أنت هنا

16 ربيع الأول 1426
واشنطن - وكالات

أدت الأزمة الخانقة التي تعيشها الولايات المتحدة بسبب ارتفاع أسعار الوقود، إلى تحول الكثير من الأمريكيين لاستخدام الحافلات والقطارات بدل استخدام سياراتهم الخاصة، وفق ما أكدت مصادر أمريكية اليوم.

وأعلن المسؤولون عن المواصلات العامة في عدد من الولايات الأمريكية أن ارتفاع أسعار الوقود أدى لتحول كثير من الأمريكيين للمواصلات العامة، والحد من استخدام سياراتهم الخاصة.
وتوقع جو كالابريسي (المدير العام لهيئة النقل الإقليمي في منطقة كليفلاند، بولاية أوهايو) استمرار هذا التوجه الجديد طالما استمرت أسعار الوقود أعلى من دولارين للغالون، وفقاً لما جاء في تقرير وكالة أسوشيتد برس.
ونقلت الوكالة عن جو قوله: " أعلم أن هناك أناس كثر بدؤوا باستخدام الحافلات، لم يكونوا قد استخدموها منذ ثلاث سنوات".

وتشير التقارير الواردة من جنوب ولاية فلوريدا أيضاً إلى تزايد اعتماد سكان المنطقة على المواصلات العامة بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
حيث بدأ الطلبة والمسافرين لأعمال تجارية باستخدام الخطوط الحديدية بدل سياراتهم الخاصة، توفيراً لثمن الوقود الباهظ.

وقال بوني أرنولد (المسؤول عن هيئة النقل في جنوب فلوريدا، والتي تقدم خدماتها في نطاق 100 كيلومتر تقريباً): " إن أسعار الوقود تجاوزت الحدود الاقتصادية لمالكي السيارات مما يدفع بهم نحو استخدام وسائل النقل العام".
وعلى الرغم من عدم توافر إحصاءات رسمية حول مدى انتشار هذا التوجه الجديد في باقي الولايات الأمريكية، فإن استطلاعاً للرأي كشف مؤخراً أن 58 بالمئة من مالكي السيارات في الولايات المتحدة سيقللون من استخدام سياراتهم بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
ومن جهة أخرى ارتفعت أسعار النفط الجمعة أكثر من دولار للبرميل، ولم تفلح محاولات الدول المنتجة للنفط طمأنة الشركات العالمية في زيادة العرض ورفع مستويات التصدير.

وعزز من ارتفاع الأسعار المخاوف الناجمة من تقلص إمدادات البنزين الأمريكية قبل موسم الصيف، بسبب استمرار الطلب القوي، ووجود مشكلات فنية في بعض المصافي الأمريكية.

وكان ارتفاع أسعار الوقود أثر على مبيع السيارات الأمريكية، مقابل ارتفاع الطلب على السيارات الآسيوية وخاصة اليابانية، بسبب فرق استخدام الوقود.
حيث أظهرت تقارير شركة جنرال موتورز وفورد لمبيع السيارات في الولايات المتحدة، انخفاضاً لشهر مارس مقارنة بمبيعات السنة الماضية للمدة نفسها، وذلك رغم التوقعات بانفراج نسبي بعد موسم شتاء قاسي، وفي المقابل تم تسجيل طلب قياسي على ماركات السيارات الآسيوية.

وكانت بيانات عدة صدرت في مارس أرسلت مؤشرات متناقضة حول تأثير ارتفاع أسعار الطاقة على حركة البيع، خصوصاً بعدما ارتفاع أسعار البنزين 2.15 دولاراً للغالون الواحد.
وقالت شركة تويوتا: إن سيارتها "بيروس إيبريد" التي تستهلك غالون واحد من البنزين لكل 85 كيلومتر، سجلت أعلى مبيعات لها الشهر الفائت، وبلغت 10.236 سيارة.
وقال نائب رئيس شركة تويوتا في أمريكا: " إن الطلب على السيارات الآسيوية التي لا تستهلك كميات كبيرة من البنزين ارتفع مع ارتفاع أسعار النفط."