أكدت أنقرة اليوم على أنها لن تهاجم شمال العراق لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني قبل استنفاد كل السبل الدبلوماسية .
ومن جهته صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بأنه سيرجئ هجوم الجيش التركي المحتشد بمحاذاة الحدود مع العراق عدة أيام حتى يتسنى للإدارة الأمريكية فرصة للتحرك ضد الانفصاليين الأكراد.
وطالبت واشنطن الحكومة العراقية اليوم بسرعة التحرك لمنع المتمردين الأكراد من شن هجمات أخرى داخل تركيا، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض توني فراتو: "لا نريد أن يكون هناك عمل عسكري أوسع على الحدود الشمالية" .
وأعرب حزب العمال الكردستاني الليلة عن استعداده لوقف إطلاق النار شريطة وقف الجيش التركي أي مخطط للتوغل في الشمال العراقي، وادعى رغبته في بدء حوار مع الحكومة التركية للتوصل إلى معالجة جذرية للقضية الكردية، وطالب بحرية العمل السياسي وحق الهوية والثقافة إضافة إلى اعتراف الجانب التركي بالحقوق الكردية.
وجاءت تصريحات حزب لعمال بعد تأكيدات من مكتب الرئيس العراقي جلال الطالباني بأن متمردي الحزب سيعلنون وقفًا لإطلاق النار مساء اليوم.
ويتعرض أردوجان لضغوط من الجيش والرأي العام لتنفيذ عملية في العراق ضد حزب العمال الكردستاني الذي قتل نحو 40 جنديا خلال الشهر المنصرم، فيما لا يزال قرابة الثمانية جنود في عداد المفقودين، وسط أنباء تشير إلى وقوعهم في الأسر .
ونسبت بعض الوكالات الإخبارية إلى وزير الخارجية التركي علي باباجان اليوم أنه قال: "سنلجأ لكل الوسائل الدبلوماسية قبل القيام بأي عملية عسكرية"، فيما أكد مسئول عراقي رفيع إلى زيارة باباجان غدًا الثلاثاء بغداد للتباحث بشأن هذه الأزمة .
ورجح سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي والنائب عن الائتلاف العراقي الموحد بعد خروجه من جلسة مغلقة للبرلمان العراقي حضرها وزراء من الحكومة العراقية اليوم، بأن هنالك وفد رسمي سياسي وأمني عراقي سيتوجه لأنقرة لمواصلة الحوار.
ونقل العسكري عن وزير الدولة للأمن الوطني شيروان الوائلي الذي تحدث في الجلسة المغلقة أن "الحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات لقطع خطوط الإمداد التي كانت تصل إلى المنطقة التي ينتشر فيها عناصر حزب العمال بشمال العراق ومحاصرتها لمنع وصول الإمداد لها".
ويرابط زهاء مائة ألف جندي تركي مدعومين بالدبابات والمقاتلات من طراز إف 16 وطائرات هليكوبتر بمحاذاة الحدود مع العراق تحسبا لتوغل محتمل.
وتشدد تركيا على وجود ثلاثة آلاف عضو من أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، وتؤكد على قدرة الولايات المتحدة الأمريكية في إلقاء القبض على زعماءهم في جبال قنديل وإغلاق معسكراتهم وقطع طرق الإمداد والتموين.
ومن جهتها تزعم أمريكا أن مثل هذه الخطوات قد تزعزع استقرار إقليم كردستان وتضر بالسلطة الإقليمية هناك إذا بدت وكأنها تقف مع تركيا ضد الأكراد.
وشهدت العاصمة التركية انقرة اليوم مظاهرات حاشدة ومسيرات غاضبة نددت بحزب العمال الكردستاني وطالبت الحكومة بالقيام بعملية عاجلة عبر الحدود .