أنت هنا

28 ذو الحجه 1428
المسلم - وكالات

هدد الرئيس التشادي إدريس ديبي اليوم السبت بشن هجوم على المتمردين ‏المتواجدين على الأراضي السودانية لتصفيتهم، والذين تتهم نجامينا ‏الخرطوم بدعمهم .‏
وبحسب وكالة رويترز للأنباء فإن ديبي قد أسشار إلى احتمال قطع بلاده ‏لعلاقتها الدبلوماسية مع السودان.‏
ويرجع تدهور العلاقات بين السودان وتشاد إلى الصراع الجاري في إقليم ‏دارفور السوداني والذي أدى لتدفق مقاتلين ولاجئين من الإقليم عبر الحدود ‏إلى شرق تشاد، على حد زعم الإدارة التشادية .‏
ويتهم ديبي الخرطوم بدعم المتمردين التشاديين بتوفير المأوى والمال ‏والسلاح؛ لزعزعة نظامه والإطاحة به، خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة بين ‏الجيش التشادي والمتمردين والذي أسفر عن مقتل المئات.‏
وجاءت تصريحات ديبي أمام المئات من النساء اللاتي احتشدن في مسيرة ‏اليوم بالعاصمة التشادية نجامينا للاحتجاج على السودان، حيث أعلن ‏صراحة أن مخططات الخرطوم لن تنجح، وأن الجيش التشادي لن يسمح ‏للمتمردين بدخول البلاد، بل سيقضي عليهم في معاقلهم بالسودان. ‏
ومن جهتها تنفي الحكومة السودانية المزاعم التشادية وتتهم في المقابل ‏الحكومة التشادية بدعم جماعات متمردة سودانية تقاتل ضد قوات الحكومة ‏السودانية في دارفور.‏
وأعربت الخرطوم الأسبوع الماضي عن بالغ أسفها لاختراق الطيران ‏التشادي لأجوائها وتنفيذه لعمليات قصف داخل مناطق بإقليم دارفور، وهو ‏ما بررته تشاد باستهدافها وحدات للمتمردين على الحدود بين البلدين دون ‏أن تعبر الأراضي السودانية، مدعية أن السودان يحاول إثارة الأوضاع ‏لإعاقة نشر "قوات حفظ السلام" الأممية شرقي تشاد.‏
وكانت جماعات التمرد الرئيسة شرقي تشاد قد تراجعت عن اتفاق السلام ‏الذي دعمته ليبيا في نوفمبر الماضي، مؤكدين أن حكومة ديبي قد دأبت على ‏المماطلة وأنها لم تنفذ شرطًا واحدًا مما اتفق عليه بين الطرفين، الأمر الذي ‏صعد من حدة القتال وتدهور العلاقات التشادية السودانية .‏
ويعتزم الاتحاد الأوروبي نشر قرابة الأربعة آلاف جندي في تشاد إضافة ‏إلى قوة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قوامها 26 ألف جندي ‏في إقليم دارفور، وهو الأمر الذي تحاول السودان منعه باعتباره يخل ‏بسيطرتها على أراضيها، ويمكن الغرب من احتلال الإقليم الغني بالموارد ‏الطبيعية كالنفط .‏
وتضغط الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل ‏إجبار السودان على القبول بنشر القوة الأممية المشتركة، حيث فرضت ‏أمريكا مؤخرًا قانونًا يقضي بقطع شركاتها الاستثمارات عن السودان.‏
ويرى مراقبون أن التصريحات التشادية تأتي ضمن التحركات السياسية ‏الساعية للضغط على الحكومة السودانية لإلجائها إلى الموافقة بنشر ما يسمى ‏بـ"قوات حفظ السلام" على أراضيها . ‏