أنت هنا

17 ربيع الأول 1426
بيروت - وكالات

قبيل خروج آخر ضباط القوات السورية الموجودة في لبنان، سارعت الحكومة الإسرائيلية إلى كشف نيتها عن إجراء محادثات (سلام) ! مع الحكومة اللبنانية، في وقت أعلن فيه قائد الأمن العام بلبنان استقالته اليوم الاثنين.

وأعرب (وزير الخارجية الإسرائيلي) سلفان شالوم عن أمله في أن يؤدي الانسحاب السوري من لبنان إلى فتح باب (السلام) بين تل
أبيب وبيروت.
وقال (المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية) ليؤور بندور في تصريح لإذاعة (سوا) الأمريكية: " إن يد (إسرائيل) ممدودة للبنان إذا أراد لبنان السلام" !!
وتابع قائلاً: " إن (إسرائيل) تتمنى أن يختار الشعب اللبناني الطريق، وأن يتوصل إلى أنه من الأفضل له أن يقيم علاقات سلمية مع " الكيان الصهيوني !
وادعى المتحدث أنه لا يوجد نزاع بين الكيان الصهيوني و لبنان خاصة بعد الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية عام 2000م

على صعيد متصل، قدم اللواء الركن جميل السيد (قائد الأمن العام بلبنان) والمؤيد لسوريا استقالته اليوم الاثنين قبل ساعات من إتمام الانسحاب السوري من لبنان بعد 29 عاماً من الوجود العسكرية والمخابراتية.

وقال السيد في كتاب الاستقالة: " إن قادة المؤسسات الأمنية يعينون عادة مع سياسة ويتغيرون مع تغييرها".

وكان قائد الأمن العام قدم طلباً ليضع نفسه تحت تصرف مكتب رئيس الوزراء طوال عمل لجنة التحقيق الدولية في مقتل (رئيس الوزراء اللبناني السابق) رفيق الحريري، ويحمل كثير من اللبنانيين المسؤولية في اغتيال الحريري على قادة الأجهزة وسوريا، فيما تنفي دمشق أي تورط في الحادث.

وكان (مدير عام قوى الأمن الداخلي) اللواء علي الحاج قد وضع أيضاً نفسه الأسبوع الماضي تحت تصرف وزير الداخلية، وهو ما يعني التنحي فعلياً.

ويعد جميل السيد المقرب من دمشق أقوى شخصية أمنية في لبنان بعد الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990م، ولعب دوراً أساسياً في إعادة بناء قوى الأمن اللبنانية، مما ساعد على عودة الاستقرار في مدة ما بعد الحرب.

ولكن بعض السياسيين اللبنانيين ينتقدونه ويعدون أنه استعمل مركزه لفرض النفوذ السوري على الحياة السياسية في لبنان.

وجاء في طلب الاستقالة الذي قدمه السيد "أتشرف بتقديم طلب إنهاء خدمتي وقبول الاستقالة وفقاً للأصول القانونية النافذة والتفضل بالعرض على مقام مجلس الوزراء لإجراء اللازم بشأنها".

وأضاف السيد في خطاب الاستقالة "كنت قد صرحت بتاريخ سابق بأن قادة المؤسسات الأمنية يعينون عادة مع سياسة ويتغيرون مع تغيييرها، وكانت التطورات السياسية المتلاحقة قد أدت عملياً وحتى قبل حصول الانتخابات النيابية إلى تغيير وتبدل في جزء كبير من السياسة التي أتت بي كمدير عام للأمن العام".

وشكل (رئيس الوزراء المكلف) نجيب ميقاتي حكومة الأسبوع الماضي، وقال: " إنه سيسعى على الفور إلى تنحية قادة الأمن المؤيدين لسوريا تمشياً مع مطالب المعارضة اللبنانية".

ومن ناحية أخرى سحبت سوريا مئات الجنود من لبنان يوم أمس الأحد، وقال شهود عيان: " إن القوات السورية أحرقت وثائق وهدمت بعض الجدران وردمت خنادق وهي تخلي يوم الاثنين آخر مواقعها العسكرية في البقاع".

وأضاف الشهود أن القوات السورية انسحبت من عدة مواقع في سهل البقاع الشرقي يوم الأحد، وأن 150 شاحنة تقل جنوداً ودبابات ومدفعية عبرت الحدود إلى خارج لبنان.

وقال مصدر أمني لبناني اليوم الاثنين: " إن الجيش اللبناني تسلم آخر حواجز المخابرات السورية في البقاع، ومن المتوقع أن تكون القوى الأمنية اللبنانية قد تولت السيطرة على مقر المخابرات الرئيس في عنجر قبل نهاية اليوم".
وأضاف المصدر أن معظم الجنود المتبقين سيغادرون اليوم الاثنين، فيما يغادر آخر جندي سوري يوم غد الثلاثاء.