أنت هنا

16 جمادى الثانية 1427
المسلم-بغداد:

بعد أن تزايدت عمليات القتل اليومية للمدنيين العزل من أهل السنة في العراق على يد المليشيات الشيعية، والذبح والتشريد بمجرد معرفة كون الضحية سنيا من اسمه المدون في هويته، اضطر عدد كبير من العراقيين من أهل السنة ـ لاسيما الذين يحملون أسماء سنية واضحة مثل اسم عمر ـ إلى التنقل بهويتين، إحداهما مزورة تحمل اسما شيعيا للتمكن من تجاوز حواجز القتل اليومي الصفوية التي أصبحت ضيفا دائما على شوارع بغداد الحزينة.

وفي تقرير لها من بغداد، ذكرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن متجرا لبيع الكتب شرقي بغداد يشهد إقبالاً متزايداً هذه الأيام، لكن الزبائن لا يبحثون عن شيء للقراءة. بل إن صاحب المحل يبيع بطاقات هوية مزورة، وهي تجارة أصبحت مزدهرة مع اتجاه أعداد متزايدة من العراقيين لإخفاء هوياتهم على أمل البقاء على قيد الحياة.

وذكرت الصحيفة أنه يتم اختيار الأسماء على الأغلب تكنياً بشخصية تاريخية، ربما تكون موقرة لطائفة وغير محببة للأخرى. ومقابل 35 دولاراً، يمكن الآن لشخص يحمل اسماً سنياً مثل عمر أن يتسلح باسم شيعي مثل عبد المهدي ربما يساعده على المرور الآمن عبر المناطق الخطرة، التي ينتشر فيها المسلحون الشيعة وخصوصا من عناصر جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر.

ويقول شاب سني في الـ 27 من عمره يعمل كخطاط ان حيازته بطاقة هوية باسم شيعي أنقذت حياته قبل أيام عندما أوقفه مسلحون مقنعون وطلبوا رؤية هويته ثم تركوه في سبيله.

ويقول صاحب متجر الكتب الموجود في حي أغلبيته من الشيعة والذي طلب عدم الكشف عن اسمه خشية من الانتقام: إنه يشتري البطاقات الفارغة من محلات الطباعة، ثم يملؤها بالبيانات المطلوبة، ويلصق عليها صور الزبائن، وهي عملية تعرف في بغداد بـ «التغيير».