أنت هنا

4 ربيع الأول 1426
بغداد - المسلم

وصل (وزير الدفاع الأمريكي) دونالد رامسفليد في زيارة سريعة ومفاجئة إلى العراق، محاولاً إظهار دعم البيت الأبيض للحكومة العراقية الجديدة، التي تترقب الأوساط السياسية الإعلان عنها خلال الأيام القليلة القادمة.

وأعلن رامسفيلد الذي وصل سراً إلى العراق، تحاشياً لنيران المقاومة العراقية، أن واشنطن تدعم الجهود الدبلوماسية الأخيرة في العراق، والتي أدت إلى اختيار الرئيس العراقي الجديد ونائبيه، ورئيس البرلمان، مشيراً إلى عدم رغبة واشنطن في أن يتم تأجيل الإعلان عن الحكومة الجديدة، أو حدوث تأخير في صياغة الدستور العراقي، في محاولة لإضفاء الشرعية على الحكومة العراقية الجديدة.

وعلى الرغم من أنه الضيف الجديد في العراق ليس وزيراً للخارجية الأمريكية، إلا أن وزير الدفاع، الذي يظهر وصوله العلاقة العسكرية الصرفة بين واشنطن وبغداد كعلاقة احتلال وتسيير عسكري، حاول إضفاء الشرعية على التحركات الدبلوماسية الأخيرة في العراق، في محاولة جديدة من الولايات المتحدة إظهار المقاومة العراقية على أنها "تمرد فئة قليلة في وجه شرعية حكومة منتخبة" كما حدث في السابق في كابل بأفغانستان.


وقبل أن يبدأ جولة مباحثات مع الزعماء العراقيين، أشار رامسفيلد إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب برؤية أي شيء يؤدي إلى تأخر أو تعطيل الدستور العراقي والحكومة الجديدة، ولا تريد أن ترى فساد في الحكومة الجديدة أو قلة كفاءة، مشيراً إلى أن ذلك سيؤدي إلى حكومة فاشلة، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة، كي تظهر عمليتها الدبلوماسية في العراق كمثال ناجح لتشكيل حكومة ديموقراطية ذات كفاءة عالية.
وترمي واشنطن إلى تقديم مثال حي لدول المنطقة إلى ما تعنيه بتنمية الديموقراطية في المنطقة، وتغيير سياسات الحكم، وتقديم صورة لدول العالم أن ما فعلته في العراق كان بالتالي لمصلحته.

ويأتي وصول رامسفيلد بعد مدة مخاض سياسي للعراق، تم خلالها عقد اجتماعات الجمعية الوطنية، واختيار رئيس البلاد خلال المرحلة الانتقالية، جلال طالباني.

والتقى رامسفيلد بالرئيس الجديد جلال طالباني، بالإضافة إلى (رئيس الوزراء العراقي المكلف) إبراهيم الجعفري، و(رئيس الحكومة العراقية الانتقالية الحالي) إياد علاوي، فضلاً عن قادة من الأقلية الكردية.
ومن المقرر أن يلتقي رامسفيلد أيضاً بقادة أمريكيين بارزين ومجموعة من القوات الأمريكية الموجودة بالعراق.

وهبط رامسفيلد في بغداد الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي في بغداد.
ويمثل وصول وزير الدفاع الأمريكي للعراق في زيارات غير معلنة تتم في ساعات الصباح الأولى سيناريو تكرر عدة مرات خلال الأشهر الأخيرة.
حيث تعد هذه الزيارة التاسعة لرامسفيلد إلى العاصمة العراقية منذ الاحتلال الأمريكي للعراق.
وأشارت مصادر إعلامية أمريكية إلى أنه تم التكتم على تفاصيل زيارته الحالية لاعتبارات أمنية.

ورفض رامسفيلد تقديم أي توقعات حول المدى الزمني لخفض القوات الأمريكية المحتلة بالعراق.
ويبدو أن الأمر قد اتفق عليه مع القيادة العراقية الجديد، حيث توقع طالباني أول أمس، خلال لقاء له مع شبكة (CNN) الأمريكية، أن لا تغادر القوات الأمريكية بلاده قبل سنتين !