أنت هنا

21 ربيع الأول 1426
لندن - صحف

بعد المفاوضات الأخيرة التي لعبت فيها واشنطن الدور الأهم في عقد اتفاقية (سلام!) بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين بقيادة جون قرنق، توصلت كل من الخرطوم وواشنطن لعقد اتفاقية (استخباراتية) بحجة ملاحقة من وصفتهم (بالإسلاميين الإرهابيين!) في دول إفريقيا !

حيث أكد مسؤولو مخابرات في السودان والولايات المتحدة أن الدولتين أقامتا شراكة وثيقة في مجال المخابرات واستهداف ما يعرف (بالإرهاب) بعد تقديم الخرطوم معلومات حساسة عن (الإسلاميين) في دول مجاورة من بينها الصومال !

ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز في عددها الصادر اليوم الجمعة، عن مسؤولين في الحكومة الأميركية قولهم: " إن وكالة المخابرات المركزية الأميركية نقلت (رئيس وكالة المخابرات السودانية) صالح عبد الله غوش إلى واشنطن الأسبوع الماضي لعقد اجتماعات سرية في خطوة تعتبر إقرارا لشراكة الخرطوم الحساسة التي كانت تأخذ منحى سريا في السابق مع الإدارة الأميركية".

ووافق السودان، الذي استضاف في الماضي (زعيم تنظيم القاعدة) أسامة بن لادن، على حرية وصول الأميركيين للمشتبه بارتكابهم أعمالا( إرهابية)، كما اقتسم معلومات المخابرات مع الولايات المتحدة على الرغم من استمرار تصنيفه أميركيا كإحدى الدول الراعية (للإرهاب) وتعرضه لانتقادات شديدة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان.

وأوضحت لوس أنجلوس تايمز بهذا الصدد أن السودان اعتقل المشتبه بانتمائهم للقاعدة ليقوم عملاء أميركيون باستجوابهم، وسلم مكتب التحقيقات الاتحادي أدلة تم ضبطها خلال دهم منازل المشتبه بأنهم (إرهابيون) كما سلم "متطرفين" لوكالات مخابرات عربية فضلاً عن إحباطه لهجمات (إرهابية) ضد أهداف أميركية !

واستندت الصحيفة في معلوماتها إلى مقابلات أجرتها مع مسؤولي مخابرات وحكوميين أميركيين إضافة لمسؤولي مخابرات سودانيين.
فقد قال للصحيفة مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية اشترط عدم نشر اسمه: " إن السودان أعطانا معلومات محددة مهمة وعملية وسارية".

فيما أكد (رئيس وكالة المخابرات السودانية) صالح عبد الله غوش للصحيفة "ن لدينا شراكة قوية مع وكالة المخابرات الأميركية. المعلومات التي نقدمها مفيدة جداً للولايات المتحدة".

وبدوره اعترف (زير الخارجية السوداني)مصطفى عثمان إسماعيل بدور للمخابرات السودانية أبعد من حدود بلاده، حين قال: " إن تلك المخابرات عملت بالفعل كآذان وعيون للمخابرات الأميركية في دول مجاورة من بينها الصومال الذي تعد الولايات المتحدة ملاذاً لمن تسميهم المتشددين الإسلاميين" !

وأرجعت لوس أنجلوس تايمز هذا التعاون السوداني إلى رغبة الخرطوم برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية (للإرهاب) ورفع واشنطن للعقوبات الاقتصادية عن السودان.
وبحسب مراقبين يبدو أن السودان بدأ بالفعل جني ثمار هذا التعاون إذ قالت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها السنوي بشأن (الإرهاب) الأربعاء الماضي: " إن السودان حسن تعاونه في مجال مكافحة (الإرهاب) على الرغم من التوتر مع الولايات المتحدة بشأن العنف في إقليم دارفور".