أنت هنا

19 ربيع الأول 1426
واشنطن - وكالات - المسلم

يعيش البيت الأبيض حالة فزع دائمة خوفاً من حدوث هجمات عبر وسائل مختلفة، من بينها هجمات عبر بالطائرات، رغم كل الإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط بمكتب الرئيس الأمريكي في واشنطن.

حيث أدى جود ظهور سرب طيور على شاشات الرادارات التي تمسح سماء المنطقة المحيطة بالبيت الأبيض إلى حالة هلع؛ نقل على إثرها (الرئيس الأمريكي) جورج بوش وكبار معاونيه؛ مساء أمس الأربعاء، إلى قبو تحت الأرض !

ونقلت وكالات الأنباء العالمية عن مسؤولين في البيت الأبيض قولهم: " إن الرئيس الأمريكي نُقل على عجل من المكتب البيضاوي إلى مكان آمن (!) تحت الأرض يوم الأربعاء، عقب ظهور صورة على شاشة رادار فُسرت خطأ في البداية على أنها طائرة تدخل المجال الجوي المحظور حول البيت الأبيض".

وأكدت التقارير المتطابقة الواردة من مكتب الرئيس الأمريكي، أن بوش نُقل إلى مخبأ محصن تحت الأرض بعد أنه وردت معلومات عن دخول طائرة منطقة جوية محظورة حول البيت الأبيض.
ليكتشف جهاز الأمن السري الخاص ببوش لاحقة أنه كان إنذاراً خاطئاً.

وتكشف الحادثة الجديدة مدى الهلع الذي تعيشه الإدارة الأمريكية من حدوث هجمات عبر الطائرات المختطفة ضد أهداف أمريكية، خاصة البيت الأبيض، والذي نجا في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م، من هجوم محتمل.
كما يكشف الحادث مدى صرامة الإجراءات الأمنية المشددة حول البيت الأبيض، وحول العديد من المصالح السياسية الأمريكية داخل الولايات المتحدة وخارجها، والذي يكلف الميزانية الأمريكية مبالغ هائلة سنوياً.

وكشفت المصادر الأمنية في البيت الأبيض أن الإنذار الخاطئ قد يكون بسبب سرب طير أو انعكاساً ما وقع على شاشات الرادارات المحيطة بالبيت الأبيض. مشيرين إلى أن تحقيقاً سوف يجرى لمعرفة السبب الحقيقي لحدوث ذلك.

وقالت المصادر الأمنية الأمريكية: " إن (نائب الرئيس) ديك تشيني نقل أيضاً إلى مكان آمن بينما أخلى أفراد من الشرطة السرية بعضهم يحمل أسلحة المنطقة المواجهة للبيت الأبيض".

ونقلت وكالة رويترز عن سكوت مكليلان (المتحدث باسم البيت الأبيض) قوله: " إن الرئيس بقي في حصن تحت الأرض لمدة وجيزة ". مضيفاً أنه يظن أن هذه أول مرة يُنقل فيها بوش إلى مكان آمن منذ هجمات 11 من سبتمبر 2001م.

وقال مكليلان "اتُخذت بعض الإجراءات الاحترازية، وتبين سريعاً أنه كان إنذاراً خاطئاً، وأُعيد كل شيء إلى وضعه في مدة قصيرة جداً. كل شيء على ما يُرام".

ورأى مسؤولون أن ظهور صورة على شاشة الرادار كان وراء الحادث.
وتيقنت طائرات هليكوبتر حامت في سماء المنطقة على وجه السرعة لاستطلاع الأمر من عدم وجود طائرة جانحة.

يأتي ذلك في وقت أفادت فيه إحصاءات نشرها المركز الوطني لمكافحة (الإرهاب) يوم أمس الأربعاء أن النشاطات المسلحة في العالم زادت كثيراً خلال عام 2004 م، وأن عدد ضحايا الهجمات خلال هذا العام تضاعف 3 مرات عما كان عليه في العام السابق.

وأحصى المركز (وهو هيئة تشرف عليها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية) 651 هجوماً مسلحاً في العالم لعام 2004م مقابل 208 في العام الذي سبق.
كما أحصى المركز 1907 ضحايا لما وصفه (بالإرهاب) سقطوا عام 2004م مقابل 625 في عام 2003م أحصتها وزارة الخارجية الأميركية.
وأضاف التقرير أن ما مجموعه 6704 أشخاص أصيبوا من جهة أخرى بجروح في تلك الاعتداءات، في مقابل 3646 في 2003م.
وأخذ 710 أشخاص رهائن في 2004م، وأكثر من نصف الهجمات في 2004م وقع في جنوب آسيا، حيث سجل 327 هجوماً أدى إلى مقتل 502 وشخصين.

لكن العدد الأكبر من الضحايا سقط في الشرق الأوسط، حيث قتل 726 شخصاً في 270 هجوم.
وأعنف الهجمات وقعت في أوروبا، وخصوصاً في أسبانيا وروسيا، حيث قتل 636 شخصاً خلال 24 هجوم فقط.
وكانت هذه الإحصاءات تنشر في التقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حالة ما يسمى (بالإرهاب) في العالم، ولأن إحصاءات 2003م كانت موضوع جدال قبل إعادة النظر فيها، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مطلع الشهر الجاري أنها ترفض من الآن فصاعداً نشر هذه الإحصاءات.