أنت هنا

8 محرم 1429
المسلم - صحف

في الوقت الذي تتناقلت فيه وسائل الإعلام سعي أمريكا الظاهري من خلال التصريحات المتواليه لمسئوليها بخفض عديد قواتها بالعراق وتسليم ملفاتها الأمنية للعراقيين، أعلن وزير الدفاع العراقي اليوم الأربعاء عجز قواته عن حفظ أمن البلاد وحدها.
وقال عبد القادر محمد جاسم وزير الدفاع العراقي: إن بلاده بحاجة لبقاء القوات الأمريكية لفترة عشر سنوات مقبلة، مشددًا على عجز قواته عن حفظ أمن البلاد وحدها ولمدة أربع سنوات مقبلة .
وتتزامن تصريحات جاسم مع ما سبق وأعلنه الجيش الأمريكي عن تسليم ملف الأنبار الأمني إلى العراقيين خلال فصل الربيع القابل، فضلاً عن قطع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس زيارتها مع الرئيس الأمريكي جورج بوش للعربية السعودية لتحط ببغداد بهدف بحث تواجد قواتها الاحتلالية على الأراضي العراقية .
وذكرت صحيفة البيان الإماراتية أن جون شارلتون قائد قوات الاحتلال الأمريكي بالرمادي، كبرى مدن الأنبار، قد سبق وأعلن عن التخطيط لتسليم السلطات العراقية الملف الأمني للأنبار، في مارس أو إبريل القادم، زاعمًا أنه تم إنهاء المقاومة العراقية بالمحافظة التي تعد من أشد المناطق العراقية مقاومة للاحتلال .
وقال شارلتون للصحافيين في إحدى قواعد الاحتلال بالرمادي "سيتم تسليم كثير من المسؤوليات للجانب العراقي .. وسيتولى العراقيون مسؤولية الأمن والحكم، وسيكون دورنا في هذه المرحلة استشاريا فقط". وعاود التوضيح: إن "عملية تسليم المهام لن تكون بشكل كامل على الفور، لكنها ستكون على مراحل".
وخلافا لهذه التصريحات قال وزير الدفاع العراقي إن بلاده ستبقى في حاجة إلى مساعدة عسكرية أجنبية للدفاع عن حدودها لعشر سنوات مقبلة، ولن يكون بمقدورها حفظ الأمن الداخلي حتى العام 2012.
وقال الوزير في تصريحات نشرتها أمس صحيفة "نيويورك تايمز" إن تقديراتنا تظهر أننا لن نكون قادرين على الرد على أي تهديدات خارجية حتى 2018 إلى 2020.
ويرى مراقبون أن الإدارة الأمريكية ترمي إلى إلقاء الكرة في ملعب الحكومة العراقية، لتدلل للمعارضة الأمريكية التي تنادي بإعادة القوات أن الأوضاع بالعراق تقتضي بقائها .
ويزور جاسم الولايات المتحدة حاليًا حيث يتضمن جدول أعمال زيارته مشتريات أسلحة للجيش العراقي الجديد الذي تدربه الولايات المتحدة.