أنت هنا

11 جمادى الثانية 1428
المسلم-صحف:

أعلن وزير الدولة السوداني سامي عبد الدائم في الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة المخدرات‏,‏ أن كل المؤشرات تؤكد أن السودان تعد الدولة الأولي عربيا من حيث عدد المصابين بالإيدز‏,‏ والثالثة عربيا من حيث استخدام المخدرات‏‏.‏

وأرجع عبد الدائم ذلك على ما دعاه "الخواء الروحي" الذي يعيشه الشباب السوداني
ومن الجدير بالذكر أنه تم اكتشاف أول حالة إيدز بالسودان عام 1986م، وأعقب ذلك إنشاء (اللجنة القومية لمكافحة الإيدز) في عام 1987م، التي أصبحت فيما بعد باسم (البرنامج القومي لمكافة الإيدز).
وفي السنوت الأولى لظهور المرض لم تكن هناك برامج قوية للمكافحة وذلك لعوامل عدة أهمها: تبني سياسة الإخفاء وعدم الإعلان عن حجم المشكلة، كما أن المرض لم يكن يشكل مشكلة صحية رئيسية في السودان إذا ما قورن بالمشكلات الأخرى مثل: الملاريا، والدرن، وأمراض الإسهال، وسوء التغذية عند الأطفال.
وقد استمر المرض في الانتشار، بسبب الموقع الجغرافي للسودان؛ حيث أنه يجاور العديد من الدول الإفريقية التي بها معدلات انتشار عالية، والحركة السكانية الواسعة للمواطنين داخل السودان بسبب الحروب، والكوارث الطبيعية، والعوامل الاقتصادية، والسلوك الجنسي غير المنضبط (خارج الأطر الشرعية)، بخاصة بين الشباب.
ومما زاد من انتشار المرض في البلاد الجهل الشديد به؛ فعلى سبيل المثال أوجد مسح (الأمومة الآمنة) الذي كان قد أجري عام 1999م أن 19% فقط من النساء في سن الإنجاب في ولاية (غرب دارفور) بغرب السودان قد سمعن بمرض يسمى الإيدز.
وكان العدد المقدر لمرضى ومصابي الإيدز في السودان بنهاية عام 2002م نحو 500.000 حالة، وهذا الرقم إذا ما قورن بالإحصائيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية يعني أن السودان به ثلثي حالات الإيدز الموجودة في الدول العربية مجتمعة، ويقول المراقبون إن العدد تضاعف بعد مرور نحو 5 سنوات على هذا الإحصاء.