أنت هنا

5 محرم 1429
المسلم - وكالات

تعهدت الداخلية العراقية لأسر قتلى ضباط الشرطة العسكرية البريطانية الذين قتلوا عام 2003 بتقديم "قتلتهم" إلى "العدالة".
وبحسب ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية "واع" فقد تعهد جواد البولاني وزير الداخلية العراقية في برقية أرسلها يوم الجمعة الماضية لأسر الضباط البريطانيين الستة الذين شاركوا في احتلال الجنوب العراقي بمحاكمة "القتلة"، مشيرًا إلى أن الضباط البريطانيين كانوا "رجالا ذوي شرف (..) جاءوا لتحرير البلاد".
وجاء في خطاب البولاني تعهده "بالوصول إلى أولئك الذي وصفهم بالمجرمين وتقديمهم للعدالة"، دون أن يتحدث الوزير عن أنهم كانوا في حالة دفاع مشروع عن الأرض والنفس .
ونقلت وكالة CNN الإخبارية عن أحد آباء الجنود الستة قوله أن رسالة الوزير أنزلت الطمانينة على قلبه، أكثر من كل ما صدر من جانب الحكومة البريطانية حول الثأر لمقتل الضباط، واصفًا وزارة الدفاع البريطانية بالتقصير في هذا الجانب .
وكان الضباط الستة قد قتلوا عام 2003، إبان دخول القوات الاحتلالية الأمريكية والبريطانية، حيث قضوا جراء اشتباك مع بعض السكان العراقيين في بلدة المجر الكبير قرب مدينة البصرة والذين خرجوا غاضبين لمقاومة المحتلين .
وزعمت الحكومة البريطانية تعرفها على ثمانية من المشتبه فيهم، إلا أنها ادعت أنها لا تستطيع اعتقالهم، فيما تم إصدار أوامر باعتقالهم بعد عامين من وقوع الحادث، حيث أكد ناطق باسم وزارة الدفاع البريطانية أن مسؤولين بالوزارة مارسوا ضغوطًا على أعلى مستوى وخلال مناسبات عديدة من أجل تقديم المسؤولين عن مقتل الضباط الستة إلى "العدالة".
يشار إلى أن القضاء البريطاني قد أسقط الدعاوى القضائية عن القائد السابق لفوج لانكشاير الملكي، وخمسة من الجنود البريطانيين، والتي طالبت بمحاكمتهم لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية أفضت لموت بعض المعتقلين، على الرغم من اعتراف أحد الجنود في بداية المحاكمة بأنه مذنب .
وقد برر القضاء البريطاني قراره بأن قيادة اللواء التابعين له وافقت على ارتكاب هذه الجرائم بحق العراقيين، والتي منها وفاة أحد المعتقلين العراقيين بسبب جروحه التي بلغت 93 جرحًا على مدى يومين من الضرب المستمر في سبتمبر 2003 .
وكان الكاتب البريطاني روبرت فيسك، والذي كشف بعض جرائم جنود الاحتلال البريطانيين، قد قال عقب سرده لأحد المآسي: إن هناك قاعدة دائمًا ما يَؤخذ بها حينما يتعلق الأمر بالجيوش في ميادين القتال، ألا وهي أنك "إذا وجدت انتهاكًا واحدًا، فليكن معلومًا لديك أنه ولابد من وجود مئات الانتهاكات الأخرى التي لن تنكشف أبدا للنور" .