أنت هنا

12 شوال 1428
المسلم - وكالات

أكدت أنقرة اليوم على أنها لن تهاجم شمال العراق لملاحقة عناصر حزب ‏العمال الكردستاني قبل استنفاد كل السبل الدبلوماسية .‏
ومن جهته صرح رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان بأنه سيرجئ ‏هجوم الجيش التركي المحتشد بمحاذاة الحدود مع العراق عدة أيام حتى ‏يتسنى للإدارة الأمريكية فرصة للتحرك ضد الانفصاليين الأكراد. ‏
وطالبت واشنطن الحكومة العراقية اليوم بسرعة التحرك لمنع المتمردين ‏الأكراد من شن هجمات أخرى داخل تركيا، وقال المتحدث باسم البيت ‏الأبيض توني فراتو: "لا نريد أن يكون هناك عمل عسكري أوسع على ‏الحدود الشمالية" . ‏
وأعرب حزب العمال الكردستاني الليلة عن استعداده لوقف إطلاق النار ‏شريطة وقف الجيش التركي أي مخطط للتوغل في الشمال العراقي، وادعى ‏رغبته في بدء حوار مع الحكومة التركية للتوصل إلى معالجة جذرية ‏للقضية الكردية، وطالب بحرية العمل السياسي وحق الهوية والثقافة إضافة ‏إلى اعتراف الجانب التركي بالحقوق الكردية.‏
وجاءت تصريحات حزب لعمال بعد تأكيدات من مكتب الرئيس العراقي ‏جلال الطالباني بأن متمردي الحزب سيعلنون وقفًا لإطلاق النار مساء اليوم. ‏
ويتعرض أردوجان لضغوط من الجيش والرأي العام لتنفيذ عملية في العراق ‏ضد حزب العمال الكردستاني الذي قتل نحو 40 جنديا خلال الشهر ‏المنصرم، فيما لا يزال قرابة الثمانية جنود في عداد المفقودين، وسط أنباء ‏تشير إلى وقوعهم في الأسر . ‏
ونسبت بعض الوكالات الإخبارية إلى وزير الخارجية التركي علي باباجان ‏اليوم أنه قال: "سنلجأ لكل الوسائل الدبلوماسية قبل القيام بأي عملية ‏عسكرية"، فيما أكد مسئول عراقي رفيع إلى زيارة باباجان غدًا الثلاثاء ‏بغداد للتباحث بشأن هذه الأزمة . ‏
ورجح سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء العراقي والنائب عن ‏الائتلاف العراقي الموحد بعد خروجه من جلسة مغلقة للبرلمان العراقي ‏حضرها وزراء من الحكومة العراقية اليوم، بأن هنالك وفد رسمي سياسي ‏وأمني عراقي سيتوجه لأنقرة لمواصلة الحوار.‏
ونقل العسكري عن وزير الدولة للأمن الوطني شيروان الوائلي الذي تحدث ‏في الجلسة المغلقة أن "الحكومة العراقية اتخذت مجموعة من الإجراءات ‏لقطع خطوط الإمداد التي كانت تصل إلى المنطقة التي ينتشر فيها عناصر ‏حزب العمال بشمال العراق ومحاصرتها لمنع وصول الإمداد لها". ‏
ويرابط زهاء مائة ألف جندي تركي مدعومين بالدبابات والمقاتلات من ‏طراز إف 16 وطائرات هليكوبتر بمحاذاة الحدود مع العراق تحسبا لتوغل ‏محتمل.‏
وتشدد تركيا على وجود ثلاثة آلاف عضو من أعضاء حزب العمال ‏الكردستاني في شمال العراق، وتؤكد على قدرة الولايات المتحدة الأمريكية ‏في إلقاء القبض على زعماءهم في جبال قنديل وإغلاق معسكراتهم وقطع ‏طرق الإمداد والتموين. ‏
ومن جهتها تزعم أمريكا أن مثل هذه الخطوات قد تزعزع استقرار إقليم ‏كردستان وتضر بالسلطة الإقليمية هناك إذا بدت وكأنها تقف مع تركيا ضد ‏الأكراد. ‏
وشهدت العاصمة التركية انقرة اليوم مظاهرات حاشدة ومسيرات غاضبة ‏نددت بحزب العمال الكردستاني وطالبت الحكومة بالقيام بعملية عاجلة عبر ‏الحدود . ‏