أنت هنا

4 ربيع الأول 1426
القاهرة - المسلم

لجأت الحكومة الإسرائيلية مجدداً إلى (الرئيس المصري) حسني مبارك من أجل محاولة تمرير خطط للتطبيع مع دول عربية أخرى، خلال زيارة (وزير الخارجية الإسرائيلي) سيلفان شالوم.

وحاول كل من (وزير الخارجية المصري) أحمد أبو الغيط، والوزير الإسرائيلي التركيز على قضايا مشتركة إيجابية بينهما (!) خلال المؤتمر الصحفي الذي عقداه بعد الاجتماع مع الرئيس المصري، متحاشين ذكر أي مشاكل حدثت مؤخراً، كمسألة الاستيطان وتوسيع المستعمرات الكبرى في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وظهرت الحكومة المصرية كراعية للمشاريع الإسرائيلية القادمة فيما يتعلق بمحاربة المقاومة الفلسطينية المسلحة، ونزع سلاح المقاومة، والتطبيع الإسرائيلي مع دول عربية جديدة.
حيث أشار وزير الخارجية المصري الحكومة الإسرائيلية إلى خطة السلام العربية التي تبناها العرب في قمتهم ببيروت عام 2002م، وأكدوا عليها في القمم اللاحقة، إلا أنه شدد على أن عمليات التطبيع هي بالتالي قرار كل دولة عربية على حدة ! في إشارة إلى إمكانية عدم تقيد أي دولة عربية بالخطة التي وقعتها في اجتماعات الجامعة العربية.

وأكدت مصادر سياسية إسرائيلية، على أن شالوم، الذي اجتمع اليوم مع مبارك في مصر، عرض عليه خطة "خارطة طريق" جديدة، تهدف إلى دفع العلاقات بين الكيان الصهيوني والدول العربية !
وأضافت المصادر أن جهات رفيعة في وزارة الخارجية الإسرائيلية عملت طيلة عدة أشهر على الإعداد لهذه الخطة الجديدة، وعرضت اليوم لأول مرة على الرئيس المصري.

وتعد الحكومة المصرية أكبر شركاء الحكومة الإسرائيلية في سياساتها الرامية إلى التطبيع مع الدول العربية الأخرى.
وقد استضافت مصر العديد من القمم المشتركة بين دول عربية والكيان الصهيوني، وأعلنت خلال مناسبات عديدة عن ما تسميه "تقدماً في ملف عملية السلام مع (إسرائيل)" معطية إشارات متكررة للدول العربية كي تمضي في تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني !

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي في ختام لقائه مع الرئيس المصري: "مبارك زعيم كبير ويقود السلام، وإنه شرف كبير العمل معه".
وأضاف "تحدثنا عن كيفية انتزاع الخطر الناجم عن (المقاومة الفلسطينية التي وصفها بالإرهابية !) ودفع السلام في منطقتنا".

وتابع بالقول: "طلبت من الرئيس المصري أن يستخدم تأثيره من أجل أن يكون المعتدلين (...) في الجانب الفلسطيني هم أصحاب القرار وليس المتطرفين (...) منهم. الوقت يعمل ضدنا، وأنا أومن بأنه يجب علينا أن لا نفوت الفرصة التي تقف أمامنا، ويمكن لمصر أيضاً أن تجني ثمار التقدم في العلاقات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية" !!!

وكشف شالوم عن خطته الجديدة التي بادر إليها وتهدف إلى مساعدة الكيان الصهيوني على إقامة علاقات طبيعية مع عشر دول عربية (!)، على الأقل، في المنطقة. وقال: " إنني أومن أنه يجب تحريك مبادرة جديدة لدفع العلاقات مع العالم العربي. إنني أومن أن "خارطة طريق" كهذه ستحرك عملية السلام في منطقتنا، وستجني جميع دول المنطقة ثمارها".

ولم يكشف الوزير شالوم عن تفاصيل الخطة، لكنه تعهد في ختام لقائه بنظيره المصري، أحمد أبو الغيط ، بالكشف عن تفاصيل إضافية حول خطته الجديدة.
ويتوقع أن يلتقي شالوم، في وقت لاحق اليوم، بـ(مدير المخابرات المصرية) عمر سليمان، الذي يعد أحد أهم المشاركين في الملف الإسرائيلي العربي (!)