أنت هنا

20 رجب 1426
بغداد - المسلم - وكالات

أعلنت هيئة علماء المسلمين السنية في العراق اليوم الأربعاء رفضها لمسودة الدستور العراقية التي أشرفت على صياغتها لجنة البرلمان ذات الأكثرية الشيعية والكردية، في وقت أعلنت فيه مصادر كردية أن إقليم كردستان صوّت لصالح المسودة التي تتضمن الإشارة إلى نظام فيدرالي في العراق.

وقالت هيئة علماء المسلمين في مؤتمر صحفي لها اليوم: " إن من بين أسباب رفض مسودة الدستور عدم اعتماد الشريعة الإسلامية مصدراً رئيساً للتشريع في العراق".
وقال عبد السلام الكبيسي (الناطق باسم الهيئة): " إن مسودة الدستور العراقي جاءت بها الولايات المتحدة الأمريكية بكافة تفاصيلها".
وكانت مصادر سنية أكدت في وقت سابق أن مسودة الدستور الحالية قد تفتح باباً واسعاً للصراع الدموي داخل العراق، التي تحاول الولايات المتحدة وأعوانها في الداخل تقسيمها إلى مناطق ذاتية الحكم.

على صعيد متصل، أعلن المجلس الوطني الكردستاني (البرلمان) اليوم الأربعاء، موافقة المجلس وبالإجماع على مسودة الدستور العراقي التي قدمت مساء الاثنين المنصرم إلى الجمعية الوطنية العراقية.
وبناء على طلب من (رئيس المجلس) عدنان المفتي، ناقش البرلمان الكردي في الجلسة الاستثنائية اليوم؛ عشر مواد متعلقة بالأكراد في مسودة الدستور.
وطلب المفتي من أعضاء المجلس مناقشة البنود المتعلقة بالأكراد فقط وعدم الدخول في كافة تفاصيل المسودة.
والفقرات التي ناقشها البرلمان هي تلك المتعلقة بالفيدرالية وكركوك والحدود الجغرافية والثروات الطبيعية واللغة الكردية والدين والدولة والبشمركة وحق تقرير المصير وتشكيلة الجمعية الوطنية العراقية وصلاحيات رئيس الإقليم وفتح مكاتب في السفارات العراقية في الخارج لحماية مصالح الأكراد وديباجة الدستور !!
وقدم العديد من أعضاء البرلمان الكردي ملاحظاتهم حول هذه الفقرات في جلسة استمرت أكثر من أربع ساعات.
وأعلن المفتي في نهاية الجلسة أن مسعود البارزاني (رئيس إقليم كردستان العراق) بعث إليه رسالة من بغداد وصف فيها مسودة الدستور بأنها "إنجاز كبير". وقال: "البارزاني ذكر في رسالته أنه بالرغم من وجود نقاط في هذه المسودة لا تنجسم مع طموحاتنا إلا أنه إنجاز كبير لنا في هذه المرحلة وبعد إجراء المناقشات عليها أتمنى أن تقدموا مقترحاتكم حولها ودعمها".
وقرر أعضاء البرلمان الكردي في نهاية الجلسة بالإجماع الموافقة على المسودة وأن يبعثوا برسالتي تأييد من البرلمان الكردي إلى كل من الزعيمين الكرديين جلال الطالباني (رئيس الجمهورية العراقية الحالي) ومسعود البارزاني.

من جهته، دعا (رئيس الجمهورية) جلال الطالباني اليوم إلى تلبية مطالب العرب السنة، وقال: " إن استقرار العراق لن يتحقق إلا بالتوافق بين المكونات الثلاثة للشعب العراقي".
وأوضح طالباني في مؤتمر صحفي مشترك مع (رئيس الجمعية الوطنية العراقية) الدكتور حاجم الحسنى في بغداد اليوم، أن النقاشات و المشاورات مستمرة بخصوص مسودة الدستور العراقي بما يضمن التوافق.
وأكد أن الدستور العراقي سيكون لخدمة الجميع و ليس لخدمة فئة معينة من المجتمع العراقي.
وعن النقاط الخلافية التي مازالت عالقة في مسودة الدستور؛ قال طالباني: " إنها ثلاث نقاط هي موضوع السلطة المركزية، وذكر البعث الصدامي في مسودة الدستور فضلاً عن موضوع الفيدرالية".
وأكد أن الوضع في كردستان متفق بشأنه، مشيراً إلى أن الحكومة أقرت منذ عام 1970م الحكم الذاتي في كردستان.