أنت هنا

4 ربيع الأول 1426
بغداد - وكالات

تواصلت الاشتباكات العنيفة لليوم الثاني على التوالي بين القوات الأمريكية المحتلة والمقاومة المسلحة في مدينة القائم العراقية والقريبة من الحدود مع سورية.

حيث قتل وجرح العشرات في الاشتباكات المستمرة التي تخللها قصف للطيران الأميركي على مواقع للمقاومة، لم تتمكن قوات الاحتلال البرية من مواجهتها.

وقال شهود في بلدة القائم الغربية: " إن الطائرات الحربية الأميركية قصفت مواقع للمجاهدين بعد يوم من انفجار سيارتين يقودهما فدائيين عند مدخل معسكر للقوات الأميركية".
وشهدت المدينة أمس ثلاث هجمات فدائية بسيارات مفخخة استهدفت مقر القوات الأمريكية في المدينة.

وذكر مسؤولون في مستشفيات محلية أن نحو 22 قتلوا وجرح 17 في اشتباكات بين المقاتلين والقوات الأميركية والعراقية، لكن لم يتسن التأكد من الأرقام من جهة مستقلة.

وقال شهود عيان: " إن اشتباكات مسلحة عنيفة تدور حالياً عند المدخل الشرقي للمدينة التي يسيطر المقاومون على أحياء كبيرة وسطها، بينما تفرض القوات الأمريكية طوقاً أمنياً حولها".
وأكد شهود العيان أن قرابة 15 شخصاً استشهدوا في قصف مكثف للطائرات الحربية الأمريكية على مشارف المدينة الشرقية غير أنهم أوضحوا أن الجنود الأمريكيين فشلوا في اقتحام بعد المدينة بصورة كاملة.

وأشار شهود عيان إلى وجود وصول تعزيزات عسكرية أمريكية ضخمة إلى مشارف المدينة التي تحاصرها قوات الاحتلال منذ أمس في محاولة لضرب المقاومة في المدينة .

على صعيد آخر، قررت وزارة الدفاع الأمريكية تقليص الفترات التي يمضيها الجنود الأمريكيون في العراق ومناطق القتال الأخرى إلى 12 شهراً فقط مع إصدار مذكرة جديدة تنص على ضرورة الحصول على موافقة (وزير الدفاع) دونالد رامسفيلد على التمديد لأي فترات كبيرة .

وتأتي هذه التعليمات الجديدة، بعد المعاناة الكبيرة التي تسبب بها بقاء قوات أمريكية في العراق لأوقات طويلة، أدت إلى ظهور أعراض وأمراض نفسية وعقد استمرت لأوقات طويلة لدى الجنود الأمريكيين، بسبب ضراوة المقاومة العراقية وحالة الهلع والخوف التي يعيشها جنود الاحتلال هناك.

وقالت الين كرينكى (المتحدثة باسم وزارة الدفاع): " إن المذكرة التي وقعها ديفيد تشو وكيل وزارة الدفاع لشؤون الأفراد في 30 مارس الماضي؛ توضح قواعد الجيش الأمريكي الخاصة بنشر الجنود".
وقالت المتحدثة: " إنه ليس تغييراً كبيراً في السياسة، وإنما مجرد توضيح لمن سوف تنطبق عليه الشروط ، وإن وزير الدفاع هو وحده الذي يمكنه التمديد لوحدة أو لفرد بعد انتهاء مدة 365 يوماً".

ويأتي هذا التطور في وقت يسعى فيه الجيش الذي يتشكل من متطوعين بشكل كامل من اجل العمل على اجتذاب متطوعين جدد وإقناع الجنود الذين تنتهي مدة خدمتهم بالتمديد لفترات جديدة.

وكان ضابط كبير بالجيش الأمريكي قد صرح الأسبوع الماضي بأن الجيش يبحث أيضاً إمكانية تخفيض المدد التي يقضيها الجنود في أفغانستان والعراق لما يصل إلى ستة أشهر كي تصبح الخدمة العسكرية أقل إرهاقاً.