أكد رجب طيب أردوجان رئيس وزراء تركيا اليوم أن أنقرة مستعدة لتحمل الانتقادات الدولية المترتبة على شنها هجومًا داخل حدود العراق .
وتسعى واشنطن للحيلولة دون وقوع هذا الهجوم ضد المتمردين الأكراد الذين يقاتلون بغية الاستقلال عن الدولة التركية، وتؤكد أنه سيزعزع استقرار معظم المنطقة المسالمة في العراق .
وردًا على سؤال حول ردود الأفعال الدولية والعالمية إذا أقدمت تركيا على تخطي الحدود العراقية بجيشها قال أردوجان: "بعد السير في هذا المسار فإن التكاليف تكون قد حسبت بالفعل. ومهما كان الثمن سندفعه".
وكانت الحكومة التركية قد تقدمت بوثيقة قرار للبرلمان التركي مفادها السماح للجيش بعمليات عسكرية داخل العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني المدعوم من حكومة كردستان العراق ويتخذ منها منطلقًا لتنفيذ عملياته الإرهابية داخل تركيا.
ويرجح مراقبو الشأن التركي قيام الجيش التركي بعملية عسكرية في شمال العراق خاصة بعد تصويت لجنة تابعة للكونجرس الأمريكي يوم الأربعاء الماضي على قرار غير ملزم يدين أعمال قتل الأرمن بيد العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى ويصفها بأنها إبادة جماعية .
وحذر أردوجان وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس خلال اتصال هاتفي صباح اليوم من إضرار هذا القرار بالعلاقات بين البلدين، وأكد على أن تركيا بصدد اتخاذ خطوات إضافية كرد على مشروع القرار.
وكانت أنقرة قد سحبت سفيرها لدى واشنطن "نابي شينسوي" تحت دعوى التشاور؛ إثر إقرار لجنة مجلس النواب الأمريكي ذلك القرار، فيما أعلنت الإدراة الأمريكية أنها ستبذل ما في وسعها لعرقلة مصادقة الكونجرس بصفة نهائية على القرار في منتصف نوفمبر المقبل.
وجاء مشروع القرار من خلال سياسي أمريكي تضم دائرته الانتخابية عددًا كبيرًا من الأمريكيين الأرمن الذين يمثلون قوة ضغط كبيرة في السياسة الأمريكية.
وفي حال إقرار الكونجرس للقرار بصورة نهائية فإن نفوذ أمريكا على تركيا قد يتلاشى، وهي الدولة التي تملك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الاطلسي .
وعلى الرغم من تحذيرات كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا في الانضمام إليه من مثل هذا التحرك، إلا أن أردوجان أكد على أنه في حال امتناع الحكومة العراقية عن فعل شيء فإن أنقرة ستتحرك .
وقال: ليس لدينا أي خطط متعلقة بوقف تكامل العراق السياسي ووحدته وليس هناك تفكير في فرض عقوبات، "ولكن إذا لم يفعلوا شيئا لوقف الإرهاب فإننا بالطبع نحتاج لعمل شيء" .
وتمثل تركيا أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة وبخاصة فيما يتعلق بالشأن العراقي، حيث يمر الجانب الأكبر من الإمدادات للقوات الأمريكية في العراق وأفغانستان عبر قاعدة إنجرليك الجوية جنوبي تركيا.

وقال وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس إن 70% من الإمدادات الجوية الأمريكية و30% من الوقود و95% من الآليات المدرعة الجديدة المخصصة للعراق تعبر من خلال تركيا.