أنت هنا

18 ربيع الأول 1426
واشنطن - وكالات

اعترفت قيادة الاحتلال الأمريكية في العراق، أن السنتين الماضيتين اللتين حاولت خلالهما القوات الأمريكية والدولية بسط سيطرتها على العراق، وإنهاء المقاومة المسلحة، لم تفلح في كسر شوكة قوة المقاومة حتى الآن، مؤكدة أنه من شبه المستحيل تحقيق هذا الهدف.

وقال الجنرال ريتشارد مايرز (قائد قيادة الأركان بالجيش الأمريكي): " إن المسلحين العراقيين لم يفقدوا أياً من قدراتهم على شن هجمات". مشيراً إلى أن المسلحين ينفذون ما بين 50 و 60 هجوماً يومياً، وهو نفس المعدل الذي وصلت إليه الهجمات قبل عام.

جاء ذلك في وقت ذكرت فيه قناة الجزيرة الفضائية مساء أمس الثلاثاء أن خاطفي الصحافيين الرومانيين الثلاثة أعطوا مهلة إضافية مدتها 24 ساعة تنتهي الأربعاء في الساعة (13.00 تغ) لكي تقوم بوخارست بسحب قواتها من العراق تحت طائلة إعدام الرهائن.

وأضافت الجزيرة أن الخاطفين الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "كتيبة معاذ بن جبل" وزعوا شريط فيديو ظهر فيه الصحافيون الثلاثة مكبلي الأيدي يناشدون الرئيس الروماني سحب القوات الرومانية من العراق، ويدعون الشعب الروماني إلى التظاهر للضغط على حكومته لحملها على تلبية مطالب الخاطفين.

وتحاول الولايات المتحدة التنصل من الادعاءات التي أطلقتها قبل عامين في العراق، والتي قالت فيها: " إنها سوف تعيد النظام والأمن للعراقيين"!، حيث قال (وزير الدفاع الأمريكي) دونالد رامسفيلد: " إن العراقيين أنفسهم وليس القوات الأمريكية هم من سيهزم الجماعات المسلحة في العراق" !

وجاءت الاعترافات الأمريكية بعد أسبوع شهد عدداً كبيراً من الهجمات الدموية في العراق، حيث قتل العشرات في هجمات فدائية وأسقطت مروحية مدنية خارج بغداد.
لكن الجنرال الأمريكي قال: " إنه من الصعب تحديد ما إذا كان الارتفاع الأخير في مستوى العنف يرقى إلى كونه حملة منسقة ومنظمة".

وادعى مايرز بالقول: " إن إحصاء عدد الهجمات ليس بالطريقة المثلى لقياس مدى قوة المقاومة في العراق" وأشار في ذلك إلى أن نصف الهجمات قد تم تلافيها!

وتقول مصادر إعلامية أميركية وبريطانية : " إنه من الواضح أن التفاؤل الشديد الذي ساد لدى القيادة العسكرية الأمريكية إثر نجاح الانتخابات في العراق، قد انحسر الآن".
مشيرة إلى أن وجهة النظر القائمة في واشنطن الآن هي أن النجاح في العراق يعتمد على الحكومة العراقية الجديدة وما إذا كان بإمكانها ترسيخ أقدامها وأن تصبح قضية يؤمن العراقيون بأنها تستحق القتال من أجلها.