أنت هنا

10 محرم 1429
المسلم - صحف

ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت تحت عنوان "مذكرة إلى الرئيس المنتخب"، أن هناك ثلاثة كوابيس بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد في العراق.
وبحسب ما نقلته صحيفة دار الخليج الإماراتية فقد أوضحت أولبرايت أن أول هذه الكوابيس هو سيطرة السنة على مناطق تفتقر لمؤسسات حكومية ناجعة، مشيرة إلى إمكانية تحولها إلى مناطق مقاومة للوجود الأمريكي وملاذ آمن للقاعدة.
والكابوس الثاني المتمثل في تكريس النفوذ الشيعي الإيراني في البلاد، والثالث هو ارتفاع وتيرة الصراع الداخلي، وتدخل دول الجوار بما قد يشعل حروبًا على مستوى واسع في المنطقة.
واعترفت أولبرايت بفقدان الأمريكيين للتصميم الكافي للسيطرة على مجريات الأمور في العراق، وأن أقصى ما يستطيعه الرئيس الجديد هو تحجيم الأضرار التي نجمت عن احتلاله .
ورأت أولبرايت أن الرئيس القادم قد يتمكن من تجنب أحد هذه الكوابيس، وفي حال فشله فسيواجهها مجتمعة في آن، مشيرة إلى أنه لا أحد في المنطقة العربية يرحب بشن حرب جديدة أو يوافق على رؤية إيران تسيطر على العراق.
وأكدت أولبرايت على أن كلاً من إيران وتركيا وسوريا ومصر والسعودية والأردن ستتدخل عندما تعتقد أن أحد أفراد طائفتها يتعرض لخطر الإبادة.
ودعت أولبرايت الرئيس الجديد إلى تقسيم العراق بشكل فيدرالي إلى ثلاث مناطق؛ سنية وشيعية وكردية، مع إبقاء بغداد مدينة مفتوحة أمام الجميع، زاعمة أن هذه هي أفضل طريقة للإبقاء على العراق متماسكًا .
وأضافت: إن إقامة علاقة شراكة بين هذه المناطق الفيدرالية، سيضمن تمرير هذه الصيغة بطريقة سلمية لا تحطم مفهوم بقاء العراق كبلد موحد.
وألمحت إلى "ضرورة" قبول حكام العراق بمبدأ تقاسم السلطة وموارد النفط، مع إبقاء الأكراد على حكمهم الذاتي، والتخلي عن الأفكار الانفصالية التي لن يجدوا من يساندهم لتنفيذها، في إلماحة منها إلى أهمية ممارسة الضغوط اللازمة لتمرير الأمر.
وأقرت أولبرايت في كتابها بأن اجتياح العراق قد أشعل حربًا أهلية، وأدى لتوتر شديد بين السنة والشيعة، وزاد من النفوذ الإيراني في البلاد، وسهل لتركيا التعامل مع أكراد العراق، واستعدى الرأي العام ضد الولايات المتحدة.
ووصفت أولبرايت اجتياح العراق وما أعقبه من تداعيات بأنه واحدة من أكبر الكوارث في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية، مؤكدة أن واشنطن لن تستعيد مكانتها بالمنطقة العربية إلا إذا وضعت أجندة تحظى بتأييد حلفائها هناك .
وختمت أولبرايت سلسلة نصائحها للرئيس القادم للولايات المتحدة بأن يضع نصب عينيه تشكيل قوة متعددة الجنسيات والأديان، لدعم الاستقرار في العراق الفيدرالي.