أنت هنا

9 ذو الحجه 1427
المسلم-الرياض:

أصدر مجموعة من العلماء في المملكة العربية السعودية، من بينهم فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر (المشرف العام على موقع المسلم) وفضيلة الشيخ الدكتور سفر الحوالي، بياناً ناصروا فيه المسلمين في دولة الصومال، والذين يواجهون حرب احتلال من قبل الدولة النصرانية إثيوبية، بدعم من الدول الغربية، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، التي أعلنت دعمها للتحركات العسكرية الإثيوبية.
وفي موازاة ذلك، أصدر الشيخ سلمان العودة (المشرف العام على موقع الإسلام اليوم) بياناً لنصرة الشعب الصومالي.

وقال العلماء الأربعة عشر الموقعون على البيان: "إنه قد آلم كل مسلم غيور على دينه ما حدث من اجتياح الدولة الأثيوبية النصرانية ، ومن يقف وراءها من القوى الظالمة لبلاد الصومال العربية المسلمة"، مؤكدين أن جميع المتابعين يعلمون أن هذا البغي والظلم والعدوان من هذه الدولة النصرانية ما هو إلا حلقة في مسلسل الهجمة العالمية على العالم الإسلامي بقيادة دول الصليب المتحالفة وعلى رأسها أمريكا وإن المتابع العاقل لهذه الأحداث ليعجب من أولئك المؤتمرين والمنضوين تحت مظلة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات العالمية كيف يتغافلون عن هذا الإرهاب الدولي والانتهاك لسيادة دولة عضو في منظماتهم وهم يزعمون محاربة الإرهاب والدعوة إلى العدالة والسلم العالمي.

ومن بين الموقعين على البيان، فضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن محمد الغنيمان (رئيس قسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقاً)، و الشيخ عبد الله بن حمود التويجري (رئيس قسم السنة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً)، والشيخ عبدالرحمن بن صالح المحمود ( عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)
وأضاف الموقعون على البيان، الذي نشره موقع (المسلم) يوم الخميس 8 ذو الحجة 1427هـ، أن البيان جاء إعذاراً وإنذاراً ونصرة لإخواننا في الصومال، مؤكدين على قضايا من أهمها، الشد على "أيدي المجاهدين الصوماليين مثلين بقيادتهم الشرعية ( المحاكم الإسلامية ) ونحثهم على الصبر والتقوى امتثالاً لأمر ربنا سبحانه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200)".

كما شددوا على واجب المسلمين جميعا وكذا بقية شعوب العالم المحبة للعدل والسلام أن يحذروا من هذه القوى الصهيونية والصليبية التي تشعل النار وتثير الحروب ضد من لايدور في فلكها أو ينصاع إلى أطماعها حيث يصدق عليها قوله تعالى : (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (البقرة:205)
وأكد البيان أيضاً على أن الشعب الصومالي شعب عربي مسلم وهو عضو في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وله علينا واجب النصرة والمؤازرة بكل ما نستطيع من وسائل النصر تحقيقا لمبدأ الولاء للمؤمنين.
وفيما يخص نصرة الشعب المسلم هناك، أكد البيان على أن من واجب الشعوب المسلمة أن تهب نصرة لإخوانها في الصومال كل بحسب استطاعته ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ) الآية (الأنفال:72)، وألا يقفوا متفرجين منتظرين للحلول الأممية التي لم تجد شيئاً في القضايا السابقة بل زادتها تعقيداً وخسراناً.

وقال البيان: "إنه لم يغب عنا وعن كثير من المسلمين هذا التحالف الصليبي الأمريكي مع دولة أثيوبيا المعتدية وهو امتداد لتحالفاتها السابقة مع الصهاينة اليهود وكذا مع الرافضة في الاعتداء على المسلمين واغتصاب حقوقهم وانتهاك حرماتهم وهو ما يؤكد وجوب مواصلة المدافعة والمجاهدة لهذه الحكومة الأمريكية المتطرفة وإفشال مخططاتها".
مشيراً إلى أن ما وقع من الحكومة الصومالية المؤقتة، في التحالف مع الحكومة الأثيوبية في عدوانها واجتياحها لبلدهم الصومال وما ثبت من مشاركة بعض عناصرها وأفرادها في هذا الهجوم، ليؤكد بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة هذه الحكومة الانتقالية ومدى عمالتها لأعداء الصومال ووقوفها ضد مصالح الشعب الصومالي .

واختتم البيان بالقول: "إننا وفي هذه الأيام الفاضلة أيام الحج المباركة نحث إخواننا المسلمين في كل مكان على الدعاء والتضرع لله - جل وعلا - بأن ينصر إخواننا المسلمين المجاهدين والمستضعفين في الصومال والعراق وفلسطين وأفغانستان وغيرها من بلاد المسلمين وأن يكبت عدوهم ويردهم خاسئين لا ينالون خيراً (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227) ، إنه قوي عزيز جواد كريم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين".

على صعيد متصل، نشر الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على موقع الإسلام اليوم) بياناً، جاء فيه: "إن ما جرى من عدوان أثيوبيا على دولة الصومال الإسلامية هو جريمة نكراء بكل المقاييس وتجاوز لأبسط الحقوق الإنسانية والمواثيق الدولية".

وأضاف البيان الذي نشره موقع الإسلام اليوم، وموقع (المسلم) أيضاً الخميس 8 ذو الحجة 1427هـ أن الصومال ظلت سنين طويلة تعيش اضطراباً وفوضى وضياعاً، دون أن تتحرك أي قوة دولية مجاورة أو بعيدة لضبط الأمن وحفظ مصالح الناس، وبعد أن ظهرت قوات المحاكم الإسلامية بداء المكر والتآمر، والتدخل الفاجر خفية في الماضي، ثم علانية ودون مواربة كما يحدث الآن.

وقال البيان: "إن المحاكم الإسلامية ذات وجود منبثق من حاجة الشعب الصومالي المسلم، وليس لها أي امتداد خارجي، ولا يوجد لها علاقة مع أي جهة خارجية، وإلصاق تهمة الإرهاب بها كما تروجه بعض الوسائل والقوى هو لمجرد افتعال ذرية كاذبة للتدخل السافر والحرب الشعواء".
وشدد البيان على واجب المسلمين "شعوباً وحكومات وعلماء وجمعيات خيرية وإنسانية، يحتم عليهم أن يسارعوا لتطويق الموقف، وحفظ خيار الشعب الصومالي المسلم ودعمه ومساندته بكل احتياجاته الإغاثية، والإنسانية، والطبية، والمادية، والمعنوية".

وتساءل البيان "إلى متى تظل البلاد الإسلامية مجالاً للمغامرة، وممارسة التسلط والعدوان بمأمن عن ردود الأفعال". مشيراً إلى إن النظام الدولي ومؤسساته بما فيها الأمم المتحدة وكذلك الدول الكبرى ستظل بعيدة عن شعاراتها المتعلقة بالعدل والسلام إذا وقفت في صف الظالم والمعتدي ولم تعترف بحقوق المسلمين.
وقال: "إن مجرد الضعف الذي يعيشه المسلمون ليس مسوغاً للاستخفاف بهم، فالضعيف لديه ما يفعله وسيظل قادراً على إلحاق الأذى بالمعتدين والظالمين وبمن ساندهم وأيدهم والدهر دول والأيام قلّب".

واختتم البيان بالقول: "إن العالم الإسلامي كله يحتفظ بعشرات الأمثلة التي يختص بها من بين دول العالم كله، والتي تجعله استثناء في التعامل، وتسمح بتفعيل السلاح القاتل في أهله وشعوبه وتتجاهل معاناته وآلامه، ولا تصغي لصوت الاحتجاج بل وتغالط في الحقائق وتزور الواقع وتفتعل الأكاذيب. والواقع أثبت أن المسلمين مهما ضعفوا فهم أقوياء في الممانعة والمقاومة، والمطاولة لعدوهم، وهم أصبر وأطول نفساً وأجدر بالتضحية وأوثق بالنصر .. ولتعلمن نبأه بعد حين، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .. والحمد لله رب العالمين".