نشرت مواقع إلكترونية تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لبعض الرسائل المكتوبة والمتبادلة بين قادة القاعدة قبل أحداث سبتمبر عام 2001.
وزعمت تلك المواقع إرسال محمد عاطف "أبي حفص" المسئول العسكري للقاعدة الذي قتل بقندهار في غارات قوات الاحتلال إلى أيمن الظواهري يطلب فيه ترشيح عنصرين من معسكرات القاعدة، لأخذ دورة إلكترونية في باكستان, للتمكن من إنشاء قسم مستقل وجديد للإكترونيات.
وزعم الموقع أن الرسالة تكشف وجود باكستان في خلفية الصورة الخاصة بتنظيم القاعدة من جهة الإعداد والتدريب وتجنيد الكوادر اللازمة للعمليات، وربما كان هذا هو المرتكز الذي أدى بالمخابرات الأمريكية إلى الزعم بأن القبائل العشائرية في باكستان تؤوي عناصر نشطة للقاعدة .
ومن المراسلات السرية التي بثها البنتاجون ونسبها لقادة القاعدة كذلك، رسالة من صالح عبد الواحد إلى أبي حفص أحد المسئولين العسكريين لتنظيم القاعدة والذي قتل في قصف جوي أميركي على قندهار أيضًا، والرسالة كتبت بتاريخ ديسمبر 1993، يتحدث فيها عن إستراتيجية المجاهدين في الصومال ولقائه بالشيخين عبد الله سهل وحسن طاهر من زعامات الاتحاد الإسلامي.
ونسب الموقع إلى أبي حفص أنه قال في رسالته بضرورة ضرب القوات الأمريكية في الصومال حتى تكون بالنسبة لهم مثل مستنقع فيتنام، وضرورة ضرب قوات الأمم المتحدة بصفة عامة .
وزعم الموقع أن القيادي عبد الواحد سلم الشيخ حسن طاهر رسالتين من ابن لادن، ثم بين للحضور وجوب الجهاد على كل مستطيع، وأنه بات متعينًا على الصومال، لأن العدو (أمريكا) داهم بلادهم.
ثم تحدث الشيخ حسن طاهر الذي أوضح أن الوضع السياسي لا يسمح بالجهاد، أما بالنسبة لقتال الأمريكيين فنحن نجهز أنفسنا ونعد شبابنا، فإذا خرجوا قبل أن نجهز وهذا هو الراجح، فإنهم سيدعمون حكومة علمانية، فإن شاء الله عندما نكون جاهزين نقاتل الحكومة العلمانية، لأنها والأمريكان سواء .
وبين طاهر أن القتال بقوة صغيرة يعد خطئًا عسكريًا كبيرًا، كما انه لا يفيد المسلمين بشيء، وأوضح وجوب تجهيز قوة عسكرية كبيرة، تكون قادرة على شن حرب عصابات.
وردًا على سؤال وجهه عبد الواحد للشيخ حسن طاهر حول أسباب حل المعسكرات، وعدم تدريب الشباب، أكد طاهر أن قرار حل المعسكرات كان قرارًا حكيمًا نابعًا من رؤية صحيحة، لأن المعسكرات كانت في أماكن مفتوحة، وكان بها أعدادًا كبيرة من الإخوة، وخشينا أن يتم قصفها .
وأشار إلى أن هذا هو رأي عموم مجلس الشورى، وأنه مستعد لتدريب الإخوة، ولكن ليس في المعسكرات، وإنما داخل البيوت في مقديشو.
ونسب الموقع لعبد الواحد نقله رفض الشيخ حسن طاهر لخطة العمل العسكري الخاصة بمقديشيو، مشيرا إلى أن أوضاع الصومال غير ملائمة لوضع خططًا مناسبة للعمل، والخطة الحالية تتركز في تجهيز الإخوة.
وتعتبر الإدارة الأمريكية هذه الرسالة، بمثابة دليل على صلة المحاكم الإسلامية في الصومال بتنظيم القاعدة، على حد زعمها .