهنات والتحليلات في تفسير حقيقة الأهداف الأمريكية من الإعلان صراحة عن وجود قنوات حوار مع بعض مجموعات المقاومة العراقية لكن (وزير الدفاع الأمريكي) دونالد رامسفيلد لم يتردد لحظة في الاعتراف بوجود فكرة التفاوض هذه على أرض الواقع ..<BR><BR>فهل يرغب الأمريكيون حقاً بمحاورة المقاومة العراقية أم مناورتها؟<BR><BR> لا شك أن تصريحات رامسفيلد مثلت اعترافاً أمريكياً صريحاً بعجز آلة قواته العسكرية عن سحق المقاومة العراقية أو إضعافها إلا أننا في الإقرار الأمريكي هذا نلحظ أن الولايات المتحدة هي التي سعت للحوار مع المقاومين، وهذا يعني بالضرورة أن أمريكا بدأت تدرك أن أفضل حل للتخلص من كابوسها اليومي هو بالحوار ما دامت كل أساليبها العسكرية لا تجدي نفعاً.<BR><BR> رامسفلد الذي كان يرد على أسئلة شبكة فوكس الأميركية للتلفزة حول معلومات أوردتها صحيفة صاندي تايمز البريطانية عن لقاءين في حزيران/يونيو بين مسؤولي بعض حركات المقاومة العراقية وممثلين أميركيين قال بالحرف الواحد: "إننا نسهل من وقت لأخر" مثل هذه اللقاءات.<BR> <BR>واللافت في مسألة الحوار الأمريكي مع المقاومة أن الأمر أحدث شرخاً وسوء تفاهم بين الإدارة الأمريكية والحكومة العراقية بسبب رفض الأخيرة بزعامة الجعفري الدخول في أي مفاوضات مع المقاومة العراقية حتى لو كانت مقاومة" نظيفة" كما يصنفها البعض..<BR>وهذا الموقف هو موقف مناقض لموقف (رئيس الوزراء العراقي الأسبق) إياد علاوي الذي سعى بدوره للتفاوض وفتح قنوات حوار مع المقاومين من حين لآخر .<BR><BR>علاوي وهو اليوم خارج نطاق السلطة يؤكد على موقفه بالقول: إن الحوار بين الولايات المتحدة والمتمردين ضروري لإعادة الاستقرار إلى هذا البلد وهو اعتراف صريح أيضاً من أحد أقطاب الحكومة العراقية السابقة بأن المقاومة العراقية باتت رقماً صعباً لا يمكن لأمريكا أن تتجاوزه !<BR><BR><BR>القضية إذن أكثر من مجرد اعتراف أمريكي صريح بحجم وقدرات المقاومة العراقة وأكثر أيضاً من الإقرار بالهزيمة أنها أيضاً بداية لشرخ واضح في شكل العلاقة والرؤية بين الأمريكيين والساسة العراقيين حول شكل واليات اللعب في الساحة العراقية .<BR><BR>البعض يحاول قراءة الموقف الأمريكي من زاوية أخرى .. فثمة مصلحة أمريكية في الحوار والتفاوض مع مجموعات بعينها في المقاومة العراقية دون غيرها لإحداث انقسام في صفوف المقاومة وتشتيتها بين مصمم على المقاومة وراغب بالتفاوض والتهدئة لاحقاً بالطبع وإن كانت وحدة الرؤية والتوجه والأساليب والأهداف ليست واحدة تماماً لدى كل تيارات المقاومة العراقية .<BR><BR>إلى جانب تلك الرؤية ثمة من يرى في الرغبة الأمريكية للتفاوض مع المقاومة رغبة دفينة لعزل المقاومة العراقية وفرض تصنيفات وتقسيمات أمريكية من قبيل المقاومة" النظيفة" و" غير النظيفة" تؤدي بالضرورة إلى محاصرة تنظيم الزرقاوي وعزله عن محيطه الشعبي ومحاربته شعبياً .<BR>لكن القضية في المحصلة تنطوي على تكتيكات أمريكية تتجاوز الرغبة بالحوار الفعلي والتفاوض إلى الإصرار على الفتك بالمقاومة وإنهاؤها ولكن بطرق دبلوماسية وبتكتيكات خبيثة تبطن غير ما تظهر.<BR><BR><br>