أنت هنا

21 رمضان 1428
المسلم - وكالات

زعمت وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني اليوم أن جوهر الصراع الدائر مع العرب يرتكز على خلافات في القيم لا الأراضي، وقالت إن الانسحاب من الأراضي وحده لا يحقق السلام.
وتابعت ليفني خلال كلمتها التي ألقتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك: "هناك بطبيعة الحال بعد في ذلك الصراع ناجم عن خلافات حول الأراضي" .
وادعت أن "إسرائيل" قد أثبتت في الماضي أن "الانسحاب من الأراضي وحده لن يحقق السلام ما لم نتمكن من حسم صراع القيم الذي يمثل أساس المشكلة".
ووجهت ليفني دعوتها للمجتمع الدولي على وجه العموم والعالم العربي على وجه الخصوص لدعم الجهود التي يبذلها الفلسطينيون و"إسرائيل" للتوصل إلى ما أطلقت عليه "سلام حقيقي" على أساس قيام دولتين.
وأوضحت ليفني مقصودها حين قالت "ننتظر من المجتمع الدولي والعالم العربي والإسلامي تقديم الدعم لا إملاء الشروط"، في إشارة منها إلى عدم قبول "إسرائيل" بأي شروط مسبقة حول عملية "السلام" المزعومة .
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد دعا الجمعة الفائتة المجتمع الدولي لاغتنام "الفرصة" المتمثلة في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية الشهر المقبل "لتحريك عملية السلام"، حيث يعلق كبير آماله على نتائجه، في ظل الظروف التي تشهدها الساحة الفلسطينية من الداخل .

ولكن ليفني التي سبق واجتمعت بعباس في نيويورك الجمعة الماضية، أكدت على أن الدعم الدولي ينبغي أن يتركز على "مساعدات اقتصادية وسياسية للحكومة الفلسطينية الجديدة التي التزمت دعم التعايش والسعي إلى وضع أسس دولة سلمية ومزدهرة".
وألمحت ليفني إلى أن هذا الدعم مشروط بقولها: "إن هذا الدعم يجب أيضا أن يؤدي إلى تعميق العلاقات والتعاون الاقليمي بين العالم العربي وإسرائيل فيما نتقدم نحو سلام إسرائيلي فلسطيني".
ولم تنس ليفني الإعراب عن القلق "الإسرائيلي" حيال حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حين أشارت إلى محاولة بعض "الجماعات المتطرفة" استغلال الديموقراطية لتقويضها من الداخل .
وقالت: "نحن في مجتمعاتنا الحرة نعتز باحترامنا للاختلافات والتنوع، ويحق لنا أن نفخر بذلك، غير أننا لن نخدم التنوع إذا تذرعنا به للتسامح مع من لا يعرفون التسامح".
ودعت ليفني المجتمع الدولي إلى أن يوضح لحركة حماس وحزب الله أنه ينبغي عليهما إما اختيار العنف أو الشرعية، وأنهما لا يستطيعان الجمع بينهما في آن واحد.
وصفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني إيران بأنها سبب أساسي في عدم استقرار العالم العربي. وقالت: "ليست هناك دولة مسئولة لا توافق على أن إيران هي أكبر الدول الداعمة للإرهاب، وهي مصدر أساسي لعدم الاستقرار والصراع في العراق ولبنان وفلسطين وبقية أنحاء الشرق الأوسط".

وتساءلت ليفني عن جدوى وجود الأمم المتحدة إذا كانت ستقف مكتوفة الأيدي إزاء ما وصفته بالخطر الإيراني الذي يهدد العالم بأسره.
يذكر أن حماس لا زالت تحذر رئيس السلطة الفلسطينية والدول العربية من التمادي فيما يطلق عليه "العملية السلمية"، وتطالب الجميع بعدم حضور المؤتمر الأمريكي، مؤكدة على أنه خدعة كبيرة .