أنت هنا

18 ربيع الأول 1426
بيروت - وكالات - المسلم

تولى الجيش اللبناني بمفرده السيطرة على معظم الأراضي اللبنانية اليوم الثلاثاء بعد أن سحبت سوريا آخر قواتها من لبنان منهية 29 عاماً من الوجود العسكري والمخابراتي السوري.

حيث غادرت آخر دفعة من الجنود السوريين لبنان اليوم ليكتمل بذلك انسحاب القوات العسكرية والمخابراتية السورية.

وأكد العميد الركن إلياس فرحات (مدير التوجيه في الجيش اللبناني) أنه مع انتهاء الحفل العسكري الرسمي لوداع القوات السورية في البقاع، تكون القوات السورية قد غادرت إلى بلادها نهائياً تنفيذاً لقرار المجلس الأعلى اللبناني السوري، والذي جاء بعد القرار الدولي في مجلس الأمن، حمل الرقم (1559).

وقال فرحات في تصريح لوكالة الأنباء الوطنية اللبنانية: " إن هذا اليوم هو يوم معبر ومؤثر بعدما عادت القوات السورية إلى بلادها وأعادت الأمن، وباتت القوى الأمنية اللبنانية على أتم الاستعداد للقيام بأعباء حفظ الأمن والدفاع عن لبنان".

واعتبر العديد من اللبنانيين الانسحاب السوري بداية عصر جديد، إلا أن بعضهم رأى أن مغادرة الجيش والمخابرات السورية لبنان لا يعني أن تأثير سوريا على البلاد قد انتهى.

وحملت سبع حافلات عسكرية سورية على الأقل حوالي 200 جندي سوري كانوا قد بقوا في لبنان بعد استكمال انسحاب المخابرات السورية يوم الاثنين للمشاركة في حفل وداع أقيم في قاعدة (رياق) الجوية شرق لبنان.
ولوح الجنود المغادرون بالأعلام السورية كما رفعوا صورة (الرئيس السوري) بشار الأسد.

ودخلت مع آخر دفعة من القوات السورية بعثة التحقق الدولية المكلفة التثبت من انسحاب القوات العسكرية والمخابرات السورية من لبنان، حيث ستلتقي اليوم وغداً في دمشق كبار القيادات العسكرية السورية لبحث خرائط مفصلة بكافة المواقع والحواجز والأبنية والأراضي التي كانت تشغلها القوات السورية منذ عام 1976م، وذلك قبل أن تقوم بجولات ميدانية يتبعها إعداد تقرير يرفع إلى (السكرتير العام للأمم المتحدة) كوفي عنان.

وكانت القوات السورية قد دخلت لبنان عام 1976م لمحاولة إنهاء الحرب الأهلية التي بدأت قبل ذلك بعام واستمرت حتى عام 1990م.
ويقول مسؤولون لبنانيون مؤيدون لسوريا: " إن 12 ألف جندي سوري قتلوا في لبنان وإن عدداً أكبر بكثير أصيب".

وأثار اغتيال (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري في الرابع عشر من فبراير في انفجار ألقى كثير من اللبنانيين بالمسؤولية عنه على دمشق احتجاجات ضخمة مناهضة لسوريا في بيروت وزاد من الضغوط على سوريا للانسحاب.

وشارك عشرات من كبار المسؤولين اللبنانيين والسوريين في الاحتفال الذي أقيم بقاعدة (رياق) قبل ساعات من إصدار الأمم المتحدة تقريراً حول مدى التزام سوريا بقرار مجلس الأمن.
ورفرفت أعلام البلدين بالقاعدة بينما عزفت الموسيقى العسكرية. ومنحت أوسمة لعدد من الضباط السوريين.

واحتشد المئات من السوريين عند معبر جديدة الحدودي وهم يحملون الأعلام السورية واللافتات التي تحيي تضحيات القوات المسلحة السورية في لبنان، وتؤكد عمق العلاقات السورية اللبنانية.
وقام المواطنون السوريون الذين احتفلوا بوصول القوات السورية إلى جديدة يابوس برقص حلقات الدبكة مترافقة مع أهازيج شعبية وأغانٍ وطنية احتفاء بعودة الجنود السوريين إلى وطنهم الأم بما حظي به الجنود في لبنان وسوريا بعد أن استطاعوا الحفاظ على وحدة لبنان ووحدة ترابه واستقلاله.

واعتبر عدد من المواطنين أن وجودهم هنا "لحظة تاريخية" لاستقبال آخر وحدة عسكرية سورية، وأضافوا " جئنا لنقول لهم: شكرا على ما قدمتموه من تضحيات جسام في سبيل الحفاظ على وحدة لبنان وتصديه للغزو الإٍسرائيلي للأراضي اللبنانية، حيث قدم الجيش السوري 12 ألف شهيد على الأرض اللبنانية".