هدد الرئيس التشادي إدريس ديبي اليوم السبت بشن هجوم على المتمردين المتواجدين على الأراضي السودانية لتصفيتهم، والذين تتهم نجامينا الخرطوم بدعمهم .
وبحسب وكالة رويترز للأنباء فإن ديبي قد أسشار إلى احتمال قطع بلاده لعلاقتها الدبلوماسية مع السودان.
ويرجع تدهور العلاقات بين السودان وتشاد إلى الصراع الجاري في إقليم دارفور السوداني والذي أدى لتدفق مقاتلين ولاجئين من الإقليم عبر الحدود إلى شرق تشاد، على حد زعم الإدارة التشادية .
ويتهم ديبي الخرطوم بدعم المتمردين التشاديين بتوفير المأوى والمال والسلاح؛ لزعزعة نظامه والإطاحة به، خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة بين الجيش التشادي والمتمردين والذي أسفر عن مقتل المئات.
وجاءت تصريحات ديبي أمام المئات من النساء اللاتي احتشدن في مسيرة اليوم بالعاصمة التشادية نجامينا للاحتجاج على السودان، حيث أعلن صراحة أن مخططات الخرطوم لن تنجح، وأن الجيش التشادي لن يسمح للمتمردين بدخول البلاد، بل سيقضي عليهم في معاقلهم بالسودان.
ومن جهتها تنفي الحكومة السودانية المزاعم التشادية وتتهم في المقابل الحكومة التشادية بدعم جماعات متمردة سودانية تقاتل ضد قوات الحكومة السودانية في دارفور.
وأعربت الخرطوم الأسبوع الماضي عن بالغ أسفها لاختراق الطيران التشادي لأجوائها وتنفيذه لعمليات قصف داخل مناطق بإقليم دارفور، وهو ما بررته تشاد باستهدافها وحدات للمتمردين على الحدود بين البلدين دون أن تعبر الأراضي السودانية، مدعية أن السودان يحاول إثارة الأوضاع لإعاقة نشر "قوات حفظ السلام" الأممية شرقي تشاد.
وكانت جماعات التمرد الرئيسة شرقي تشاد قد تراجعت عن اتفاق السلام الذي دعمته ليبيا في نوفمبر الماضي، مؤكدين أن حكومة ديبي قد دأبت على المماطلة وأنها لم تنفذ شرطًا واحدًا مما اتفق عليه بين الطرفين، الأمر الذي صعد من حدة القتال وتدهور العلاقات التشادية السودانية .
ويعتزم الاتحاد الأوروبي نشر قرابة الأربعة آلاف جندي في تشاد إضافة إلى قوة مختلطة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي قوامها 26 ألف جندي في إقليم دارفور، وهو الأمر الذي تحاول السودان منعه باعتباره يخل بسيطرتها على أراضيها، ويمكن الغرب من احتلال الإقليم الغني بالموارد الطبيعية كالنفط .
وتضغط الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إجبار السودان على القبول بنشر القوة الأممية المشتركة، حيث فرضت أمريكا مؤخرًا قانونًا يقضي بقطع شركاتها الاستثمارات عن السودان.
ويرى مراقبون أن التصريحات التشادية تأتي ضمن التحركات السياسية الساعية للضغط على الحكومة السودانية لإلجائها إلى الموافقة بنشر ما يسمى بـ"قوات حفظ السلام" على أراضيها .